"محمد تمام" يستضيف معرض حورية منعة

30 لوحة تحاكي تراثنا الثقافي والاجتماعي

30 لوحة تحاكي تراثنا الثقافي والاجتماعي
  • القراءات: 804
لطيفة داريب لطيفة داريب

تعود الفنانة والطبيبة حورية منعة إلى متابعيها ومحبيها من خلال معرض يقام، حاليا، برواق "محمد تمام"، تعرض فيه لوحاتها الجديدة التي يغوص معظمها في الأسلوب الانطباعي، وتنهل مواضيعه من رحم الثقافة الجزائرية.

تحت عنوان "فن وألوان"، تعرض الفنانة حورية منعة أعمالها إلى غاية الخامس مارس الداخل، ليمثل هذا المعرض محطة فنية راقية لكل من يريد أن يتوقف للحظات، لاكتشاف معالم من الثقافة الجزائرية التي احتفظت بأصالتها منذ زمن بعيد. وهكذا تعرض الفنانة ثلاثين لوحة عن التراث الثقافي والاجتماعي الجزائري بتنوعاته وثرائه، وكذا تعلقه بمختلف ربوع الوطن.

وبما أنه لا يوجد أفضل من المرأة لتعبر عما يختلج في أعماق امرأة أخرى، ارتأت حورية أن ترسم المرأة بكل تجلياتها؛ مثل لوحة "نساء بالجمع"، التي رسمت فيها أوجه نساء بملامح واضحة، واستعملت اللونين الأبيض والأسود، بينما اعتمدت في لوحة "المنبع" على ألوان عديدة لترسم نساء واقفات أمام منبع وفوق رؤوسهن جرار، علما أنها لم تحدد ملامح أوجههن، مثل ما فعلت مع لوحة "القعدة"؛ حيث رسمت نساء يجلسن على الأرض، ويرتدين الزي التقليدي في جلسة سمر.

ودائما مع المرأة، وهذه المرة وهي ترتدي الحايك، وهو رمز، أرادت الفنانة من خلاله، إبراز الزي التقليدي الجزائري، وهو ما فعلته، أيضا، في لوحة "امرأة بالشنتوف"، التي رسمت فيها مثلما يدل عنوانها، امرأة ترتدي الشنتوف، وتحاول تغطية رأسها بالحايك. وغير بعيد عنها عرس قسنطيني بهيج في لوحة "زواج قسنطيني".

أما في لوحة "امرأة بمرآة"، فرسمت حورية امرأة حسنة المظهر، ترى نفسها في المرآة وهي ترتدي زيا تقليديا، وتتزين بحلي فاخرة.

وبالمقابل، عادت بنا حورية منعة إلى حكايا الجدة في لوحة "حاجيني ماني"، التي رسمت فيها جمعا من الفتيات يتحلقن حول الجدة، التي تحكي حكايات الزمان وأساطيره.

كما خصصت الفنانة للقصبة ثلاث لوحات، من بينها لوحة "الفحص"، و«القصبة2" التي رسمت فيها أزقة البهجة الضيقة، ونساءها اللواتي يتجولن فيها.

حب حورية للصحراء جعلها ترسم عدة لوحات عنها؛ مثل لوحة "السوق"، التي قدمت فيها رجالا يرتدون اللباس الصحراوي، وكذا لوحة "القناوة"؛ عرفانا منها بأصالة الفلكور الترقي، لتعود إلى المرأة مجددا، وترسم لوحة "جمال توارق". كما لم تتردد في رسم "المرسى" الذي ترسو في مائه الراكد، مجموعة من القوارب، بينما رسمت في لوحة "الوجهة البحرية"، مجموعة من السكنات التي تطل على البحر. وسلطت التشكيلية الضوء على مواضيع حساسة؛ مثل الهجرة غير الشرعية في لوحة "حراقة"، في حين عشقها للطبيعة الصامتة جعلها تعرض سبع لوحات كاملة حول نفس الموضوع "الباقة"، رغم اختلاف أشكال وألوان الأزهار والمزهريات.

للإشارة، حورية منعة من مواليد عام 1943 بقالمة. أحبت الفن التشكيلي منذ طفولتها، لكن تخصصها في الطب الرئوي وتكوينها أسرة أبعداها عن حبها الأول، إلى غاية التسعينات، حينما وجدت نفسها تلجأ إلى الرسم لقضاء أوقات الفراغ بفعل ندرة وسائل الترفيه في تلك الفترة، لتنظم أول معرض لها في بيتها، تلاه العديد من المعارض الفردية والجماعية.