اختيرت لمرافقة الأطباء العرب في التوعية ضد السرطان
جمعية "البدر" تنجز دارا لإيواء المرضى بالبليدة
- 1092
دعا الدكتور ياسين تركمان، نائب رئيس جمعية "البدر"، إلى العمل على تغيير الصورة النمطية للسرطان، التى ارتسمت في عقول المواطنين على أنه ذلك المرض القاتل والخطير، وحسبه، فإن التطور العلمي الكبير الذي عرفه العالم في المجال الطبي، خلال العشرين سنة الأخيرة، حسّن من نوعية التكفل بمرض السرطان، بدليل تراجع عدد الوفيات، مما يجعلنا نؤكد ـ يقول ـ "بناء على تصنيف منظمة الصحة العالمية، بأنه تحول إلى مرض مزمن، يتطلب المراقبة والمتابعة، شأنه شأن أي مرض مزمن آخر، كالسكري والضغط الدموي".
قال الدكتور ياسين تركمان، بمناسبة تنشيطه ليوم إعلامي بجمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، تزامنا وانطلاق الأسبوع العربي ضد السرطان، والذي تلقت بموجبه جمعية "البدر"، دعوة من جمعية الأطباء العرب ضد السرطان في طبعته الثانية بالجزائر، للانخراط والمشاركة في العمل التحسيسي، بأن الأسبوع العربي للتوعية ضد السرطان، ينطلق من الفاتح إلى غاية السابع من شهر فيفري الجاري، ومن خلاله سطرت الجمعية برنامجا هاما للتوعية ضد السرطان، حيث يجري فيها التركيز على ثلاثة أهداف هامة هي؛ "العمل على تغير الصورة النمطية للسرطان، الذي لم يعد ذلك المرض القاتل، والتأكيد على عناصر الخطر التي ينبغي الاهتمام بها قبل ظهورها، وأخيرا الاهتمام بالتشخيص الذي يعتبر أهم العوامل التي تساعد على التكفل المبكر بالسرطان والشفاء منه".
أشار المتحدث، إلى أن المنظمة العالمية للصحة، صنفت أمراض السرطانات على أنها مزمنة، كونها من الأمراض التي تتطلب علاجا طويلا، بالتالي يؤكد بأن سرطان عام 2023، لم يعد سرطان سنوات الخمسينيات، الذي كانت نسبة الشفاء منه قليلة جدا، حيث كانت لا تتعدى 30 بالمائة، وأن الأغلبية الساحقة تموت من 57 إلى 80 بالمائة بعد الخمس سنوات الأولى من تشخيص المرض، يقول: "وفي المقابل، نجد بأن نسبة الشفاء ارتفعت في السنوات الأخيرة من 60 إلى 70 بالمائة، يقابلها تراجع في عدد الوفيات". مشيرا إلى أن ذلك مرجعه تطور العلوم الطبية، وتحسن أجهزة الكشف وتطورها خلال العشرين سنة الأخيرة، إلى جانب توفر مراكز العلاج عبر مختلف ربوع الوطن، ساهمت في تحسين نوعية التكفل بالمرضى، خصوصا في مجال التشخيص، حيث أصبحت متوفرة بأقل تكلفة ونوعية، حتى من جانب الأدوية التي تم توفيرها، لا سيما تلك المتعلقة بإيقاف الألم.
الرؤية الجديدة التي يجري العمل عليها اليوم، فيما يخص مرض السرطان، هو إبعاد هاجس السرطان على أنه ذلك المرض القاتل، والذي تراهن عليه الجمعية اليوم للمساعدة على تقبل المرض والتكيف معه والعمل على علاجه، مؤكدا أنه ينبغي أيضا العمل على تبسيط عوامل الخطر التي تلعب دورا كبيرا في تشخيص المرض مبكرا، والتسريع من عملية التكفل به، وهي عوامل مرتبطة بالشخص وأخرى بالعوامل الخارجية، بالتالي فالهدف من التعرف على مختلف عوامل الخطر، هو مراقبتها والحرص على تشخيصها مبكرا، على غرار ما يخص سرطان الثدي الذي يجب الشروع في مراقبته بالنسبة للنساء عند بلوغ سن 40 عاما.
مشيرا إلى أن من بعض عوامل الخطر الخارجية، نجد منها المرتبطة بالغذاء، مثل اللحوم الحمراء التي تعتبر أيضا من عوامل الخطر التي تساعد على تسريع الإصابة بالسرطان. ويختم الدكتور ياسين تركمان، بالتأكيد على أن مرافقة "البدر" لجمعية الأطباء العرب ضد السرطان هذه السنة، يجري فيها التركيز على تحقيق الأهداف الثلاثة، وفي الطبعات القادمة، تعول الجمعية على المطالبة بالتركيز على أهمية المرافقة والتكفل النفسي الاجتماعي، الذي يلعب دورا كبيرا في ترقية التكفل بالمصابين بمختلف الأمراض السرطانية.
دار جديدة للتكفل بمرضى السرطان في البليدة
من جهته، أشار البروفيسور مصطفى موساوي، رئيس جمعية "البدر"، إلى أن المهم اليوم في مجال التكفل بمرض السرطان، هو الانتشار الكبير للدور التي تهتم بإيواء المصابين بالسرطان من الوافدين من الولايات، بحثا عن مراكز العلاج، بغية التداوي، وهو الفضل الذي يعود إلى الجمعيات وبعض المحسنين الذي وضعوا منازلهم تحت خدمة هؤلاء المرضى، كل هذه المؤشرات ـ يقول ـ "تفيد بأن عملية التكفل بمرضى السرطان تحسنت بشكل كبير"، مشيرا إلى أنه على الرغم من توفر التكفل الطبي والنفسي على مستوى دار "الإحسان" بالبليدة، والتي يتم فيها استقبال المرضى من أكثر من 51 ولاية، يظل غير كاف، في انتظار إدراج التكفل النفسي الاجتماعي، الذي يعتبر غاية في الأهمية لمرافقة المرضى، حيث أن هذا التخصص مطلوب بكثرة من طرف المرضى.
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن أهم ما يتوفر في الجمعية، والذي ربما لا يتوفر في جمعيات أخرى؛ تدخل بعض المحسنين من أجل التكفل بالفحوصات الخاصة ببعض المرضى، مثل بعض المخابر التي تتدخل لدفع نفقات التكفل بكل الفحوصات الخاصة بالمرضى، وهو الأمر الذي ساهم في ترقية التكفل بالمصابين بمرض السرطان، كاشفا بالمناسبة، أن الجمعية حازت مؤخرا، على قطعة أرض قريبة من المستشفى، من محسنة طلبت بناء دار لفائدة مرضى السرطان، والذي ينتظر أن تشرع فيه جمعية "البدر" في الأيام القليلة القادمة، يقول رئيس الجمعية "كل هذه الخدمات ساعدت على ترقية التكفل بالمصابين بداء السرطان، التي تتكفل بأكثر من 100 مريض بين البليدة والجزائر من حيث الإيواء والإطعام والمرافقة الطبية والنفسية، والرقم مرشح للارتفاع، بالنظر إلى التوافد الكبير على دار "الإحسان" بالبليدة، وتلك التي تم فتحها في الجزائر.