في رسالته للملتقى الدولي الإمام المغيلي، الرئيس تبون:

البعد الإفريقي خيار استراتيجي هام للجزائر الجديدة

البعد الإفريقي خيار استراتيجي هام للجزائر الجديدة
وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي
  • 637
 نوال جاوت نوال جاوت

لا بــدّ مـن تعـزيــز العمــل الدبلومــاسي وتنشيـط السياحة الدينيــة

الجزائر ستواصل خدمة إفريقيا لإرساء تكامل اقتصادي

علينا أن نستلهم من مبادئ المغيلي ما يعيننا على مواجهة التحديات

أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن الجزائر الجديدة تدرك أنّ البعد الإفريقي يبقى خيارا استراتيجيا هاما يمكّن الشعوب من استكمال طموحاتها المنشودة، بتعزيز العمل الدبلوماسي وتنشيط السياحة الدينية وكذا الاستفادة من عمق الطرق الصوفية وامتداداتها في إفريقيا، ما يؤدي إلى تحقيق الانسجام في المواقف السياسية وتفعيل التعاون الاقتصادي وكذا ترقية التبادل العلمي والثقافي.

في رسالة قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، أمام المشاركين في ملتقى الجزائر الدولي "الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي" بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، أكّد الرئيس تبون أنّ الجزائر التي خدمت إفريقيا في عهدها الماضي، ستواصل المسيرة في حاضرها ومستقبلها، مستلهمة كل ذلك من أمجاد أسلافنا، مستدلا بما قام به الإمام العلامة المغيلي الذي تمكّن من الاستثمار في البعد الإفريقي واستطاع أن يكوّن أرضية للوفاق والتعاون البنّاء. ودعا في هذا الإطار البلدان الإفريقية إلى أن تنحو اليوم من أجل إرساء تكامل اقتصادي إفريقي، مستنيرة في ذلك بآثار الإمام المغيلي الاقتصادية والتنموية في البلاد التواتية، منها "السوق الكبيرة" المشهورة بقصر سيدي يوسف، والتي كانت بمثابة قطب اقتصادي يربط إقليم توات بكثير من الأقاليم والبلدان.

وأشار السيد الرئيس إلى أن ذلك المشروع أثّر إيجابا في إرساء النظم الإدارية والتشريعية والقضائية وتحقيق عوامل الانسجام والتعايش والاستقرار والتنمية وأيضا تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، قائلا في هذا الصدد، "هو باختصار مشروع متعدّد الجوانب مبني على الوسطية التي صنعت مرجعيتنا الدينية، ويمكن أن نستلهم من مبادئ المغيلي وقيمه ما يعيننا، في بلداننا وبالأخص بمنطقة الساحل الإفريقي، على مواجهة مختلف التحديات لا سيما الغلو والتطرّف". ولم يكتف المشروع الإصلاحي للإمام المحتفى به، بالنسبة لرئيس الجمهورية، بالبعد التعليمي والتربوي والدعوي، بل امتدّ ليشمل مجالات الحوكمة الراشدة، حفاظا على الاستقرار والأمن الاجتماعي، معتمدا في ذلك على مبادئ الشريعة السمحة المبنية على القيم والمبادئ العليا كسيادة القانون وتحقيق العدل والمشاركة في المجتمعات الفعّالة. واستعرض الرئيس تبون جهود الإمام المغيلي في نشر تعاليم الإسلام في مناطق واسعة من إفريقيا، كمالي، والنيجر، نيجيريا والتشاد. كما أرسى قواعد مؤسّسات علمية وحواضر ثقافية، وقال "كان لذلك بعد عميق في توجّه تلك المجتمعات إلى الاهتمام بالتعليم وفتح المدارس والعناية بالطلبة".

وأوضح رئيس الجمهورية أن المغيلي نهل من الشيخين سيدي عبد الرحمان الثعالبي وسيدي محمد بن يوسف السنوسي، فنشر تعاليم الإسلام في القارة السمراء على منوال ما قام به الشيخان التجاني والأخضري في مالي والنيجر وغانا والتشاد وغيرها. وتوقف عند أثار النهضة العلمية التي قادها الإمام المغيلي، والتي بقيت قرونا متوالية، وحظي إنتاجه العلمي بالانتشار والاهتمام البالغ وأثّر في ازدهار الفقه والتصوّف وعلوم اللغة العربية، حيث قال، لقد سجّل العلامة الإمام اسمه في التاريخ كأحد العلماء الأجلاء لما قام به من أدوار بارزة في المجالات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي نشر الوعي والهداية خلال القرن التاسع الهجري (15م) في إفريقيا".