لتعزيز ملف الزي التقليدي النسائي الجزائري بـ "اليونيسكو"

القطيفة القسنطينية حاضرة بقوة خلال فعاليات "الشان"

القطيفة القسنطينية حاضرة بقوة خلال فعاليات "الشان"
  • القراءات: 807
شبيلة. ح شبيلة. ح

قصد التعريف بـ"قندورة القطيفة" القسنطينية وتعزيز ملف الزي التقليدي النسائي للشرق الجزائري، الذي بات جاهزا حتى يتم تقديمه نهاية مارس المقبل، لإدراجه زيا تقليديا ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي العالمي "باليونسكو"، تجري التحضيرات على قدم وساق بقسنطينة، لتنظيم صالون مخصص لهذا الزي خلال فعاليات بطولة إفريقيا للمحليين "شان"، بغية تعريف الوفود المشاركة بهذا التراث اللامادي.

تعمل مديرية الثقافة والفنون في قسنطينة، بالتنسيق والمصالح الولائية والعديد من الفاعلين، على التحضير لاحتضان المدينة لصالون خاص بالزي التقليدي النسوي، وفي مقدمته "قندورة القطيفة"، خلال فترة بطولة أمم إفريقيا للمحليين "شان"، من أجل تعريف الوفود المشاركة بهذا التراث الوطني، الذي هو جزء لا يتجزأ من التراث وأداة تعريف الأمم ورمز لتمييزها، حيث أكدت مديرية الثقافة، أن التظاهرة التي سيحتضنها المتحف الوطني العمومي للفنون والتعابير الثقافية التقليدية "قصر أحمد باي"، جاءت تطبيقا لتعليمات الوالي عبد الخالق صيدودة، الذي أكد في كل لقاءاته الصحيفة، أن الطبعة السابعة لهذه البطولة المقرر تنظيمها خلال الفترة الممتدة بين 13 جانفي و4 فيفري 2023 "، تعتبر تحديا حقيقيا لقسنطينة خاصة، والجزائر عامة، والتي اعتبر أنها على قدر التحدي، حيث شدد صيودة على إيلاء أهمية كبيرة للجانب الثقافي، من خلال تنشيط فعاليات ثقافية، للتعريف بالموروث التقليدي وكل ما تزخر به المدينة من تراث مادي ولا مادي.

التظاهرة الثقافية الفنية التي ستكون متبوعة بوصلات غنائية لفناني المالوف القسنطيني، للتعريف بهذا الفن الراقي، ستشكل أيضا فرصة للتعريف بقصر "أحمد باي" الذي يتوفر على جداريات تاريخية، وثقافية تروي جزء من رحلات الباي بكل من تركيا، مصر والبقاع المقدسة، من أجل الترويج للموروث القسنطيني الذي لا يتجزأ من الموروث الجزائري. علماء أن الدولة تولي اهتماما خاصا بموضوع جرد التراث وصونه، وهو ما جعل وزارة الثقافة والفنون تعمل جاهدة ولا تفوت الفرص التاريخية، حتى تكون الجزائر سباقه للمصادقة على توصيات "اليونسكو" في هذا الجانب، ولعل الإمكانيات الكبيرة التي خصصتها الدولة، بتسخير مؤسساتها الفاعلة في هذا الميدان، لتثمين كل مجهود يأتي في هذا المسعى، لخير دليل على ذلك.

أضاف القائمون على تحضير الصالون الخاص باللباس النسوي التقليدي، أن هذا الموعد لن يقتصر فقط على عرض أزياء، والتعريف بهذا اللباس "القندورة القسنطينية" التي بات ملفها جاهزا لاقتراح إدراجها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بـ"اليونيسكو"، كون اللباس الشرقي الجزائري يعتبر عنصرا أساسيا من الهوية الوطنية، وعنصرا أساسيا في التراث والثقافة القسنطينية، كما أنه مسجل في الجرد الوطني كتراث ثقافي غير مادي، بل وسيتم أيضا اغتنام فرصة هذا الحدث من أجل الترويج لتقاليد أخرى خالدة، تمثل هوية الموروث القسنطيني، على غرار تقطير ماء الورد والزهر، وعرض الحلويات التقليدية المعروفة التي تشتهر بها الولاية.

كما سيتم على هامش الصالون، إشراك مختصين في التراث الوطني، من أساتذة ودكاترة بالجامعات، بمعية مترجمين لعدة لغات، بهدف التعريف بالتراث والترويج للزي التقليدي لدى ممثلي الشعوب الإفريقية، الذين سيقصدون قسنطينة في إطار هذه البطولة، مع إعطاء الصدى المنتظر لهذه التظاهرة  الثقافية، حيث سيعرف المختصون بالمقومات الثقافية والحضارية التي تزخر بها المدينة في مختلف المجالات، وعلى رأسها اللباس، كونها من بين المدن التي تميزت بزيها المنفرد المتمثل في "قندورة القطيفة"، التي حافظت على مكانتها ورونقها، ولم يتم تعويضها بلباس آخر، رغم وجود الجديد والحديث، فمكانتها بين أزياء السيدات لا تزال محفوظة.