الصحفي البريطاني سيكر ساتيش لـ"المساء":
الجزائر قادرة على احتضان "كان 2025" ولكن احذروا الكولسة
- 948
❊ فريق جبهة التحرير الوطني يستحق التكريم لما بذله في التعريف بالثورة
❊ تاريخ الجزائر زاخر وأريد البحث في تاريخ الملك جوبا الثاني
يرى سيكر ساتيش، الصحفي البريطاني بمجلة "أمباورز مغزين"، أن الجزائر وضعت إمكانيات هائلة من أجل إنجاح بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين "شان 2022"، معتبرا أن هذه الإمكانيات قادرة على تمكين الجزائر من احتضان كأس أمم إفريقيا كان 2025 لو تجري الأمور بشكل عادي بعيدا عن الكولسة والسياسة، مضيفا خلال دردشته مع جريدة "المساء" على هامش لقاء ربع النهائي الذي جرى بملعب الشهيد حملاوي بين مدغشقر والموزمبيق، أن تواجده بالجزائر سيكون فرصة لتكريم فريق جبهة التحرير الوطني، نظير المجهود الذي بذله في الجانب الرياضي؛ من أجل التعريف بالقضية الجزائرية، على غرار ما فعله مع عدة أندية إفريقية.
❊ بما أن الصحافة الأوروبية تهتم بفعاليات "الشان"، فحتما التظاهرة خرجت إلى العالمية؛ ما تعليقكم؟
❊❊ لقد أعطت الجزائر صورة مختلفة عن فعاليات بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين أو ما يُعرف مختصرا، بـ "الشان". هذا الحدث عرف تغطية إعلامية هي الأكبر من نوعها منذ انطلاق هذه البطولة، بل أصبحت هذه التغطية الإعلامية تضاهي تغطيات كأس أمم إفريقيا "كان". لقد وقفنا على الإمكانيات الكبيرة التي تم وضعها من أجل إنجاح هذه التظاهرة الرياضية القارية، التي أخذت نصيبا كبيرا من الأضواء، بفضل مجهودات الجزائر، التي تعمل على التعريف بقدراتها وإمكانياتها المادية، والبشرية واللوجستيكية في تنظيم تظاهرات رياضية كبيرة بهذا الحجم. وأظن أن الجزائر نجحت، بشكل كبير، في الرسالة التي تريد تمريرها إلى مختلف الأطراف بما فيها الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف". كما أظن أن منافسة "الشان" ستعمل على تحسين مستوى كرة القدم في إفريقيا لكن إذا وُفرت لها الإمكانيات على غرار ما كان في الجزائر.
❊ إذن، حسب ظنكم، الجزائر مستعدة لاحتضان كأس أمم إفريقيا كان 2025؟
❊❊ أنا شخصيا أتمنى أن تحظى الجزائر بشرف تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 بعد ما أظهرته في تنظيم "الشان". وأظن أن الجزائر، من خلال هذه المنشآت والفنادق التي وضعتها في خدمة المنتخبات المشاركة وشبكة النقل التي تحوز عليها، لديها حظ كبير في نيل شرف تنظيم كأس أمم إفريقيا كان 2025، التي تم سحبها من غينيا بسبب عدم الجاهزية، لكن القرار ليس في الجاهزية فقط، بل يبقى بيد هيئة موتسيبي، التي ستكون المخوّل الوحيد في الفصل في هذا الملف الذي ينافس فيه 5 بلدان أخرى، الجزائر. أظن أن الأمور إذا سارت بالمنطق سيكون للجزائر الحظ الأوفر، خاصة إذا تم تدارك بعض النقائص البسيطة التي تم تسجيلها في "الشان"، لكن هذا لا يعني أن الجزائر ضمنت التنظيم، فكما نعلم أن منح التنظيم سيتم عن طريق تصويت أعضاء المكتب التنفيذي في الكاف، وأن مثل هذه الأمور تخضع، أيضا، لمنطق الكواليس، التي بإمكانها قلب كل الموازين.
❊ كيف وجدتم أجواء الملاعب والجماهير بالجزائر؟
❊❊ أنا أعيش بمدينة لندن، وأعيش أجواء كرة القدم بشكل يومي تقريبا. حقيقةً، ما رأيته من ملاعب في الجزائر يدعو إلى التنويه. وجدت الملاعب التي احتضنت المنافسة، بنوعية جيدة. كما وقفت على التفاعل الكبير للجمهور خلال هذه المنافسة؛ لقد كان جمهورا في المستوى، فرغم أن العديد من المباريات كانت خارج العاصمة ولم ينشطها المنتخب الجزائري، إلا أن الجماهير عبر ملاعب قسنطينة وعنابة ووهران، كانت في مستوى الحدث، وصنعت أجواء رائعة؛ من خلال تشجيع المنتخبات المشاركة، بحرارة، وهو ما أضفى نكهة خاصة على المنافسة. وأظن أن بطولة "الشان" عندما تكون في شمال إفريقيا، تكون لها نكهة أخرى عكس ما تكون في بلدان إفريقيا الداخلية.
❊ كيف وجدتم الجزائر؟ وكيف وجدتم، تحديدا، قسنطينة؟
❊❊ هي أول مرة أزور فيها هذا البلد. وقد كانت لي فرصة أن زرت خلال هذه السفرية، الجزائر العاصمة، وعنابة، وقسنطينة، في انتظار اللحاق بوهران. وحقيقة، حظيت باستقبال حار من طرف الجزائريين. عشت أجواء رائعة. ورأيت مدنا جميلة، خاصة بقسنطينة. هذه المدينة المرحبة بضيوفها، والتي يحبها الشخص بمجرد دخوله إليها. تجولت وسط مدينتها، وزرت العديد من المعالم بها، على غرار المتحف العمومي سيرتا، وقصر الباي أحمد، وجسر أحمد باي، والجسر المعلق سيدي مسيد. كما تجولت بالساحة أمام مسرح قسنطينة. وأثار انتباهي، خلال هذه الزيارة، تسمية ملعب قسنطينة الذي احتضن المنافسة، وهو الذي أُطلق عليه اسم أحد الشهداء في الثورة التحريرية؛ الشهيد داودي سليمان المدعو حملاوي. تلقيت بعض المعلومات من زملاء صحفيين، عن حياة هذه الشخصية، التي تُعد من أبطال ثورة التحرير الجزائرية. ووددت كثيرا لو زرت مقر سكنه، وتعرفت، أكثر، على قصة هذا الرجل. أظن أننا نستخلص من ثورة الجزائر. وحسب قناعتي، فإن السياسة والرياضة مرتبطتان ارتباطا وثيقا، ولا يمكن فصل هذه عن تلك.
❊ أبديتم اهتماما، أيضا، بفريق جبهة التحرير الوطني؛ هل لنا أن نعرف لماذا هذا الاهتمام؟
❊❊ هذا الاهتمام يدخل في إطار الاهتمام بمساهمة الكرة الإفريقية عبر عدد من البلدان على غرار الموزمبيق وغانا وزمبيا والجزائر، في حركة المقاومة والتحرر من الاستعمار. وفريق جبهة التحرير الوطني من بين هذه الفرق التي ساهمت، بشكل فعال، في التعريف كرويا بالقضية الجزائرية عبر المحافل الدولية.
أريد تكريم بعض اللاعبين الذين هم على قيد الحياة، والذين ضحوا بمستقبلهم الكروي من أجل قضية بلدهم. وأظن أن تكريم هؤلاء الأساطير ليس فقط تكريما للكرة الجزائرية أو الكرة الإفريقية، وإنما هو تكريم للكرة العالمية، والأهداف السامية لكرة القدم.
❊ وهل اتصلتم بالمسؤولين الجزائريين من أجل تجسيد هذه المبادرة؟
❊❊ حقيقة، كان لي اتصال بالعديد من الشخصيات التي أعرفها في الجزائر، خاصة بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم. وآخر من اتصلت به هو السيد صالح باي عبود، الناطق الرسمي للفاف، والذي وعدني بتسهيل المهمة، وأكد لي أنه اتصل شخصيا بأحد الوجوه البارزة في فريق جبهة التحرير الوطني، وهو محمد معوش؛ من أجل تسلّم التكريم.
سأقوم بتقديم قميص للمنتخب الغاني، يحمل توقيع عدد من اللاعبين، على رأسهم جيان أسموا. كما سأهديه قميصا لمنتخب زمبيا، يحمل، أيضا، توقيع عدد من اللاعبين، هي هدايا رمزية، لكنها تحمل في طياتها بعدا إنسانيا، وبعدا رياضيا.