تجاوز المعقول بإنكاره وجود الشعب الفلسطيني
اشتيه يدين التصريحات العنصرية لوزير المالية الإسرائيلي
- 572
استنكر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أمس، التصريحات العنصرية الجديدة التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في العاصمة باريس والتي تعدى من خلالها هذه المرة المعقول بنفيه لـ«وجود الفلسطينيين كأفراد وشعب".
وصف اشتية تصريحات هذا المسؤول الصهيوني المتطرف بـ "التحريضية والعنصرية" وقال إنها "دليل قاطع على الفكر العنصري المتطرف الذي يحكم أطراف الحكومة الإسرائيلية الحالية".
جاء ذلك في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الفلسطيني في مدينة رام الله، غداة تصريحات عنصرية ومثيرة أدلى بها المسؤول الصهيوني المتطرف مساء أول أمس إلى العاصمة الفرنسية باريس، ادعى فيها بأنه "لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني".
وهو ما جعل اشتية يؤكد أن هذه التصريحات التحريضية منسجمة مع المقولات الصهيونية الأولى التي تدعي "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وأن الأراضي الفلسطينية متنازع عليها، وأنها أرض الميعاد"، معتبرا أنها "ادعاءات واهية ووهمية".
وأضاف أن "هذه التصريحات للذي أراد أن يبيد بلدة حوارة شمال الضفة الغربية والمعبرة عن عنجهية القوة والغطرسة لا تهز انتماءنا لأرضنا ولتاريخنا"، مشدّدا في الوقت نفسه على أن "كل الآثار والتاريخ يبرهن على التصاق الفلسطيني بأرضه منذ فجر التاريخ البشري والإنساني".
وذكر رئيس الوزراء الفلسطيني بأن "إسرائيل دولة استعمارية أنشأها المستعمرون والمستوطنون وتوسعت مثل أي استعمار استيطاني عبر التاريخ.. وقد تعلمنا من التاريخ أن الاستعمار مصيره الزوال.. وأن إرادة شعبنا لا تهزهما تصريحات مزوري التاريخ وادعاءاتهم الباطلة".
وجاءت تصريحات اشتية ردا على ادعاءات ومزاعم وزير المالية الإسرائيلي وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، الذي يواصل في الادلاء بمزيد من التصريحات العنصرية والمعبرة عن طبيعته الصهيونية المتطرفة، وهو الذي سبق و أن أدلى بتصريح أكثر خطورة باعتراف المجموعة الدولية عندما دعا لـ«محو بلدة حوار" الفلسطينية من الخريطة.
وأنكر هذا المسؤول المتطرف في لقاء نظم مساء أول أمس بالعاصمة باريس وجود الشعب الفلسطيني، بل وذهب الى أبعد من ذلك في وهمه عندما اعتبر أن "الشعب الفلسطيني اختراع لم يتجاوز عمره 100 عام" وتناسى عن قصد أن الاختراع الحقيقي الذي لم يتجاوز عمره 70 عاما هو اقامة كيان عبري بقوة الحديد والنار على أرض ليست أرضه وتهجير وقتل واغتصاب حقوق شعب بأكمله تسعى اسرائيل بكل السبل لإلغاء وجوده.
والمفارقة أن تصريحات الوزير الصهيوني المتطرف جاءت في نفس اليوم الذي احتضن فيه منتجع شرم الشيخ المصري لاجتماع خماسي ضم ممثلين عن مصر والأردن وإسرائيل وفلسطين والولايات المتحدة. وانتهى بالإعلان عن "ضرورة تحقيق التهدئة على الأرض والحيلولة دون وقوع مزيد من العنف".
وهو ما كشف عن النية المبيتة للحكومة الاسرائيلية بقيادة اليمني المتطرف، بنيامين نتنياهو، التي لا تحترم لا التزاماتها ولا تعهداتها فيها يخص العمل على تهدئة الأوضاع المتفجرة في الضفة الغربية المحتلة. والدليل على ذلك لو كانت هذه الحكومة صادقة في نواياها لما تركت وزيرها المتطرف يصدر مثل هذه التصريحات التحريضية بالرغم من معرفتها المسبقة لرفض وامتعاض المجموعة الدولية لمثل هذه التصريحات المثيرة.