أدانت مقتل 7 إسرائيليين وغضت الطرف عن استشهاد 9 فلسطينيين
المجموعة الدولية بمنطق الكيل بمكيالين
- 650
يقتلون الفلسطينيين بكل برودة دم ولا أحد يدينهم أو يعاتبهم وتمر جرائم إعدامهم للفلسطينيين وكأنها أحداث عادية لا يحرك لها العالم ساكنا، وعندما يتعلق الأمر بقتل مستوطنين يهود يصبح لهذا العالم مبادئ ويستيقظ ضميره فجأة فتجد هذه الجهة تدين وتلك تعبر عن صدمتها لأن فلسطينيا في عمر الزهور أخذ بثأر أبناء جلدته الأبرياء الذين يسقطون بنيران قوات الاحتلال الاسرائيلي. هو الواقع المرير الذي يعاني منه الفلسطينيون، الذين تصنفهم الدول الغربية وكل من يدعم الكيان المحتل في خانة بشر من الدرجة الثانية والثالثة، ولا يهم ما يتعرضون له من تقتيل وتعذيب وتنكيل واعتقال وغيرها من الانتهاكات والخروقات، بل ووفق منطق هؤلاء فإنه لا يحق للفلسطينيين حتى الدفاع عن أنفسهم من بطش آلة احتلال صهيونية مستباح لديها الدم الفلسطيني.
هذه الحقيقة المأساوية، عرت مجددا سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها مجموعة دولية سارعت قواها العظمى والعالمية لإدانة وبكل عبارات الاستنكار والشجب لعملية اطلاق نار نفذها شاب فلسطيني في الواحدة والعشرين من العمر ضد مستوطنين إسرائيليين بالقرب من مبعد يهودي بمدينة القدس الشرقية ضمن عملية استشهادية انتقامية خلفت مقتل سبعة إسرائيليين أربكت وأرعبت اسرائيل بأكملها، قبل أن يسلم الشاب الفلسطيني روحه إلى بارئها بعد تعرضه لطلقات لوابل من رصاص عناصر قوات الاحتلال التي طاردته. وواصلت قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة في منطقة النبي يعقوب التي شهدت الواقعة، أول أمس، في تمشيط المنطقة واعتقال ما لا يقل عن 42 فلسطينيا بزعم الاشتباه في علاقتهم بالفدائي ــ الشهيد.
وجاءت العملية الفدائية، 36 ساعة بعد الجريمة النكراء التي اقترفتها قوات الاحتلال في مخيم جنين شمال الضفة الغربية وخلفت استشهاد تسعة فلسطينيين وإصابة 20 آخرين. ويؤكد الفلسطينيون، أن مخيم جنين تحوّل إلى ساحة حرب حقيقية يخوض فيها الشباب الفلسطيني بأسلحته المتواضعة معركة شرسة أمام جيش صهيوني يستخدم كل أسلحته المتطورة لقتل واستهداف أبناء الشعب الفلسطيني. والمفارقة أن جريمة إعدام جيش الاحتلال لتسعة فلسطينيين دفعة واحدة لم تحرك لها ساكنا لدى المجموعة الدولية التي غضت الطرف، كعادتها على قوات الاحتلال ولكنها أقامت الدنيا ولم تقعدها عندما تعلق الأمر بقتل مستوطنين.
ووصف المتحدث باسم الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، العملية الفدائية بـ"أمر حقير بشكل خاص أن هذا الهجوم وقع على مكان عبادة" وفي يوم احتفال اليهود ما يسمونه بـ"المحرقة" النازية. ويبدو أن ستيفان دوجاريك، لم يفهم ربما عن قصد أو تجاهل أن الأمر لا يتعلق بيوم محرقة ولا غيره وإنما ما قام به الشاب الفلسطيني، أنه قدم روحه فداء لأبناء جلدته الذين يقتلون يوميا على يد قوات الاحتلال وبدليل أن العملية الفدائية جاءت غداة الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال في جنين وقصفه لقطاع غزة.
وكان الأجدر بالمتحدث باسم الرقم الأول عن الأمم المتحدة، التي من المفروض أنها حامية السلم والأمن العالمين والمدافعة عن حقوق المستضعفين والشعوب المحتلة، أن ينصف الشعب الفلسطيني ولو بإدانة على الأقل بنفس عبارات الصدمة والشجب، جريمة إعدام الفلسطينيين التسعة على يد جنود الاحتلال في مخيم جنين. والأمر نفسه ينطبق على الولايات المتحدة ورئيسها، جو بايدن، الذي وصف العملية الفدائية بأنها "هجوم إرهابي مروع على العالم المتحضر" الذي يبدو أنه استثنى منه الفلسطينيين الذين يوصفون في كل مرة يدافعون فيها عن أنفسهم على أنهم "إرهابيون".
وأيضا ألمانيا ومستشارها، أولف شولز، الذي لم تصدمه جريمة جنين، لكنه راح يعبر عن انزعاجه الشديد من "الهجمات" التي وصفها بـ"الرهيبة" في القدس الشرقية وراح يواسي عائلات الضحايا ويؤكد وقوف ألمانيا إلى جانب إسرائيل. بالمقابل توالت أمس ردود الفعل العربية والإسلامية المندّدة والمستنكرة للمجزرة الدموية التي نفذها جيش الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين بالضفة الغربية وخلفت عشرات الشهداء والجرحى، مطالبة بتدخل فوري لوقف الجرائم الصهيونية المستمرة على أبناء الشعب الفلسطيني وحمايتهم من ظلم الاحتلال وعدوانه.