وسط نداءات عاجلة بتوفير ملايين الدولارات لسد احتياجات المنكوبين
26 مليون شخص متضرر بينهم ملايين الأطفال
- 693
بدأت عمليات جرد الخسائر البشرية والمادية التي خلفها زلزال تركيا وسوريا المدمر بعد عشرة أيام من وقوعه، تلاشت معها الآمال في امكانية العثور على أحياء باستثناء مواصلة انتشال الجثث التي استحال الوصول اليها سابقا. ومع تجاوز الصدمة وتوقف عمليات الانقاذ، بدأ التفكير فيما بعد الزلزال وآثاره الصادمة التي خلفت كارثة انسانية بكل المقاييس مع إحصاء أولي لما لا يقل عن 26 مليون شخص متضرر بحاجة ماسة الى مساعدات انسانية في المدن والمناطق المنكوبة في كل من تركيا وسوريا.
وشدّدت منظمة الصحة العالمية على أهمية تظافر الجهود وتعاون المجموعة الدولية من أجل ضمان إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود بين البلدين وداخل سوريا نفسها. وأكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانس كلوغ، على أهمية تعاون جميع الأطراف في إيصال المساعدات، مضيفا أن "الاحتياجات ضخمة وتتزايد كل ساعة في وقت سجل فيه 26 مليون شخص في البلدين بحاجة إلى مساعدات إنسانية". وارتفعت حصيلة قتلى الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجة الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وما تبعه من هزات أرضية الى 35 ألفا و418 قتيل في تركيا بينما يتلقى 13 ألفا و208 جرحى العلاج بالمستشفيات.
وتشير التقديرات إلى أن مليون شخص إضافي فقدوا منازلهم ويعيشون حاليًا في ملاجئ مؤقتة، فيما لقي ما يقارب 5 آلاف شخص مصرعهم في شمال غرب سوريا في حصيلة مرشحة للارتفاع. كما لفتت منظمة الصحة العالمية إلى القلق المتصاعد بشأن المخاطر الصحية المتعلقة بالطقس البارد والنظافة الصحية والصرف الصحي وانتشار الأمراض المعدية، في نفس الوقت الذي يعاني فيه النظام الصحي التركي من ضغوط هائلة عقب تعرضه لأضرار جسيمة خلال تلك الكارثة. وأطلقت منظمة الصحة العالمية نداء لجمع 43 مليون دولار أمريكي كمبلغ اولي للمساعدة في الاستجابة للزلازل في غلاف مالي مرشح للارتفاع في الايام المقبلة بسبب حجم الاحتياجات الهائلة للعدد الضخم من المتضررين والمنكوبين.
من جهتها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن أكثر من سبعة ملايين طفل في تركيا وسوريا بحاجة إلى دعم إنساني عاجل. وقالت في بيان وزعه مكتب المنظمة في عمان أن 4.6 مليون طفل يعيشون في المناطق المتأثرة في تركيا، إضافة إلى 2.5 مليون طفل آخرين متأثرين تم عدهم بعد مرور سبعة أيام على وقوع الزلزال. وحذرت من أنه لم يتأكد عدد الأطفال الذين قتلوا وأصيبوا أثناء الزلازل حتى الآن.
وأشارت إلى أن تأثير الزلازل على الأطفال والعائلات في المنطقة كان كارثياً، إذ تركت مئات الآلاف من الناس في أوضاع بائسة وقد خسرت أسر عديدة منازلها وتعيش الآن في مراكز إيواء مؤقتة، وغالباً في أجواء من البرد الشديد، بسبب تساقط الثلوج وتساقط الأمطار. وأضافت راسل بأن الزلازل تسببت أيضاً بأضرار واسعة النطاق في المدارس وغيرها من الهياكل الأساسية الحيوية، مما يزيد الخطر على عافية الأطفال والعائلات. وذكرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم "يونيسف" في سوريا، أنها تعمل على توفير مساعدات اشتدت الحاجة إليها للسكان المتأثرين بالزلازل، حيث جهّزت إمدادات في شمال غرب البلاد وبدأت في توزيعها على أكبر عدد ممكن من الناس.
وشرعت تركيا أمس في التفكير في خطط للتخفيف من كارثة الزلزال بإعلان الرئيس أردوغان عن الشروع بداية من الشهر القادم في بناء 30 ألف وحدة سكنية للمتضررين، مشيرا الى اكتمال عملية التعامل مع 15 ألف مبنى تعرض للتدمير من أصل 19 ألف في المناطق التي ضربها الزلزال. وشدّد الرئيس التركي على أن الحكومة ستبني كل بيت ومقر عمل تهدم أو أصبح غير صالح للاستخدام جراء الزلزال وسوف تسلمه لصاحبه.