مع استمرار تساقط الثلوج على سكيكدة

الأمطار تُغرق عدة أحياء

الأمطار تُغرق عدة أحياء
  • القراءات: 659
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

أغرقت الأمطار الرعدية التي تساقطت طيلة 48 ساعة الماضية، العديد من أحياء مدينة سكيكدة. وهي نفس الأحياء التي تشهد نفس الظاهرة عند تساقط الأمطار وسط تذمر واستياء كبيرين من المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم محاصَرين بالمياه المكدّسة أمام مساكنهم، كما هي الحال بحي مرج الذيب، الذي غمرته مياه الأمطار، التي ظلت تتساقط طيلة يومي الأربعاء والخميس الأخيرين.

وقد نتج هذا الوضع بفعل انسداد البالوعات، وانعدامها في بعض الجهات من الحي. وعلى الرغم من محاولة الشاحنات التابعة للديوان الوطني للتطهير المجهزة بمضحات، امتصاص المياه، إلا أن استمرار تساقط الأمطار الرعدية على المدينة صعّب من مهامهم، ليظل جزء من الحي إلى غاية أمس، محاصَرا بالمياه.

ونفس المشهد شهده حي الإخوة ساكر؛ حيث أدى ارتفاع منسوب المياه بالقرب من مدرسة الشهيد الطاهر شلوفي ومدخل العمارات المحاذية للمدرسة، بالحماية المدنية، إلى امتصاصه، في حين عاشت معظم أحياء عاصمة الولاية كحي لاسيا وعيسى بوكرمة و20 أوت 55، وضعا مأسويا بسبب الأوحال المتراكمة. و«ما زاد الطين بلّة" تدهور الطرقات؛ مما خلق حالة ازدحام كبرى، مع صعوبة في السير، واستحالته في بعض المحاور، كما كانت حال حي 20 أوت 55.

أما بوسط مدينة عاصمة الولاية وبالضبط بداخل النسيج العمراني للمدينة القديمة، فقد عاشت العديد من العائلات القاطنة داخل سكنات هشة، وضعا مزريا جراء تسرّب مياه الأمطار من الأسقف، ومن النوافذ، وحتى من الجدران، التي حوّلت الغرف إلى شبه مسابح، وسط مخاوف من تهدم مساكنهم، التي أصبحت تحمل أكثر مما تتحمل.

وقد أبدت بعض العائلات التي اتصلت بـ "المساء"، صراحة، تذمّرها من الوضع المزري الذي تعيشه منذ سنوات داخل سكنات مصنفة في الخانة الحمراء، ماتزال تنتظر حظّها بفارغ الصبر، من الترحيل إلى سكنات جديدة، خصوصا أنهم يعيشون داخل سكنات تنعدم فيها أبسط مواصفات الحياة الكريمة، ناهيك عن الخطر الذي يبقى يترصدهم بين الفينة والأخرى. 

العاصفة الثلجية تعزل القرى والمداشر

وفي سياق العاصفة الثلجية التي تشهدها العديد من بلديات سكيكدة خاصة تلك المتواجدة بالجهة الغربية من الولاية، فإن استمرار تساقط الثلوج ولليوم الرابع على التوالي، عزل العديد من القرى والمداشر بكل من قرى سيوان، والولجة، ووادي الجبل، وعين لمسيد، وولاد الدخيل، وتادن، وتاولال ولعوينات، بما فيها المناطق المعزولة بكل من أم الطوب، والزيتونة، وأولاد أحبابة؛ حيث بلغ سمك الثلوج هناك أكثر من 60 سنتمترا، بعد أن خلّف صعوبات جمة للسكان في التزويد بقارورات الغاز والسميد نتيجة صعوبة المسالك مع كثافة الضباب، مما جعل العديد من الأسر تستعمل الدواب للتنقل. كما لجأت أسر أخرى إلى الاحتطاب.

وعانى سكان دائرة أولاد أعطية من التذبذب في التزويد بالطاقة الكهربائية؛ حيث عاش السكان لثلاثة أيام على التوالي، على وقع الشموع، مع تسجيل تذبذب مرفق بضعف في التغطية بشبكة الهاتف والأنترنيت، التي تكاد تكون منعدمة مع بداية تساقط الثلوج.

جهود لفتح الطرق المغلقة

وفي ما يخص وضعية الطرق بالولاية وإلى غاية مساء الخميس، فإنّ الطريق الولائي رقم 33 الرابط بين بلدية أولاد أحبابة وولاية قالمة، كان مغلقا بسبب تراكم الثلوج، وأيضا الطريق الولائي رقم 132 الرابط بين واد الزهور وخناق مايون، مغلق هو الآخر، بسبب كثافة سمك الثلوج. كما أُغلق الطريق الرابط بين سكيكدة وقسنطينة على مستوى جبل الوحش بسبب تراكم الثلوج في كلا الاتجاهين، بينما تواصلت عملية فتح الطرقات والمسالك المؤدية إلى المناطق المعزولة ببلدية أولاد حبابة، كما هي الحال على مستوى الطريق الولائي رقم 33، والطريق البلدي 22، بمشاركة كل من مصالح البلدية، والدرك الوطني، والحماية المدنية، والأشغال العمومية، فيما تواصل فرق الأشغال العمومية بالتنسيق مع مختلف الهيئات المحلية والأمنية من درك وجيش وشرطة، تسخير الآليات؛ منها كاسحات الثلوج، وكل الإمكانات المتاحة لفتح محاور الطرق وإزاحة الثلوج المتراكمة، حيث تم فتح العديد من الطرق الولائية والبلدية، كما هي الحال بالطريق الولائي رقم 39 الرابط بني زيد وعين قشرة، والطريق الولائي رقم 7 بين طرّس وسيوان وبين طرّس وقنواع وبني زيد، والطريق الولائي رقم 132 بأولاد اعطية، إلى جانب الطريق البلدي الرابط بين عين سلامات، وكذا طريق تاغوزة بأم الطوب مع صعوبة في السير، لتبقى حركة السير على مستوى هذه الطرق تتطلب الحيط والحذر.

ومكنت عملية فتح تلك الطرق من تموين مواطني المنطقة بالمواد الغذائية الأساسية، بما فيها مادتا السميد والغاز؛ سواء من قبل مؤسسة نفطال، أو الموزعين الخواص.

لجان لتفتيش مدارس الولاية

في سياق متابعة وضعية المدارس الابتدائية من حيث التكفل بالإطعام المدرسي والنقل المدرسي والتدفئة، قامت اللجان التي تم تشكيلها من ممثلي مصالح البلديات المعنية، والمفتشية العامة، وديوان الولاية والإدارة المحلية، بزيارة تفتيشية للوقوف على مدى التكفل بالخدمات المذكورة، لا سيما في ما يتعلق بتقديم وجبات ساخنة للتلاميذ، وضمان التدفئة، والنقل المدرسي على مستوى بلديات سكيكدة، وحمادي كرومة، وعين قشرة، والولجة بوالبلوط، وتمالوس، وكركرة، وبين الويدان، على أن تتواصل الزيارات لتشمل باقي مدارس بلديات الولاية.

ويأتي تحرك تلك اللجان تنفيذا لتعليمات الوالي مداحي حورية، بعد أن فضحت رداءة الأحوال الجوية حقيقة وضعية المؤسسات التربوية للأطوار الثلاثة، التي قاطعها العديد من التلاميذ بسبب انعدام التدفئة، وغياب الطعام الساخن، والنقل، ناهيك عن وضعية العديد منها بسبب قِدم الحجرات.