افتتح الاجتماع الثاني لـ"نداء الساحل".. بوغالي:

الاقتصاد المحلي لتجفيف خزان التجنيد الإرهابي

الاقتصاد المحلي لتجفيف خزان التجنيد الإرهابي
رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي
  • 445
شريفة عابد شريفة عابد

الجزائر تساهم في دعم التنمية لمكافحة الإرهاب بالساحل

إشادة بقرار الرئيس تبون تخصيص مليار دولار لدعم التنمية بإفريقيا

أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أن الجزائر تتبنى سياسة تفاعلية، متكاملة لدعم جهود مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في منطقة الساحل، من خلال دعم دولها ماليا وعبر مشاريع تنموية دائمة لتعزيز قدراتها الوطنية وتمكينها من معالجة أسباب تفشي الظاهرة والقضاء عليها.

وأشار بوغالي في انطلاق أشغال الاجتماع الثاني لـ"نداء الساحل" بالجزائر، إلى خيار تكوين النخب، الذي اعتمدته الجزائر وتجسيد مشاريع مهيكلة وتكثيف التعاون الإقليمي من خلال لجنة الأركان العملياتية المشتركة ووحدة التنسيق والاتصال، تجسيدا للتوجه الاستراتيجي الذي تبناه، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لتجفيف منابع الإرهاب ، مشيرا إلى تخصيص مبلغ مليار دولار لدعم التنمية في الدول الإفريقية عبر الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية.

وأضاف، أن الجزائر تولي أهمية خاصة لتطوير وتحسين الأطر الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف سواء من خلال الاتحاد الإفريقي، أو من خلال المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي تشغل فيه الجزائر الرئاسة المشتركة لفريق العمل لتعزيز القدرات الوطنية لدول غرب إفريقيا. بالإضافة إلى احتضان الجزائر لعديد الآليات الموجهة لتعزيز التعاون المؤسساتي بين الدول الإفريقية لمحاربة الإرهاب على غرار الشرطة الإفريقية " أفريبول" والمركز الإفريقي للبحث والدراسات حول مكافحة الإرهاب.

وأكد بوغالي، أن الوقت قد حان لتوحيد الاستراتيجيات واعتماد مقاربة لتحقيق نتائج ملموسة، من خلال تعزيز قدرات دول المنطقة ومساعدتها على تنفيذ الخطط التنموية المحلية والوطنية، بإشراك المجتمعات المحلية وممثليهم في تحديد الأولويات وطريقة التعامل المثلى معها.

واعتبر المتحدث، أن ظاهرة الإرهاب العابرة للحدود والمجتمعات، تستدعي من الجميع، العمل وفق مقاربة شاملة تتضافر في إطارها جهود كل الجهات الفاعلة، لا سيما الأطراف الممثلة للمجتمعات المحلية التي تعد ضحية مباشرة للإرهاب والتطرف العنيف وهو ما يستدعي ــ كما قال ــ جعل منطقة الساحل في صلب اهتمامات هذه الاجتماعات بالنظر إلى التحديات الكبيرة التي تعرفها دول المنطقة. وعدّد بوغالي في هذا المقام، التهديدات الأمنية والإجرامية المتزايدة، في ظل انتشار بؤر التوتر وشبح الفقر وضعف الأداء الاقتصادي وهشاشة القدرات الوطنية وآثار التغيرات المناخية والتصحر والجفاف واندثار التنوع البيولوجي، وهي كلها عوامل تؤثر سلبا على مستوى ثقة الساكنة تجاه سلطاتها المركزية الحاكمة.

وقال، إن التنظيمات الإرهابية استغلت هذه الاختلالات للتمدد وتجنيد مزيد من شباب دول المنطقة ومكنتها من مضاعفة موارد تمويلها، مما جعل كل منطقة الساحل، بيئة خصبة لاستقطاب مزيد من الجماعات الإرهابية التي استغلت ذلك لتجنيد الشباب المنتمين إلى الفئات الهشة والمهمشة وأقنعتهم بالانخراط في أعمالها التخريبية الإجرامية.

وتعتمد المقاربة الشاملة حسب بوغالي، على تعزيز قدرات دول المنطقة ومساعدتها على تنفيذ الخطط التنموية المحلية والوطنية، بإشراك المجتمعات المحلية وممثليهم في تحديد الأولويات وطريقة التعامل المثلى معها، بداية بعمل البرلمانيين على إسماع صوت مختلف الفئات المجتمعية وإنهاء كل ظواهر التهميش، بالإضافة إلى دعم القيادات الدينية باختلاف مشاربهم، في مهمة مواجهة خطاب التطرف العنيف الذي تروّج له المجموعات الإرهابية وتوعية مختلف فئات المجتمع حول حقيقة مآربها الهدامة.

كما اقترح بوغالي، تجنيد النساء المثقفات للاضطلاع بهذه المهمة، بالنطر إلى إمكانية وصولهن إلى البيوت والعائلات لكسر إيديولوجية الإرهاب، إلى جانب إرساء أطر تنظيمية تضمن التواصل المستمر مع المجتمعات المحلية خاصة الشباب والنساء لترقية قيم العيش في سلام. وتضمنت المقاربة التي عرضها رئيس الغرفة الأولى، ضرورة التركيز على بعث الاقتصاد المحلي لتجفيف خزان التجنيد الذي تستهدفه الجماعات الإرهابية.

وخلص في الأخير إلى أن المنحى المقلق الذي أخذته العلاقات الدولية خلال السنوات والأشهر الأخيرة، يدعو الجميع إلى التعاطي الحذر مع التحديات المتعددة الأوجه التي تواجهها منطقة الساحل التي لا يجب أن تتحول، بأي حال من الأحوال، إلى حلبة صراع لقوى خارجية ساعية إلى تحقيق مصالحها الاقتصادية والجيوـ سياسية على حساب أمن واستقرار مجتمعات المنطقة وكل القارة.