تمثل إرثا اجتماعيا لسكان المناطق الجبلية

تهيئة 69 منبعا مائيا طبيعيا ببومرداس

تهيئة 69 منبعا مائيا طبيعيا ببومرداس
  • 960
حنان. س حنان. س

تمكنت مصالح الموارد المائية ببومرداس، مؤخرا، من تهيئة وإعادة تأهيل 69 منبعا مائيا طبيعيا على مستوى المناطق الجبلية والنائية بعدة بلديات، حيث خُصص لهذه العملية غلاف مالي يفوق 120 مليون دينار. ولقيت هذه العملية ترحابا واستحسانا كبيرين وسط السكان، حيث تشكل أغلب تلك المنابع إرثا ثقافيا واجتماعيا كبيرا، ناهيك عن كونها عاملا من عوامل الجذب السياحي. كشف رئيس مصلحة حشد الموارد بمديرية الموارد المائية ببومرداس، جمال مراح، عن إنهاء تهيئة وإعادة تأهيل المنابع المائية الطبيعية على مستوى عدة بلديات بالولاية.

وأوضح المتحدث في مقابلة مع "المساء"، أن هذه العملية كانت انطلقت شهر أفريل الماضي، وانتهت نوفمبر المنصرم، حيث سمحت بتهيئة 69 منبعا مائيا طبيعيا؛ بتخصيص غلاف مالي، قُدر بـ 126 مليون دينار. وأضاف أن هذه العملية خلّفت استحسانا كبيرا وسط السكان؛ لكون جل هذه المنابع تمثل إرثا اجتماعيا وثقافيا كبيرا. ويعود بعضها لسنوات مضت، بل ويمكن القول إنها تعود لقرون، على غرار "عين السلطان" التي تقع بأعالي جبال بلدية عمال، والتي تعود للعهد العثماني، حسب الروايات المتداوَلة. وفي السياق، أوضح المسؤول أن جل المنابع الطبيعية تقع بمناطق الظل المترامية بجبال بلديات بومرداس، حيث كانت جلها عرضة للعديد من العوامل الطبيعية والبشرية، التي كان من الممكن أن تعرّضها للتلوث، وبالتالي احتمال خطر إصابة السكان بالأمراض المتنقلة عبر المياه؛ الأمر الذي يتطلب رد الاعتبار لهذه الأماكن، وهو تحديدا ما يهدف إليه برنامج رئيس الجمهورية الخاص بتنمية مناطق الظل من جهة، ومحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه؛ حفاظا على الصحة العمومية، من جهة أخرى. وسمحت مختلف عمليات التهيئة بالحفاظ على المنبع الطبيعي؛ من خلال بناء جدران إحاطة حوله، وتهيئة قنوات جذب للمياه بالشكل الذي يساهم في تزويد سكان المناطق الجبلية والنائية، بمياه الشرب، وكذا المساهمة في الحفاظ على الثروة المائية، المتناقصة بفعل عوامل التغير المناخي.

وعن أهم المنابع التي تمت تهيئتها حسب الدوائر والبلديات، أشار المتحدث إلى تهيئة 5 منابع بدائرة بغلية، منها 4 منابع بمناطق الظل، وهي كل من عين سيباو، والمواجن، وعين أولاد شعبان، وكذا عين عبادة، إلى جانب استفادة بلدية سيدي دواد لوحدها، من تهيئة 7 منابع للمياه الطبيعية، منها اثنان بمنطقتين جبليتين؛ حوش محمود، والغريبة، بينما طُرحت إشكالية الاعتراضات حول تهيئة منبع الزاوية بساحل بوبراك؛ مما حال دون إطلاق العملية، وهو الإشكال الذي طُرح، أيضا، حول تهيئة منابع بكل من السوانين، والسانية، وعين بصغير بنفس البلدية. ويطرح هذا الإشكال نفسه بإلحاح ليس فقط حول مسألة تهيئة وإعادة تأهيل المنابع المائية الطبيعية، ولكن حتى في ما يخص استكمال العديد من المشاريع الحيوية؛ كالتزويد بالماء، والغاز الطبيعي، وغيرهما من المشاريع التنموية، الهادفة إلى تحسين الواقع المعيشي للسكان.

ومن المنابع الطبيعية - حسب المتحدث - تهيئة منبعين ببلدية الناصرية بكل من تلا وجبارة والماجن، ومنبعين آخرين ببلدية أولاد عيسى، بكل من عين عسيلة وعين عمارة. أما بدائرة يسّر فتمت تهيئة 7 منابع مائية، منها 4 منابع بمناطق الظل؛ بكل من غمراسة، وأولاد سدي عمارة، وإخربان وإزرارفن، بينما استفادت بلدية تيجلابين من تهيئة منبع بمنطقة برغلو. واستفادت كل من بني عمران وبلدية سوق الأحد المتجاورتين، من تهيئة 7 منابع مياه طبيعية، بينما استفادت كل من بلدية الثنية وعمال من تهيئة 8 منابع، منها 7 منابع تقع بمناطق الظل؛ ما يجعل المجموع العام للمنابع الطبيعية التي استفادت من عملية التهيئة، 40 منبعا؛ بغلاف مالي قُدر بـ 108 مليون دينار، فيما لم تنطلق، بعد، عملية التهيئة لفائدة 29 منبعا مائيا طبيعيا؛ بسبب نقص الغلاف المالي، يضيف المتحدث، علما أن معدل تدفق المياه بكل منبع وآخر، يتراوح ما بين 1 لتر و2 لترين في الثانية.

 


 

86 بالمائة نسبة تقدم المشاريع التنموية ببومرداس.. غلق ملف مناطق الظل بنهاية 2022

تشير آخر المعطيات المتعلقة بملف مناطق الظل في بومرداس، إلى بلوغ 1008 عملية تنموية إجمالا، خصص لها غلاف مالي فاق 11 مليار دينار، في حين بلغت نسبة تجسيدها 86 بالمائة، فيما يتواصل العمل لاستكمال ما تبقى منها، على غرار ما هو مسجل في مجال الطرقات والغاز والمياه الصالحة للشرب، حيث ينتظر غلق هذا الملف بنهاية السنة الجارية 2022.

أكد رئيس مصلحة البرمجة ومتابعة الميزانية لولاية بومرداس، سفيان بوهراوة، في لقاء خص به "المساء"، أن العمل جار على قدم وساق لاستكمال إنجاز كل المشاريع وغلق الملف نهائيا بنهاية سنة 2022، تبعا للتعليمات المقدمة في هذا المجال. وبشيء من التفصيل، أفاد محدثنا بخصوص آخر المعطيات التي تم تحيينها، أنه تم تسجيل 1008 عملية تنموية عبر 147 منطقة ظل موزعة عبر 26 بلدية من مجموع 32 بلدية بالولاية. خصص لتجسيد هذه العمليات -حسب المتحدث- غلاف مالي قدره 11,5 مليار دينار من مختلف مصادر التمويل، فيما بقيت عملية واحدة فقط تسجل عجزا في التمويل، وتخص إنجاز مجمع مدرسي بمنطقة أولاد الأربعاء ببلدية أولاد عيسى، حيث سيتم إطلاق الأشغال مباشرة فور توفر الغلاف المالي اللازم.

كما كشفت آخر المعطيات الميدانية، عن تسجيل نسب متفاوتة بين كل دائرة وأخرى، من حيث إنجاز المشاريع التنموية، ويعود ذلك طبعا، لعدد مناطق الظل المحصاة عبر بلديات كل دائرة، يضاف لها الحاجة التنموية لكل منطقة مقارنة بأخرى. تأتي دائرة يسر، على رأس القائمة بتسجيلها لمجموع 191 عملية تنموية موزعة عبر بلديات يسر، وشعبة العامر، وتيمزريت التي استحوذت على حصة الأسد من حيث المشاريع، فيما عادت ثاني مرتبة من حيث عدد العمليات التنموية لدائرة بغلية، بإجمالي 139 مشروع، ثم دائرة الثنية بمجموع 134 مشروع، منها 60 مشروعا كاملا لتنمية المناطق الجبلية والنائية ببلدية بني عمران. كما سجلت دائرة دلس من جهتها، إجمالي 125 مشروع تنموي، أما دائرة بودواو فتحل المرتبة الخامسة من حيث عدد المشاريع المسجلة ببلدياتها بـ 117 مشروع، منها 51 مشروعا كاملا موجها لتنمية المناطق الجبلية والنائية في بلدية قدارة.وتحل دائرة الناصرية في المرتبة السادسة بـ 114 مشروع تنموي، موزع ما بين بلديتي أولاد عيسى بـ 66 مشروعا، و48 مشروعا آخر ببلدية الناصرية.

كما صنفت في ذيل الترتيب، كل من دائرة خميس الخشنة بمجموع 77 مشروعا، فدائرة برج منايل بـ60 مشروعا، وأخيرا دائرة بومرداس بإحصاء 53 مشروعا تنمويا، منها 31 مشروعا موجها لتنمية المناطق الجبلية والنائية ببلدية تيجلابين.للإشارة، يأتي قطاع الأشغال العمومية من خلال عمليات تمس تهيئة وإعادة تأهيل شبكة الطرقات المختلفة، في صدارة القطاعات التي سجلت حضورا مكثفا في مناطق الظل، حيث خصص له غلاف مالي يقارب 3 ملايير دينار، ليليه قطاع الطاقة من خلال مشاريع التزويد والربط بالغاز الطبيعي، بتخصيص غلاف مالي يقدر بـ2.7 مليار دينار، ثم يحل ثالثا قطاع الموارد المائية من خلال مشاريع التزويد بمياه الشرب، حيث خصص له غلاف مالي بـ2.2 مليار دينار، مع التأكيد على أن نسبة الإنجاز عموما لمختلف العمليات التنموية، بلغت 86 بالمائة، أي 860 عملية منتهية، وباقي العمليات في طور الإنجاز، بينما يسجل توقف 18 مشروعا لأسباب متفاوتة.