الاجتماع الثاني لنداء الساحل للاتحاد البرلماني الدولي بالجزائر يومي 26 و27 فيفري
الوسطية لتجفيف منابع الإرهاب في الساحل
- 750
* إبراز دور علماء الساحل والأعيان والطرق الصوفية في مكافحة الإرهاب
تحتضن الجزائر برعاية البرلمان الجزائري والاتحاد البرلماني الدولي يومي 26 و27 فيفري الجاري اللقاء الثاني لنداء الساحل، الذي تؤطره اللجنة الرفيعة المستوى لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف للاتحاد، يتم خلاله تسليط الضوء على الوسطية الدينية كفاعل رئيسي في تجفيف منابع الإرهاب ووقاية الساكنة منه من خلال توظيف الخطاب الديني المعتدل ومساهمة أعيان القبائل الترقية والعربية في حماية الشباب، بعد فشل المقاربة الأمنية الأجنبية في اجتثاث هذه الأفة من منطقة الساحل.
وسيكون لقاء الجزائر الذي يحتضنه المركز الدولي للمؤتمرات، عبد اللطيف رحال، تحت شعار "دور المجتمعات المحلية في منع التطرف العنيف ومعالجة الظروف الصعبة المؤدية للإرهاب”، مناسبة لعرض التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب، من خلال الاعتماد على الدين وإبراز مساهمة كل من الطريقة التيجانية التي يبلغ عدد المنتسبين إليها أكثر من 350 مليون شخص والطريقة القادرية الكنتية في توعية ساكنة الساحل بمخاطر الإرهاب خاصة في أوساط شريحة الشباب.
وتكمن أهمية اللقاء أيضا في تسليط الضوء على ضرورة معالجة الإرهاب بالاعتماد على مقاربات غير أمنية، من خلال التركيز على التربية والتعليم والتوعية بالمساجد لصد خطر التطرّف.
وتولي الجزائر أهمية خاصة لمنطقة الساحل التي تعتبر بمثابة عمقها الاستراتيجي، والتي تحوّلت في ظل ظروف وأوضاع دولية إلى نطاق لانتشار تنظيمات إرهابية، استغلت الظروف الصعبة لساكنتها التي تعاني من الفقر وشح المواد الغذائية وتبعات استفحال ظاهرة الجفاف، الأمر الذي جعل سكانها صيدا سهلا للجماعات المتطرفة.
وانطلاقا من هذه المعطيات فإن لقاء الجزائر سيركز على المجموعات المحلية للمشاركة الجماعية في مكافحة الظاهرة.
كما سيتم إبراز فشل المقاربات الأمنية الأجنبية في القضاء على الإرهاب بمنطقة الساحل، وخاصة بعد طرد وحدات الجيش الفرنسي من مالي وبوركينا فاسو وحالة الرفض المتأججة في بلدان أخرى ضد هذا التواجد، في ظل تمسّك المجتمع الدولي بالحلول الإفريقية.
ومن المنتظر أن يشارك في اللقاء، ممثلون عن الأمم المتحدة، ممثلو دول الساحل (5+5)، وخبراء في الأمن ورجال دين وأعيان وزعماء قبائل وعرب وطوارق، إلى جانب تائبين وضحايا إرهاب وجمعيات مجتمع مدني للإدلاء بدورها، في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وسيتفرع اللقاء إلى خمس ورشات هي “دور زعماء المجتمعات المحلية في مكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف العنيف” و"دور الزعماء الدينيين في الوقاية من التطرّف العنيف ونشر الخطاب المضاد للإيدولوجيات الإرهابية” و"من الفئات الضعيفة إلى الجهات الفاعلة في مجال الوقاية من التطرف العنيف.. تعزيز الصمود في وجه استمالة النساء والأطفال والشباب في منطقة الساحل نحو التطرف” و"دور الزعماء الدينيين والمشرعين في مجال دولة القانون والمواطنة في بلدان الساحل” و"دور المجتمع الدولي في تعزيز التجانس الاجتماعي والوقاية من التطرّف في الساحل”.
وينتظر أن تتمخض عن الورشات توصيات يتلوها رئيس المجلس الشعبي، إبراهيم بوغالي في أشغال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب المزمع عقده نهاية السنة الجارية.
ويعد تنظيم لقاء الجزائر نجاحا آخر للدبلوماسية البرلمانية، بعد نجاح القمة العربية ولمها لشمل العربي وبعدها الدورة 17 لاتحاد مجالس الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وهذا في الوقت الذي حاولت فيه قوى معادية ممثلة في المخزن المغربي التشويش على لقاء الجزائر بتقديم اقتراح للاتحاد البرلماني الدولي بضم الساحل إلى مؤتمر حوار الأديان الذي تعتزم تنظيمه في جوان القادم، لكن الاتحاد رفض، لأن الجزائر ستحتضن لقاء نداء الساحل الثاني.
كما سيتناول المؤتمر هدفين من أهداف استراتيجية الاتحاد البرلماني الدولي للفترة 2022-2026 وهما بناء برلمانات فعّالة وممكنة، وتحفيز العمل البرلماني الجماعي، سيما وأن المناقشات ستركز على دعم برلمانات منطقة الساحل، باعتبارها جهات فاعلة رئيسية في تمثيل حقوق المواطنين.
كما يندرج العمل البرلماني الجماعي أيضا في صميم نداء الساحل، الذي سيتوج بتشكيل أمانة مشتركة تضم أعضاء من الاتحاد البرلماني الدولي ومختلف المنظمات البرلمانية الإقليمية، بالإضافة إلى إشراك المجتمعات المحلية بوصفه تحديا إقليميا مع توسيع هذه المجموعة إلى اطراف أخرى لتعزيز التواصل والتفاعل مع كل الفاعلين في المنظومة البرلمانية.