الإعلامي السوادني سامر العمرابي لـ"المساء”:

الجزائر أبهرت بإمكانياتها تنظيم "الشان"

الجزائر أبهرت بإمكانياتها تنظيم "الشان"
الإعلامي السوداني، سامر العمرابي، مراسل قناة "بين سبوت"
  • 680
زبير زهاني زبير زهاني

يرى الإعلامي السوداني، سامر العمرابي، مراسل قناة بين سبوت، الذي حل بقسنطينة، لتغطية منافسة المجموعة الثالثة ضمن فعاليات بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، أن عاصمة الشرق بشكل خاص، والجزائر بشكل عام، رفعت التحدي وكانت في مستوى الحدث، من خلال مرافقها الرياضية وما وفرته من ظروف إقامة للوفود الإفريقية المشاركة في هذا العرس القاري، قادرة على استضافة أي تظاهرة رياضية أو كروية كبيرة. بما فيها كأس أمم إفريقيا كان 2025”، معتبرا خلال دردشة أجراها مع المساء، بملعب الشهيد حملاوي، أن ملف الجزائر يوافي كل الشروط، من أجل منحها شرف استضافة هذا الحدث الكروي، خاصة بعد ما أظهرته خلال "الشان"، ونجاحه في دور المجموعات على كل المقاييس.

أولا، كيف وجدتم ظروف الإقامة بقسنطينة؟

❊❊ بصراحة، أنا سعيد بتواجدي في الجزائر، ولدي ذكريات جميلة مع هذا البد الطيب، خاصة أنني قمت سنة 2009، بتغطية إعلامية لمباراة أم درمان الشهيرة، التي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره المصري، في المباراة الفاصلة للتأهل إلى كأس العام بجنوب إفريقيا 2010، والتي ابتسم فيها الحظ لأشبال المدرب رابح سعدان، وقد لاحظت خلال تلك المباراة وما ميزها من أجواء، إقامة الجماهير الجزائرية والحميمية التي كانت بين الشعبين الجزائري والسوداني، وأنا اليوم متواجد في قسنطينة، بعد أكثر من 10 سنوات من هذه المباراة، وجدت نفس مشاعر الحب والأخوة، وجدت بقسنطينة، مدينة جميلة متشبعة بالتاريخ والثقافة، أعجبت بجسورها المعلقة في العديد من الأماكن الجميلة، بطرقها المتعرجة، هذه المدينة حقيقة أدهشتني، أتمنى أن أبقى أكثر وقت في هذه المدينة، التي يرحب سكانها بالضيف بشكل حار، وباحترام كبير، وهذا غير غريب على الشعب الجزائري المضياف والكريم، وقد لمست من خلال هذا الزيارة، أن كل الناس حريصة على تقديم صورة جميلة عن هذا البد الجميل.

بما أنكم كنتم في تغطية لمباريات المجموعة الثالثة، التي ضمت السودان، غانا ومدغشقر، وبما أنكم عملتم لوقت طويل داخل المنشآت الرياضية المخصصة لهذه التظاهرة، كيف وجدتم هذه المرافق، ولكم خبرة مع التجوال  في مختلف ملاعب الكرة الإفريقية؟

❊❊ أولا، كانت ظروف الإقامة بالنسبة للوفد السوداني جيدة للغاية، كما أن التنقل إلى الملعب والعودة إلى الفندق تتم بسلاسة كبيرة، وحقيقة قسنطينة تضم منشآت ضخمة، ومركب "الشهيد حملاوي" ضخم، وأنا شخصيا أكثر ما لفت انتباهي، بغض النظر على أن المركب يضم ملاعب تدريبات، ومرافق رياضية بنوعية ممتازة، ومن أعلى طراز، هذا الصرح يضم العديد من المكاتب المهيئة للعمل، فيها موظفون يعملون على راحة كل من يقصد الملعب، وقد لاحظت تواجد عدد كبير من الشباب المتطوع داخل وفي محيط الملعب، أظن أن الجزائر أرادت من خلال هذه التظاهرة، أن تجعلها فرصة لتدريب طواقم العمل، خاصة المتطوعين، على التعامل مع التظاهرات الكبرى، وقفت أيضا على عملية استخراج بطاقات الاعتماد الخاصة بتغطية التظاهرة، والتي كانت داخل المركب، وتمت في ظروف جد حسنة، أظن أن هذا المركب عبارة عن قرية رياضية مصغرة، وهو الأمر الذي أراه تخطيطا من القائمين على شؤون الرياضية بالجزائر، ليس لإنجاح هذه التظاهرة فقط، إنما تخطيطا بعيد المدى من أجل أن تكون البلاد في أحسن الظروف لاستقبال مختلف التظاهرات الرياضية، خاصة عالية المستوى منها على المستوى الإفريقي، العربي وحتى العالمي.

كيف كانت ظروف عملكم، خلال تغطية منافسة المجموعة الثالثة؟

❊❊ عملنا بكل سهولة، كان يرافقنا فريق للتأمين وطاقم من السائقين، الذين سهلوا لنا التنقل في مختلف أنحاء المدينة، سواء لتغطية الحدث الرياضي أو خلال الخروج من أجل إنجاز أعمال حول معالم المدينة، كان هناك استجابة فورية لطلباتنا ومعاملة ودية بشكل كبير، من مختلف المحيطين بنا، أظن أن هناك ذكاء كبير من طرف الجزائريين في التعامل مع مختلف جوانب تسيير هذه التظاهرة الكروية، بشكل منظم ومحترف إلى أبعد الحدود، فالدولة الجزائرية، ومن ورائها القائمون على الرياضة، يفكرون بشكل محترف ويفكرون للمستقبل.

كيف وجدتم استجابة الجمهور الرياضي خلال هذه التظاهرة، وتفاعله خاصة مع المنتخب السوداني؟

❊❊ الجماهير الجزائرية معروفة بشكل عام على أنها عاشقة لكرة القدم والرياضة، فهي تشجع بحماس وتتواجد بشكل كبير داخل الملاعب، وحتى تواجدها لتشجيع منتخب السودان أمر طبيعي ومؤكد، وأظن أنه لولا برودة الطقس والأحوال الجوية الصعبة، خاصة بعد تساقط الأمطار والثلوج، لكان الملعب مكتظا عن آخره، فتواجد الجمهور بشكل ملحوظ داخل الملاعب، لمشاهدة مختلف المباريات وليس مباريات المنتخب الجزائري فقط، يؤكد تفاعل الجزائريين مع هذا الحدث، ومع المجهودات الكبيرة التي تقدمها الدولة الجزائرية، وأظن أن الجمهور كان حلقة قوية، وكان له دور كبير في نجاح هذه التظاهرة، خاصة أن الجمهور يعد العصب الأهم في نجاح أي تظاهرة رياضية.

السلطات الجزائرية، وعلى أعلى الهرم رئيس الجمهورية، كانت قد أعلنت أن الجزائر قادرة على تنظيم منافسات رياضية من أعلى مستوى، وبكل حيادية، كيف ترون حظوظ الجزائر في تنظيم مثل هذه المنافسات؟

❊❊ أظن، وكما قلته سابقا، أن الجزائر، من خلال تنظيم بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، تفكر في أبعد من ذلك. الدولة قدمت دعما كبيرا، من خلال توفير إمكانيات ضخمة لإنجاح هذه البطولة، والدولة الجزائرية ترى في الوقت الحالي، أن الرياضة ستكون أحسن سفير، وأنها باتت تقدم الدول في شكل مختلف للعام، وأصبحت عنصر جذب ثقافي واجتماعي وحتى ديبلوماسي، هذا تخطيط في أعلى مستوى من طرف الدولة الجزائرية من أعلى هرم السلطة، إلى أصغر مسؤول عبر الولايات والمدن، فالكل يعمل ويتعاون وفق هذه التوجيهات، من أجل تقديم الجزائر بشكل جيد ومختلف لكل الزائرين، فكل من زار الجزائر من قبل وعاد حاليا، يقف على التغيير الحاصل، أما الذين لم يزوروا الجزائر من قبل، فسيتفاجأون بهذا التطور الحاصل والعمل المتقن، بتواجد سواعد الشباب، مع تسهيلات كبيرة للضيوف، وهو ما وقفت عليه رفقة الوفد السوداني، بما أننا نقيم في فندق واحد.

بعض المتابعين للشأن الرياضي والرياضيين، من الذين حضروا مجريات مونديال قطر، قدموا مباشرة إلى الجزائر لحضور الشان، حيث تحدثوا عن أوجه المقارنة، كيف ترون هذا الأمر؟

❊❊مقارنة قطر مع أي دولة في العالم، وليس الجزائر فقط، أمر غير منطقي تماما، أظن وأكرر أن المقارنة في مثل هذه الأمور ليست منطقية، بالنظر إلى ميزانية وإمكانيات كل تظاهرة، فلا يعقل مقارنة ميزانية كأس عالم بميزانية بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، قطر اجتهدت اجتهادا كبيرا، وصرفت أموالا ضخمة بفكر عال جدا، وتعاملت مع كأس العالم بشكل احترافي منذ 10 سنوات، والتجهيز لبطولة كأس العالم يختلف تماما عن التجهيز لبطولة الشان، هذا أمر معروف، ونجاح قطر في هذه التظاهرة لا مثيل له، أظن أن الجزائر في الطريق الصحيح، وهي تخطو بثبات نحو تنظيم بطولات ذات مستو عال، بداية من الشان، وبالتأكيد فإن نجاح الشان سيمهد لتقديم ملفات أهم في المستقبل، أظن أن الجميل هو الإرادة الموجودة، والبداية تكون دائما خطوة بخطوة، ولا تبدأ من القمة مباشرة، ونحن كسودانيين، نتمنى كل التوفيق للجزائر حكومة وشعبا.