"الهلال الأحمر" بالبليدة يكثف من خرجاته الليلية

مشردون يرفضون المكوث في مراكز الإيواء

مشردون يرفضون المكوث في مراكز الإيواء
  • 1025
رشيدة بلال رشيدة بلال

كثف الهلال الأحمر الجزائري، فرع ولاية البليدة، من خرجاته الليلة، بغية التكفل بالأشخاص من دون مأوى، في وقت يرفص عدد كبير منهم المكوث في مراكز الإيواء المخصص لهم، حيث يجري، حسب الأمين العام، الطاهر لحرش، التجول يوميا بين شوارع مدينة البليدة، لتوزيع الأغطية والملابس والوجبات الساخنة على المشردين، الذين يعربون عن فرحتهم الكبيرة بما يقدم لهم من مساعدات، تدفئ أجسامهم وتحميهم من موجات البرد القارس، خاصة خلال هذه الأيام التي تزامنت وهطول الثلوج على مرتفعات جبال الشريعة.

يقول الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري، طاهر لحرش، في تصريح خص به "المساء"، على هامش التحضير لمعدات الخروج ليلا، بأن المتطوعين على مستوى الهلال الأحمر، لا يكتفون بتوزيع الوجبات الساخنة والأغطية على الأشخاص من دون مأوى، إنما يحاولون التقرب منهم لمعرفة الأسباب التي جعلتهم يبيتون في الشوارع، خاصة أن الأغلبية منهم من خارج ولاية البليدة، ويعتمدون على القطار للتنقل إليها، وحسب بعض التصريحات التي يتم أخذها على ألسنة البعض ممن يرغبون في الحديث، فإن الأسباب تتباين بين الإهمال العائلي والتسول، وغيرها من الأسباب الأخرى، موضحا بقوله: "هذا ما وقفنا عليه بالنسبة لخمس سيدات، منهن سيدة تبيت في الشارع رفقة ابنتها البالغة من العمر 15 عاما من ولاية عين الدفلى، بينما يدفع البعض الآخر منهم إلى التواجد في الولاية بغية التسول، وآخرون هروبا من بعض المشاكل العائلية".

من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى وجود على مستوى ولاية البليدة، مركز للتكفل بالأشخاص من دون مأوى على مستوى بن عاشور، وجد لتقديم خدمة إنسانية بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يبيتون في الشوارع، مردفا: "غير أنه للأسف، هؤلاء الأشخاص بعدما يتم توزيع الأغطية والوجبات الساخنة عليهم، يرفضون نقلهم إلى المركز ويفضلون المبيت في الشارع "، مضيفا: "وهو ما نحاول من خلال الخرجات الليلة في كل مرة، البحث فيه، لمعرفة الأسباب التي تجعلهم يرفضون التواجد في المراكز، رغم الخدمات المقدمة لهم، من إطعام وتدفئة وتكفل صحي"، وذكر في نفس السياق، أن الهلال الأحمر الجزائري دوره ينحصر في الجانب الإنساني، المتمثل في تقديم المساعدة ولا يمكنه إجبارهم على التنقل إلى المراكز، مشيرا إلى أن بعض من سبق وأن نقلوا، بعد موافقتهم، إلى المراكز، يعاودون الخروج منها ويفضلون الشوارع.

وحول عدد الوجبات التي يجري توزيعها يوميا، أشار المتحدث إلى أن عدد المشردين الموجودين على مستوى مركز البليدة قليل، حيث يتم توزيع ما يقارب 20 وجبة يوميا، أما في باقي إقليم الولاية، فتشرف على مثل هذه الخرجات، اللجان التابعة للهلال الأحمر، مشيرا في السياق، إلى وجود لجنة على مستوى الولاية، تتكون من مديرية النشاط الاجتماعي، الهلال الأحمر، الدرك الوطني والشرطة والحماية المدنية، يرافقون عند الخروج ليلا لتوفير التغطية الأمنية، ويشاركون في محاولة إقناع الأشخاص من دون مأوى، الذهاب إلى مراكز الإيواء، لاسيما في الأيام الماطرة أو تلك التي تسجل فيها انخفاضا كبيرا في درجات البرودة.

من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن الهلال الأحمر الجزائري، إلى جانب الخرجات الليلية، يقوم أيضا بتنظيم زيارات دورية إلى دور العجزة على مستوى الولاية، لتوزيع بعض الوجبات والملابس على المسنين، وخلق جو مفعم بالدفء العائلي الذي يفتقده هؤلاء الذين تخلى عنهم أهلهم.