الرئيس تبون في حوار مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية:

الجزائر وُجدت لتكون حرة.. وقطع العلاقات مع المغرب كان بديلا للحرب

الجزائر وُجدت لتكون حرة.. وقطع العلاقات مع المغرب كان بديلا للحرب
رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون
  • 630
أسماء منور أسماء منور

الشعب الجزائري هو من سيقرّر إن كنت سأترشح لعهدة ثانية

زيارة دولة إلى باريس في 2023 وعودة التأشيرات خطوة منطقية

على فرنسا والجزائر التحرّر من عقدتي المستعمِر والمستعمَر

التطرّف ليس جزائريا ولا مسؤولية للجزائر على من تطرّفوا على أراضي فرنسا

الجزائر بلد عدم الانحياز  ولا أدعّم ولن أحكم على العملية الروسية في أوكرانيا

اعتبر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، عودة معدل منح التأشيرات الفرنسية للجزائريين إلى سابق عهده، تدخل في إطار منطق الأشياء، وعودة للوضع الذي تؤطره اتفاقيات إفيان واتفاقيات 1968 حول تنقل الأشخاص. مؤكدا أن التطرّف ليس جزائريا، والجزائر لا تتحمّل مسؤولية تطرّف بعض الجزائريين على التراب الفرنسي، داعيا إلى العمل على معرفة أسباب ذلك.

تطرّق الرئيس تبون في حوار أجراه مع يومية "لوفيغارو" الفرنسية، لعدة قضايا، شغلت فيها العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا حصة الأسد، حيث قال إن اتفاقيات إيفيان تمنح الخصوصية للجزائريين في هذا الشأن بين الدول المغاربية، لذا من الأنسب أن يحترم ذلك، معتبرا رفع فرنسا قبل أيام القيود عن التأشيرات الممنوحة للجزائريين، "خطوة منطقية نظرا لتطوّرات الأمور".

وردّ الرئيس تبون على سؤال حول ترحيل الجزائريين المقيمين بطريقة غير شرعية في فرنسا، والمتطرفين تحديدا، بالقول إن هؤلاء أصبحوا متطرفين في فرنسا ثم التحقوا بسوريا، والجزائر ليست مسؤولة على ما آلوا إليه، ولا مسؤولية للجزائر على من غادروا فرنسا ليتطرفوا في بلدان أخرى كسوريا "لأن التطرّف ليس جزائريا". وبخصوص ما إذا كانت فرنسا قد طلبت رفع إمداداتها من الغاز، قال القاضي الأول في البلاد، إنه عندما يكون لدى الجزائر فوائض، فإنها تشاركه مع الآخرين، مضيفا بأن فرنسا لم تطلب من الجزائر بعد رفع صادراتها إليها من الغاز.

وعن مستقبل العلاقات الفرنسية الجزائرية، قال الرئيس تبون إنه على فرنسا التخلص من عقدة المستعمِر وعلى الجزائريين التحرّر من عقدة المستعمَر، مشدّدا على ضرورة فتح عهد جديد من العلاقات الفرنسية الجزائرية، والمضي قدما بعد أكثر من ستين عاما على الحرب، معتبرا أنه إذا كانت الذاكرة جزءا من الجينات المشتركة، فإن الجزائريين والفرنسيين يتشاركون أيضا في عديد الاهتمامات الأساسية، حتى لو كانت وجهات نظر البلدين مختلفة، واعتبر في هذا الخصوص أن الرئيس ماكرون باستطاعته تجسيد الجيل الجديد المُنقذ للعلاقات بين البلدين.

ولم يتوان الرئيس في التذكير بأن فرنسا كانت من أنصار المرحلة الانتقالية في الجزائر خلال الحراك، إلا أن الشعب الجزائري اختار الانتخابات، مشيرا إلى أن الجزائريين كانوا على قدر كبير من الحكمة حيث طالبوا بالتغيير بكل سلمية. كما أشاد بالمناسبة، بحنكة الجيش الوطني الشعبي في تسيير الوضعية، وطالب الرئيس تبون فرنسا بالقيام بتنظيف نفاياتها النووية بمواقع التجارب بتمنراست ورقان، والتكفل بضحايا هذه التجارب.

وحول تراجع تدريس اللغة الفرنسية في الجزائر، أوضح الرئيس تبون أنه لا يجب أن تفرض الفرنسية على الجزائريين، وأن الأمر متروك للعائلات للاختيار، موضحا بأن الفرنسية لم تتراجع، "فنحو 27 مليون جزائري يتقنونها، إلا أنه من غير المعقول أن يفرض على الجزائريين تعلمها". مشيرا إلى "أننا لم نستقل سنة 1962 لنصبح أعضاء في "كومنولث لغوي"، ضف إلى أن اللغة الإنجليزية لغة عالمية وهذه حقيقة".

خلال الحوار كشف الرئيس تبون، أنه سيقوم بزيارة دولة إلى فرنسا العام المقبل، ولم يخف رغبته في إجراء مباراة كروية بين الجزائر وفرنسا بوهران أو العاصمة أو مكان آخر بالجزائر. وحول الوضع الشائك في منطقة الساحل، قال رئيس الجمهورية إنه "لا يخاف الإرهاب لأن الجزائر قادرة على هزمه، بل يخاف البؤس الذي لا مخرج منه هناك سوى الحل الاقتصادي التنموي".

وبخصوص علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الرئيس تبون إنه سيذهب إلى روسيا قريبا، موضحا بقوله "لا أدعم ولن أحكم على العملية الروسية في أوكرانيا، والجزائر بلد عدم الانحياز، وأريد أن أحترم هذه الفلسفة، كما لا يمكن لأحد أن يحوّل الجزائر إلى دولة تابعة، فالجزائر وُجدت لتكون حرة"، وأضاف "كان من الجيد أيضا أن تدين الأمم المتحدة ضمّ أراضي الجولان السوري والصحراء الغربية من قبل الكيان الإسرائيلي والمغرب، وليس إدانة الضم في أوروبا فقط".

وعرج رئيس الجمهورية خلال الحوار، على العلاقات مع المغرب، مشيرا إلى أن النظام المغربي تمادى في إصدار تصرفات وتصريحات معادية للجزائر، وهو ما جعل العلاقات متشنجة منذ عقود، مؤكدا أن المشكل قائم مع النظام المغربي وليس مع الشعب المغربي، حيث كشف أن 80 ألف مغربي يعيشون في الجزائر دون أدنى مشكل، إلا أن قطع العلاقات مع المغرب، كان نتيجة تراكمات منذ 1963، موضحا أنه كان بديلا للحرب معه، مشيرا إلى أن الوساطة غير ممكنة. بالمقابل، ذكر الرئيس، أنه "صفق للمنتخب المغربي لتشريفه كرة القدم المغاربية والعربية في مونديال قطر 2022، لأن الشعب المغربي أيضا صفق لنا لإحرازنا التاج الإفريقي في مصر عام 2019ّ".