دعا المجتمع الجزائري إلى التكفّل بتراثه اللساني بكل لهجاته.. عصاد:

الاحتفال الرسمي بـ”يناير” يعكس تمسّك الشعب بهويته

الاحتفال الرسمي بـ”يناير” يعكس تمسّك الشعب بهويته
  • القراءات: 363
أ .م أ .م

أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد أن “الاحتفالات الرسمية بيناير 2973 ترمز إلى تشبث وانسجام الشعب الجزائري مع هويته وأصوله”.

على هامش إشرافه على إشارة انطلاق الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية الجديدة (يناير 2973) المصادف لجانفي 2023، بولاية غرداية، والتي جاءت تحت شعار “يناير يجمعنا في جزائر واحدة وموحّدة”، أشار سي الهاشمي عصاد إلى أن الجزائر القوية بوحدتها والفخورة بتنوّعها تحتفل هذه السنة بيناير وهي متمسكة بجذورها وأصولها بهدف المحافظة وتعزيز وتقوية التماسك الوطني، من خلال جعل هذا الاحتفال موعدا للأخوة والعيش المشترك.

كما دعا الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية خلال إشرافه على حفل تسليم جائزة رئيس الجهورية للغة والأدب الأمازيغي بذات الولاية، المجتمع الجزائري إلى التكفل بتراثه اللساني بكل لهجاته. وشدّد على أن التراث الثقافي الأمازيغي يمثل “عنصرا أساسيا” في هويتنا الجزائرية، مرافعا من أجل تثمين هذا الموروث والمحافظة عليه لتخليد الثقافة والعادات الأمازيغية لدى الأجيال القادمة. وأوضح عصاد أنه من خلال “جائزة رئيس الجمهورية التي تمنح كل سنة نعطي الحق لمختلف المشاركين للمساهمة في إثراء تراثنا اللساني القوي بمختلف عناصره وأشكاله التعبيرية”. وأضاف قائلا، “حاليا نطوّر شبكة جامعية عبر الجامعات الجزائرية للتكفل بالمسألة اللسانية الأمازيغية، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه تم توقيع اتفاقية شراكة بين المحافظة السامية للأمازيغية وجامعة غرداية لتطوير الأبحاث في مجال اللغة والأدب الأمازيغي وإمكانية فتح قسم لهذه اللغة.

وأكد عصاد أن السلطات العمومية تبذل جهود كبيرة لإبراز اللغة الأمازيغية، للإسهام في بناء وتعزيز هويتنا الوطنية الثرية والمتنوعة في بلد موحد غير قابل للتقسيم.

من جهته أكد والي غرداية عبد الله أبي نوار أن السنة الأمازيغية الجديدة “تعد تراثا لكافة الجزائريين، وعيدا يعزّز وحدة الشعب ووحدة بلدنا”. وأضاف أن إحياء يناير عبر ربوع التراب الوطني يشكل ثراء لهويتنا الجزائرية مع مكوّناتها المتعددة الإسلام والعروبة والأمازيغية.

وتميزت أجواء انطلاق الاحتفالات الرسمية بيناير 2973 بإقامة أنشطة ثرية ولوحات متنوعة صنعتها الفرق الفنية والفولكلورية والكشافة الإسلامية الجزائرية والفرق الموسيقية للحرس الجمهوري والحماية المدنية الذين قطعوا شارع أول نوفمبر بضفة سهل وادي ميزاب، في فسيفساء بألوان بهيجة على وقع طبول فرق القرقابو (الفولكلور الصحراوي) والبارود، والتي أتحفت الأجواء باستعراضات أمام المنصة الرسمية للضيوف.

وتضمن برنامج هذه الاحتفالات الخاصة بهذا الحدث الوطني الكبير الذي توج بتسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية في طبعتها الثالثة، باقة من الأنشطة التي أعدت بمشاركة الفعاليات الثقافية والفنانين المحليين وأيضا الغرفة الوطنية للصناعات التقليدية والحرف، حيث ستكون المناسبة فرصة لتثمين الرصيد الهام الذي تزخر به المنطقة في مجالات الأدب الأمازيغي والسياحة والصناعة التقليدية وفن الطبخ.

كما تم تنظيم معرض مصغر للكتاب بالتعبير الأمازيغي وملتقى حول “التعبير الأمازيغي في المخطوطات”، وسلسلة من الورشات والموائد المستديرة متبوعة بنقاش التي سينشطها ثلة من الأساتذة الجامعيين والمختصين في الثقافة الأمازيغية حول “يناير” في أبعاده الثقافية والتاريخية.

ويهدف هذا البرنامج الذي أعدته المحافظة السامية للأمازيغية إلى ترقية وتثمين التراث الحضاري الوطني، والمساهمة في تطوير وتشجيع الإبداع الفني والثقافي الأمازيغي، وإتاحة الفرصة أيضا للشباب لإبراز مواهبهم، مع توجيه مساهمتهم لخدمة جهود التنمية الثقافية.