منتخَبو سيدي موسى مطالَبون بجهود أكبر

وضعية الأحواش تفرض نفسها مجددا

وضعية الأحواش تفرض نفسها مجددا
  • القراءات: 1012
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

عادت وضعية الأحواش ببلدية سيدي موسى الواقعة شرق العاصمة، لتفرض نفسها. وجدّد، في هذا الشأن، سكانها مطلبهم بتسوية وضعيتهم العالقة، في حين رصدت "المساء" انشغالات سكان عدد من أحياء البلدية، الداعية إلى القضاء على مشاكل مناطق الظل. وأكد ممثلو جمعيات الأحياء في تصريحات لهم، أن بلديتهم استفادت من عدة مشاريع تنموية في مختلف المجالات، ساهمت في ازدهار وتغيير وجه المنطقة، لكن هذه الجهود، حسبهم، لم تستكمل بشكل جاد من قبل المنتخبين المحليّين. تجولت "المساء" بمختلف أحياء بلدية سيدي موسى، للوقوف على أهم ما تم تجسيده ببلدية نموذجية؛ من خلال تجسيد المشاريع، والتغييرات التي شهدتها منذ أزيد من 10 سنوات، بالإضافة إلى النقائص التي تعاني منها، علما أن "المساء" حاولت الاتصال برئيس البلدية للاستفسار وتقديم توضيحات حول انشغالات السكان، لكنها لم تجد الرد من قِبله.

السكن الاجتماعي والترقوي المدعَّم أهم المطالب

رغم المشاريع السكنية التي أُنجزت ببلدية سيدي موسى، إلا أن السكان لايزالون بحاجة إلى مزيد منها، خصوصا في صيغة السكن الاجتماعي، فيما لم تضبط السلطات المحلية بعد، قائمة المستفيدين من الحصة المقرر توزيعها، حسب ما أكد سكان حي الزواوي، لـ "المساء". وأوضح أحدهم أن السلطات المحلية وعدت بضبط قائمة 120 مسكن كحصة للبلدية، لكن طلبات الاستفادة منها فاقت 2500 ملف. كما وعدت البلدية، حسب محدثنا، "بتخصيص لجنة للخروج إلى الميدان، والوقوف على وضعية أصحاب ملفات السكن الترقوي المدعم "آل بي يا"، علما أن عدد الملفات المودعة فاق 800، في حين استفادت البلدية من 140 وحدة سكنية فقط، سيتم الإفراج عن قوائم المستفيدين منها، عقب الانتهاء من التحقيقات، حسب ما علمت "المساء".

للإشارة، شكّلت بلدية سيدي موسى فرقا مختصة متكونة من إطارات مصلحة الشؤون الاجتماعية، والنشاطات الثقافية والرياضية، مهمتها إجراء تحقيقات ميدانية بشأن مودعي ملفات السكن الترقوي المدعم، والبالغ عددها 884 ملف؛ حيث تنقلت فرق التحقيق عبر مختلف أحياء البلدية، للاطلاع على الحالة الاجتماعية، والوضعية الحالية لمودعي الملفات. وانطلقت التحقيقات الميدانية يوم 22 فيفري 2022 حتى نهاية المهمة.

الزواوي والهواورة.. بحاجة إلى مزيد من الاهتمام

رغم الجهود التي بذلتها السلطات المعنية للقضاء على مناطق الظل بالعاصمة، إلا أن المشكل لايزال قائما ببعض أحياء بلدية سيدي موسى؛ على غرار الزواوي والهواورة... حيث أكد السكان لـ "المساء"، أن هناك مشاكل كبيرة يعاني منها المواطن؛ على غرار غياب العدادات الكهربائية، وغياب قنوات الصرف الصحي، وغياب مياه الشرب؛ الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات. ويطالب هؤلاء الجهات الوصية بإيجاد حلول لهذا المشكل، عبر تسوية وضعية قاطني مناطق الظل، وتخصيص أحياء سكنية تتوفر فيها كل شروط الحياة لهذه الفئة، والتي تعيش في ظروف كارثية لا تقل عن نظيرتها من سكان الأقبية والبيوت القصديرية. كما طالبوا بتخصيص أظرفة مالية لإنجاز قنوات الصرف، والربط بالمياه، وتعبيد الطرقات، وغيرها، علما أن البلدية تشتكي من ضعف في الميزانية، يقول السكان.

الهياكل الصحية غائبة...

زائر بلدية سيدي موسى يلاحظ النقص الفادح في الهياكل الصحية، التي تُعتبر ضرورية، حسب المواطنين، حيث يطالب السكان في هذا الإطار، بتوفير مصلحة للتوليد بعد أن تم نقلها إلى بلدية وادي السمار، وأصبح مواليد البلدية يسجَّلون خارج سيدي موسى، بالإضافة إلى توفير مستشفى لاستقبال المرضى. كما يطالب قاطنو المنطقة بتوسعة مستشفى الهواورة. ونحن نتجول وسط مدينة سيدي موسى، اقتربنا من بعض المواطنين، لجس نبضهم حول ما قدمه المجلس الشعبي البلدي خلال عهدته الحالية، فأكد البعض أن رئيس البلدية يستقبل المواطنين، ويهتم بانشغالاتهم. ووعدهم بأخذها بعين الاعتبار، على أمل أن لا تكون هذه الوعود مجرد كلام فقط، مثل ما جرت العادة، مضيفين أن رئيس البلدية انطلق في تجسيد بعض المشاريع التي كانت متوقفة؛ بخروجه إلى الميدان؛ حيث زار العديد من الأحياء التي تغيب عنها التهيئة؛ مثل حوش "قدور".

الأحواش.. مشكل عالق منذ الاستقلال

يعلّق سكان الأحواش ببلدية سيدي موسى في العاصمة، آمالا كبيرة على المجلس الشعبي البلدي، لتسوية عقود سكناتهم، وتحسين إطارهم المعيشي، وهي المسألة التي أرقت هؤلاء منذ زمن طويل. كما يطالب السكان بتنفيذ المشاريع التنموية المخصصة لهم بأمر من السلطات العليا. ولاحظت "المساء"، في إطار جولتها بأحياء البلدية، انتشار العديد من الأحواش، وهو المشكل الذي لازم السكان منذ الاستقلال إلى اليوم؛ حيث يشتكي قاطنو هذه المواقع من عدم ترحيلهم، أو تسوية العقود التي تمكّنهم من إعادة تهيئة منازلهم التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية.

وأكد ممثل جمعية "المجتمع المدني"، أنه تم تسجيل 800 عائلة تقطن بالأحواش، مشيرا إلى أن مختلف البرامج الحكومية تكفلت بانشغالاتهم، خاصة ما تعلق بإنجاز شبكة الطرقات والصرف الصحي، وتوفير الإنارة العمومية، وغاز المدينة والكهرباء، في حين يطالب السكان بتسوية وضعية السكنات التي يقطنون بها منذ عشرات السنين، لتمكينهم من التصرف فيها. أما عن عمليات الترحيل، يضيف ممثل الجمعية، فإن آخر قرار في هذا الشأن، يعود لمصالح ولاية الجزائر، مذكرا بأن آخر عملية ترحيل كانت بحي الدهيمات؛ حيث تم، على إثرها، استرجاع قطعة أرضية خُصصت لإنجاز متوسطة. وهناك 100 عائلة لاتزال تنتظر نصيبها من هذا البرنامج، موزعة عبر 3 مواقع.

 


 

برنامج خاص بمقاطعة الشراقة.. "أوديفال" تواصل تزيين محيط العاصمة

تواصل مؤسسة تنمية المساحات الخضراء لولاية الجزائر "أوديفال"، برنامج تزيين العاصمة؛ من خلال العناية بالمساحات الخضراء عبر بلديات المقاطعة الإدارية للشراقة؛ بتقليم الأشجار على مستوى الطريق الوطني رقم 11 بعين البنيان، بالإضافة إلى العناية بالأماكن الخضراء ببلدية الحمامات، وإطلاق حملة تنظيف واسعة بأولاد فايت. تستمر بالمقاطعة الإدارية للشراقة، عمليات النظافة، والعناية بالمحيط عبر مختلف بلديات المقاطعة، التي مست، في الأسبوع الماضي، بلدية أولاد فايت، التي استفادت من عملية تنظيف واسعة، على أن تتواصل العملية في بلديات الشراقة، ودالي ابراهيم، وعين البنيان والحمّامات.

وتم في هذا الصدد، ببلدية أولاد فايت، رفع النفايات الخضراء والصلبة، وتهيئة المساحات الخضراء، وتنظيف البالوعات لتجنب انسدادها عند تهاطل الأمطار، فيما تم، من جهة أخرى، القيام بعمليات تنظيف، وإعادة تهيئة أرصفة وطرق عدة أحياء، كانت مبرمجة في إطار عملية التهيئة التي تقوم بها السلطات المحلية. وقد سُخر لهذه العملية حوالي 40 عاملا من مختلف المؤسسات الولائية المختصة في النظافة، والتهيئة الحضرية، وعمال البلدية. كما تم توفير 4 شاحنات، و3 آلات رافعة للنفايات، في حين تواصلت العملية، حسب مصالح الدائرة الإدارية للشراقة، الأسبوع الماضي، بجميع بلديات المقاطعة، خاصة في بعض المواقع التي تشهد تجميع النفايات والردوم، بدون أخذ بعين الاعتبار، المساس بالبيئة.

وكانت المنطقة شهدت عمليات كبرى للنظافة، مست جميع بلديات المقاطعة، فضلا عن القضاء على النقاط السوداء والمفرغات العشوائية ببلديات المقاطعة. وتم في هذا الإطار، رفع الأتربة والنفايات المنزلية والصلبة، وإزالة الأعشاب الضارة، وإعادة تهيئة المساحات الخضراء. وسُخر لهذه الحملة كل الإمكانات والوسائل اللازمة، بمشاركة مصالح بلديات المقاطعة، والقسم الفرعي للأشغال العمومية، والقسم الفرعي للموارد المائية، ومؤسسة النظافة ورفع النفايات المنزلية "إكسترانات"، ومؤسسة صيانة شبكات الطرق والتطهير "أسروت"، ومؤسسة إنجاز وصيانة الإنارة العمومية، ومؤسسة تنمية المساحات الخضراء. وكانت السلطات المحلية ومصالح مقاطعة الشراقة قامت بعدة عمليات لتعقيم وتطهير الأحياء والمؤسسات بالبلديات الأربع. ولاتزال حملات التنظيف متواصلة، بمشاركة مختلف المؤسسات الولائية للنظافة والتطهير.