"البربوز" و"خبارجية" الأمن الخارجي يهدمون بنيان الرئيسين تبون وماكرون

حدوث القطيعة مع فرنسا لم يعد بعيدا

حدوث القطيعة مع فرنسا لم يعد بعيدا
  • 555
أسامة. ب أسامة. ب

* من كان يعتقد بتكرار سيناريو "خليج الخنازير" فإنه أخطأ العنوان

يبدو أن "اللوبيات" التي لم تستسغ يوما أن جزائر اليوم، هي جزائر مستقلة، تمكنت بفضل ثورتها ودماء أبنائها وسواعد الخيرين من إحباط مشروع استعماري، مازالت تعمل وراء ستار "الإليزيه" ولم تيأس بعد من محاولاتها التشويش على كل ما هو جزائري، ولو تعلق الأمر بخرق القواعد الدبلوماسية والأعراف والتقاليد التي تحكم العلاقات بين الدول.

فلم تعد المصالح الفرنسية "البربوز" تخفي مناوراتها ومخططاتها المنحطة، بل أضحت تعلنها أمام الملأ، جهارا نهارا، وها هي اليوم على وشك بلوغ هدفها المتمثل في إحداث القطيعة في العلاقات الجزائرية - الفرنسية.

مجرد امرأة، ليست صحفية ولا مناضلة ولا تحمل أي صفة من الصفات التي تجعل مصالح خارجية أو داخلية تتدخل في صلاحيات هيئات قضائية تابعة لدولة أخرى كاملة السيادة... يتم إجلاؤها إلى فرنسا بالدوس على القانون، وفي ظرف ثماني وأربعين ساعة يتم استقبالها وتمكينها من الحق في التصريح وإن كانت لا ترقى تلك "الهرقطات" إلى توصيف التصريح، في بلاطوهات قنوات تلفزيونية عمومية، هذا التمكين من التصريح دليل على أن المخابرات الفرنسية أعلنت التعبئة العامة "لخبارجيتها" وبات هدفها واضحا.

وليعلم هؤلاء أنه إذا فكرت فرنسا سنة 2023، في تكرار سيناريو "خليج الخنازير" فقد أخطأوا العنوان، مثلما أخطأوه عندما فكرت فرنسا الاستعمارية أن الدم الجزائري يقبل بالإندماج والتبعية التي كانت تدعو إليها في يوم من الأيام.

فالجميع يعلم أنه يوجد على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، خطة تقضي بتقويض العلاقات الجزائرية-الفرنسية، يتم تنفيذها من قبل عملاء سريين و"خبارجية" وبعض المسؤولين على مستوى المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي ووزارة الخارجية الفرنسية وكذا بعض المستشارين الفرنسيين من أصل جزائري لايخفون ولعهم وتبجيلهم للمخزن.إنه لمن المؤسف رؤية كل ما تم بناؤه بين الرئيسين تبون وماكرون لفتح صفحة جديدة بين البلدين ينهار، وحدوث القطيعة لم يعد بعيدا على ما يبدو.

ومن لا يعرف مصطلح "البربوز" فإن مراجع تاريخية، فرنسية وجزائرية، ترجع مفهوم عبارة "بربوز" أو "البربوز" وبالفرنسية  (les barbouzes)، إلى فرقة من العملاء السريين نشرتها السلطات الاستعمارية الفرنسية بالجزائر في أواخر عام 1961، كانت تستعمل لحى مزيفة للتخفي، والتي اشتقت منها تسميتها.

وتقول المراجع إن تعداد هذه الفرقة بين 200 و300 شخص، جندتهم السلطات الفرنسية في عهد شارل ديغول، ويعملون لصالح جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية، من أجل مواجهة نشاط المنظمة السرية بالجزائر العاصمة، وقاموا بعدة عمليات ضدها.

وكان إنشاء هذه الفرقة من العملاء من أجل إخلاء مسؤولية الشرطة والجيش الاستعماري في مواجهة المنظمة، حيث لم يكن لعناصرها صفة رسمية، وحسب هذه المصادر فإن هؤلاء العملاء، رغم عملياتهم الناجحة ضد المنظمة السرية في البداية، تلقوا هزيمة بداية عام 1962، حيث تم قتل العشرات منهم بعد كشفهم، وفي مارس من نفس السنة قام وزير الداخلية الفرنسي، روجي فراي، بحل التنظيم بسرية مع التكتم كلية عن وجود هذا التنظيم، ما يؤكد أن المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي مازالت وفية لمنطقها التآمري الاستعماري، وهي من خططت مجددا للغدر،كما أن كل المؤشرات بحسب المتابعين أن فزع المخابرات الفرنسية وتحركها سريعا لإجلاء رعية جزائرية مطلوبة من قضاء بلادها يخفي شيء أكبر ومؤامرة ألعن، ستكشف خيوطها قريبا بعد أن بدأت تفوح عبر تمويلات خارجية لمنصات وروافد إعلامية لقيطة ،غير شرعية وخارجة عن قانون البلد الذي تنشط فيه لضربه من الداخل خدمة لمصالح خارجية.