قسنطينة على أتم الاستعداد لمباريات "الشان"
الوفود الإفريقية منبهرة بأجواء الاستقبال
- 673
أنهت ولاية قسنطينة جل استعداداتها لاستقبال ضيوف المدينة، في إطار فعاليات بطولة إفريقيا للمحليين "توتال إنرجي شان 2022"؛ من خلال وضع آخر الرتوشات على ملعب الشهيد حملاوي؛ بوضع البساط البرتقالي فوق مضمار ألعاب القوى. وكان الوفد السوداني أول الوافدين على عاصمة الشرق الجزائري عشية الثلاثاء الفارط، لتتوالى الوفود الأخرى تباعا، على أن يكون أول لقاء بملعب الشهيد حملاوي، الذي اكتسى حلة جديدة عشية الأحد.
خصصت السلطات المحلية لقسنطينة استقبالا على الطريقة التقليدية لضيوف عاصمة الشرق، فكانت فرق "الهدوة" التي تستعمل الدف وتتغنى بالصلاة على الرسول الكريم، أول المستقبلين؛ إذ رافقت الوفود عند النزول من الحافلة والدخول إلى بهو الفندق.
وانبهر ضيوف قسنطينة من اللاعبين الشباب، بهذا الترحاب؛ حيث وجدوا الورود في انتظارهم ببهو الفندق. كما تم توزيع اللبن والتمر على كل الحضور رغم امتناع عدد كبير من اللاعبين عن تناول اللبن؛ خوفا من المشاكل الهضمية، في حين كان الإقبال على حلوى "الجوزية" والتاي، بشكل لافت.
السودان أول من وصل
أثنى الدكتور علي محمود، نائب رئيس البعثة السودانية وعضو الاتحاد السوداني لكرة القدم، على حفاوة الاستقبال من طرف الجزائريين؛ سلطات رسمية أو جمهورا، مؤكدا أن كل الظروف مواتية لإجراء بطولة في المستوى. وقال إن منتخب بلده تنقّل إلى الجزائر من أجل تحقيق نتائج إيجابية، والوصول إلى النهائي، وتحسين مرتبته الثالثة، التي حاز عليها في نسخة 2018 بما أن المنتخب يضم عدة نجوم من فريقي الهلال والمريخ، المعروفين على الصعيد العربي.
وقد حل المنتخب السوداني الذي أوقعته القرعة ضمن المجموعة الثالثة، بالمدينة الجديدة علي منجلي، ليلة الثلاثاء؛ حيث كان في استقباله مدير الشباب والرياضة رفقة ممثلين عن اللجنة المحلية لتنظيم بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين "شان 2022".
ونزل "صقور الجديان" ضيوفا بفندق الخيام، في حين أجرى أول حصة مران، صباح الخميس، على الملعب المجاور للمركب الرياضي الشهيد حملاوي، في ظروف أقل ما يقال عنها جيدة، نالت رضا الطاقم الفني.
مدغشقر بلد مدلِّل شباب قسنطينة سابقا "فوافي"، يحل ثانيا
أجرى منتخب مدغشقر أول حصة تدريبية له عشية الخميس، حيث أكد جوشلان ألبيرتو، رئيس البعثة، على هامش هذه الحصة، أن منتخب بلاده ينوه بالمجهودات التي بذلتها الجزائر من أجل إنجاح هذا العرس الكروي، مبديا إعجابه بالمرافق التي وجدوها بقسنطينة؛ من فنادق، وملاعب تدريبات، وبملعب الشهيد حملاوي. وقال إن منتخب مدغشقر للمحليين وجد استقبال الملوك بعاصمة الشرق.
وكان المنتخب الملغاشي ثاني الوافدين على قسنطينة؛ حيث شد الرحال برا، من الأراضي التونسية نحو الجزائر عبر ولاية الطارف، ليصل، عشية الأربعاء، إلى فندق "غولدن توليب" بالخروب، فوجد في استضافته السيد السعيد حقاص، مدير الشباب والرياضة بولاية قسنطينة، واحسن أرزور رئيس الرابطة الجهوية لكرة القدم وممثل رئيس اللجنة المحلية لتنظيم "الشان".
ويعرف القسنطينيون هذا البلد من خلال اللاعب الملغاشي باولان فوافي، الذي صنع أفراح شباب قسنطينة في موسمي 2014 و2016. ويأمل منتخب "الباريا" دعما كبيرا من أنصار الشباب.
" البلاك غالاكسيز" يتمنّون مواجهة الجزائر في النهائي
أبدى طوني أوبين، رئيس بعثة غانا، استحسانا كبيرا لظروف الاستقبال التي وصفها بالمميزة، مؤكدا أنهم كبعثة غانية، سعيدون جدا بالظروف والترحيب اللذين وجدوهما بمدينة قسنطينة.
وقال عن المنافسة إن الأمور ستكون صعبة، خاصة بوجود أحسن المنتخبات على الصعيد القاري، ضمن هذه البطولة، مضيفا أن منتخب بلاده حضر جيدا، من خلال تربص مغلق بالجزائر؛ استعدادا لهذه المنافسة، التي يريد الفوز بها، متمنيا مواجهة الجزائر في النهائي.
وكان منتخب غانا ثالث الوافدين على قسنطينة، صباح الخميس. ووجد في استقباله، السلطات المحلية متوجها إلى فندق "غولدن توليب" ببلدية الخروب، حيث برمج الطاقم الفني حصة مران في الساعة السابعة والنصف من مساء الخميس، بملعب التدريبات بالمركب الرياضي الشهيد حملاوي، قبل أن يتم إلغاء الحصة التدريبية لأسباب مجهولة.
وكان منتخب "بلاك غالاكسيز" حل بالجزائر يوم 3 جانفي الجاري، من أجل التحضير الجيد للمنافسة القارية. وواجه أشبال مجيد بوقرة في لقاء ودي، على أرضية ملعب نيلسون مونديلا ببراقي، انتهى بالتعادل السلبي.
مخطط أمني محكم والحماية المدنية في الموعد
وضعت مصالح الأمن لولاية قسنطينة، مخططا أمنيا محكما، لمرافقة البطولة الإفريقية للمحليين في كرة القدم "شان 2022"، حيث أكد الملازم بلال بن خليفة، رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية الولائية للأمن الوطني، أن هناك ترتيبات وُضعت خصيصا لهذه التظاهرة، انطلاقا من تأمين مواكب المنتخبات المشاركة من المطار إلى الفندق، ومن الفندق إلى ملاعب التدريبات، وملعب المباريات، حيث تم الاستعانة بوسائل متطورة جدا؛ على غرار كاميرات المراقبة فائقة الدقة.
ومن جهتها، وضعت مصالح الحماية المدنية مخططها لتأمين التظاهرة، حيث سخّرت جهاز إسعاف بملعب الشهيد حملاوي، يتضمن 5 سيارات، 3 منها مجهزة و2 طبية، مع تسخير أزيد من 50 عونا من مختلف الرتب، ضمن المركز الطبي المتقدم.
وكان السيد مدير الحماية المدنية لولاية قسنطينة برفقة كل الضباط والأعوان المعنيين، قاموا، بحر الأسبوع الفارط، بخرجة ميدانية إلى ملعب الشهيد حملاوي. ووقفوا على وضع الترتيبات اللازمة، من أجل السهر على سلامة الجمهور، وتأمين مباريات البطولة الإفريقية للمحليين.
النظافة والسياحة من أجل الترويج لصورة جميلة للمدينة
تحت شعار "معا لنحافظ على نظافة الملعب"، وضعت مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني لولاية قسنطينة، بالتنسيق مع مديرية البيئة ودار البيئة، أربع حاويات لجمع النفايات القابلة للرسكلة بملعب الشهيد حملاوي، الذي سيشهد التظاهرة الإفريقية، مطالبين الجمهور بالتحلي بروح رياضية عالية وبيئية، لإعطاء قسنطينة صورة جميلة. كما تمت عملية غسل كبيرة، شملت الطرقات الرئيسة، وأهم المعالم السياحية.
وقامت جمعية صقور "سيرتا" في خطوة للترويج للحدث القاري الكبير الذي سيقام في الجزائر وللتعريف بمدينة قسنطينة، صباح أمس، بتجربة الطيران بالمظلة، لأول مرة، بقسنطينة انطلاقا من نصب الأموات بأعالي المدينة. كما تم تنظيم استعراض للدراجات النارية والمركبات رباعية الدفع، من تنشيط نادي جسور الرياضات الميكانيكية، بالتنسيق مع العديد من الجمعيات ذات الاختصاص من مختلف الولايات، حيث وُضع مسار انطلق من دار الثقافة مالك حداد، وشمل مختلف جسور المدينة، وعددا من الأحياء على مستوى بلدية قسنطينة. واستفاد سكان المدينة الجديدة علي منجلي، من وضع شاشة عملاقة بمحاذاة مقر المقاطعة الإدارية، لتمكين الراغبين في متابعة المباريات، من التمتع بسحر الرياضة الأكثر شعبية.
والي قسنطينة يؤكد أن الولاية على أتم الجاهزية
أكد والتي قسنطينة السيد عبد الخالق صيودة، على هامش الخرجة الميدانية التي قادته رفقة اللجنة الأمنية، إلى ملعب الشهيد حملاوي، على جاهزية الولاية لاستقبال الحدث الكروي القاري؛ سواء بما تعلق بالفنادق بعلي منجلي والخروب وقسنطينة، أو المعالم السياحية، مضيفا أن هناك العديد من المعارض في الصناعات التقليدية والحرف التي سترافق التظاهرة.
والي قسنطينة وجّه نداء إلى الجمهور الرياضي العريض، من أجل الإسراع في اقتناء تذاكر المباريات، والتحلي بالروح الرياضية، والسلوك الحسن، وتسويق صورة جميلة عن الجزائر. وقال إن هذه الأخيرة تملك كل المقومات المادية والبشرية لتنظيم تظاهرات رياضية قارية، وحتى عالمية إن اقتضى الأمر.