"المساء" تتحصل على وثيقة مشروع تأسيس المسرح الصحراوي
دعوة إلى الفكر مع فرسان المقام العالي
- 734
تطلق وزارة الثقافة والفنون، خلال الشهر الفضيل، الطبعة الثانية من منتدى الفكر الثقافي الإسلامي تحت شعار "الحوار والتعايش"، الذي ترك صداه خلال الطبعة الرمضانية لسنة 2022 بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، متضمنا عددا من المحاضرات يلقيها كوكبة من الأساتذة المختصين، تتمحور حول قيم في الثقافة الإسلامية، على أن يُبث على القناتين العموميتين "القرآن الكريم"، و"المعرفة".
الطبعة الثانية من "منتدى الفكر الثقافي" الذي يأتي مرة في الأسبوع، سيناقش 4 مواضيع راهنة حددتها اللجنة العلمية التي يرأسها الدكتور بومدين بوزيد، هي "القيم الدينية والسلام العالمي في ظل التغيرات الدولية الجديدة"، و"المسلمون في الغرب ومجابهة الإسلاموفوبيا"، وأيضا "العقل والتجديد في الخطاب الديني عند الإصلاحيّين الجزائريين"، و"الموروث الروحي الجزائري (المادي وغير المادي) واستثماره في ترقية المجتمع المدني".
وسبق لوزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أن اعتبرت هذا الموعد مبادرة علمية بامتياز من أجل التأسيس لتظاهرة فكرية قارة، يمكن التطرق، من خلالها، لموضوعات وتيمات تستثمر في الفكر الثقافي الإسلامي بأبعاده الأخلاقية والتربوية والتوعوية.كما أجمع المشاركون والمتابعون لجلسات المنتدى الثقافي الإسلامي في طبعته الأولى طيلة شهر رمضان الفارط، على أنها حققت التميز، وكانت وثبة، خطتها وزارة الثقافة والفنون لتمكين الفكر والمعرفة من أخذ حظهما في المشهد الثقافي العام، وبعثهما من جديد، بعدما طغت فنون أخرى على الساحة لسنوات.للإشارة، كان بعض المشاركين في الطبعة الأولى ثمّنوا المبادرة خلال حديثهم إلـى "المساء"، معتبرين أن هذا المنتدى يؤسس لثقافة إسلامية معمّقة برؤاها ونقاشاتها، معتبرين ذلك بداية للتنوير، وأن هذا الموعد القار تَقدّم فيه فرسان من ذوي المقام العالي. كما ثمّن آخرون مبادرة وزارة الثقافة والفنون، واختيارها لمثل هذه المواضيع. وأكد الدكتور يحياوي، منشط هذا المنتدى في طبعته السابقة، على ضرورة استمراره؛ لما لاقاه من صدى طيب، وإقبال نتيجة مواضيعه الهادفة، واصفا إياه بالمنارة الفكرية التي تستحق الاستمرار.
كما طالب الدكتور قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين حينها، بتحية من وقف وراء هذه المبادرة الرائعة، ومن كان سببا في التأسيس للمنتدى، خاصة أنه انطلق في مناسبة كريمة، مع الحضور اللافت للنخبة من المثقفين، مستحضرا ما كان في سنوات خلت من مؤتمرات إسلامية عالمية احتضنتها الجزائر ثم افتُقدت مع السنوات، وما كان فيها من جوّ ثقافي خصيب، قائلا: "لننعم بهذه المحاضرات القيّمة، التي سمت بالحضور إلى مستويات عالية"، مع أمل أن تتواصل هذه المبادرة لتكون نافذة على العالم؛ تشخّص الداء، وتعطي الدواء بمنتهى السموّ والعلو.
وتمنى الدكتور غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أن تستمر فعاليات هذا المنتدى برعاية وزارة الثقافة والفنون، التي هي سند لنشر الثقافة الإسلامية في الجزائر؛ قال: "نتمنى أن تزيدنا الوزارة من أمثال مبروك زيد الخير".
مشاركون آخرون اعتبروا أن المنتدى لقي كل التدعيم والتثمين، وأنه صحّح مفهوم الثقافة عندنا، الذي غالبا ما ارتبط، فيما مضى، بالفنون والحفلات فقط، على حساب الفكر والمعرفة.