في ظرف 15 يوما بقسنطينة

1940 فحص طبي في 60 منطقة ظل

1940 فحص طبي في 60 منطقة ظل
  • 529
شبيلة. ح شبيلة. ح

اكتشاف حالات مرضية خطيرة تعاني في صمت

عيادات متنقلة تجوب القرى والمداشر

بلغت حصيلة النشاطات الطبية التي سجلتها القوافل الطبية المتنقلة التابعة لمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لفائدة سكان مناطق الظل بقسنطينة، أزيد من 1940 فحص طبي في ظرف 15 يوما فقط، في مرحلتها الثانية؛ من 21 نوفمبر الماضي إلى غاية 5 ديسمبر الجاري عبر 60 منطقة.

وعرفت هذه المبادرة الصحية التي حملت شعار "خدمتكم واجبنا، وصحتكم مسؤوليتنا" وجاءت تطبيقا لتوصيات الجهات العليا في البلاد للتكفل بسكان المناطق المعزولة والنائية ومساعيها لتوفير أساسيات العلاج عبر مختلف مناطق الظل المنتشرة عبر كامل تراب الوطن، تجاوبا واستحسانا كبيرين من سكان هذه المناطق عبر كامل تراب الولاية؛ حيث تم تقديم مئات الفحوصات من قبل القوافل الطبية المدعمة بعيادة متنقلة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية في مختلف التخصصات؛ على غرار أمراض النساء والتوليد، وطب الأطفال، وجراحة الأسنان، وأمراض الطب الداخلي، والأمراض العقلية، والكشف عن سرطان عنق الرحم، وغيرها من الكشوفات والفحوصات الطبية، فضلا عن توسيع البرنامج الوطني لتلقيح الأطفال.

وحسب حصيلة خلية الإعلام والاتصال بالمديرية، فإن فحوصات الطب العام أخذت حصة الأسد بالنسبة لمواطني مناطق الظل؛ بتسجيل أزيد من 711 فحص طبي، يليها تخصص جراحة الأسنان العامة والمتخصصة بـ 283 فحص، وكذا 265 فحص في تخصص أمراض النساء والتوليد، و248 فحص في الطب الداخلي. 

أما الفحوصات الخاصة بطب الأطفال، فبلغت 86 فحصا، فيما قامت المؤسسات العمومية الست التي أوكلت لها مهمة الفحص الطبي، بتسجيل 116 فحص طبي نفسي، و26 فحصا خاصة بالمساعدة الاجتماعية، فيما سُجل 41 فحصا في اختصاص الأمراض المعدية، ونفسه بالأمراض الصدرية.

أما في مجال الرعاية العامة والحقن، فقد تم تقديم 92 تدخلا، فضلا عن استفادة المواطنين من حملات توعويه حول داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتربية الغذائية، وسرطان عنق الرحم، وسرطان الثدي، والرضاعة الطبيعية. كما قام أفراد الحماية المدنية بحملات حول أضرار استنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من المدفآت، تزامنا مع حلول فصل الشتاء.

ومن جهة أخرى، أضاف مسؤول خلية الإعلام والاتصال بالمديرية، عبدون أمير، في حديثه إلى "المساء"، أن برمجة هذه القوافل الطبية جاءت بعد تقييم العملية الأولى، التي لقيت استحسانا كبيرا من قبل المواطنين، والتي دامت قرابة 3 أشهر، حيث تمت العملية وفق برنامج مضبوط، يشمل كل مناطق الظل على مستوى الولاية، مشيرا في نفس السياق، إلى أن جل القوافل كانت مدعمة بعيادة متنقلة، مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية في مختلف التخصصات، تتكفل بنقل الكشوفات والفحوصات الطبية المتخصصة، على غرار تخصص أمراض النساء والتوليد، وطب الأطفال، وجراحة الأسنان، وأمراض الطب الداخلي، والأمراض العقلية، والكشف عن سرطان عنق الرحم، وغيرها من الكشوفات والفحوصات الطبية الأخرى؛ من خلال تجنيد المؤسسات العمومية للصحة الجوارية.

وخفّفت هذه القوافل الطبية المتنقلة، حسب خلية الإعلام والاتصال بالمديرية، من عناء سكان المناطق المعزولة، التي تفتقر لهياكل صحية ثابتة، تضمن خدمات صحية نوعية؛ بسبب افتقار جل مناطق الظل عبر كامل تراب الولاية، لمراكز الصحة العمومية، فضلا عن أن سكان مناطق الظل يشتكون من مشاكل صحية متكررة، أبرزها وفيات الأمومة نتيجة مضاعفات ما بعد الولادة، ونقص التلقيحات بالنسبة للأطفال، إلى جانب مضاعفات ضغط الدم، والسكري، وغيرها؛ الأمر الذي يستلزم ضمان العيادات الطبية المتنقلة؛ كخطوة عملية لتدعيم هذه المناطق، خاصة أن سكان هذه المناطق لا يستطيعون التنقل إلى أقرب عيادة من أجل إجراء فحوصات طبية في حال المرض، أو الحاجة إلى الطبيب أو الأدوية.

وحسب مسؤول الإعلام بالمديرية، فإن المميز خلال هذه المرحلة هو اكتشاف حالات مرضية تستوجب العناية والمتابعة الدورية؛ على غرار مواطن تمت زيارته من قبل الفريق الطبي التابع للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية "العربي بن مهيدي" بمنطقة القرية ببلدية بن زياد، كان يعاني من مضاعفات صحية خطيرة ناتجة عن الإصابة بداء السكري، وتفاقمت بسبب سوء العناية؛ مما تَسبب في بتر قدميه، مع وجود تقرحات في أصابع يديه؛ إذ تطلّب الأمر إجلاء المعني بصورة مستعجلة، إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية "البير"؛ حيث تم إجراء تدخّل جراحي مستعجل له.

ومن جهته، أكد مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالولاية، بوشلوش عبد الحميد، أن المبادرة التي أطلقتها مديريته منذ نهاية السنة الماضية، جاءت تطبيقا لتوصيات رئيس الجمهورية، الرامية إلى التكفل الأمثل بسكان مناطق الظل، وسعيا منها للمضيّ قدما في سبيل تطبيق البرنامج المسطر، والقاضي بتقريب الخدمات الصحية من المواطنين القاطنين بالمناطق المعزولة، وبالأخص ممن يفتقرون لهياكل صحية قاعدية، تضمن لهم خدمات صحية نوعية، حيث كانت الانطلاقة في موسمها الثاني، في 21 نوفمبر 2022؛ من خلال تسخير فرق طبية وشبة طبية متنقلة، تابعة للمؤسسات العمومية للصحة الجوارية، ومدعمة بإطارات طبية تابعة للمؤسسات العمومية الاستشفائية الموزعة عبر التراب الولاية.

وأضاف المدير أن العملية شملت مختلف البلديات والمناطق؛ على غرار منطقتي المالحة وولجة القاضي، المتواجدتين بإقليم بلدية بن زياد بلغراري، وشاوش، التابعتين لبلدية عين عبيد، وكذا عين زبيرة، وشعبة الصيد المتواجدتين بإقليم بلدية عين سمارة، وعين النمشة، وأولاد بوخالفة بالبلدية، وغيرها من المناطق المعزولة، التي حصلت على التغطية الصحية للمرحلة الثانية من فعاليات الأيام المفتوحة للترقية الصحية بمناطق الظل، حيث كانت فرصة لتنظيم حملات تحسيسية بالموازاة مع تقديم فحوصات طبية متخصصة.

وأوضح المسؤول أن المرحلة الثانية من فعاليات الأيام المفتوحة للترقية الصحية بمناطق الظل، كانت فرصة لتجديد الثقة مع سكان المناطق المعزولة، الذين طالبوا بتقريبهم من المؤسسات العمومية الصحية، والتكفل بهم، مشيرا إلى العزم على تنظيم خرجات ميدانية دورية؛ لمتابعة وضعيتهم الصحية، وفقا لبرنامج مضبوط من قبل مصالحه.