وزيرة الثقافة تفتتح الطبعة الثانية
"الحوار والتّعايش" في منتدى الفكر الثقافي الإسلامي
- 237
أشرفت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة، صورية مولوجي، أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا على انطلاق الطبعة الثانية من منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، تحت شعار "الحوار والتّعايش"، حيث تناولت الندوة الأولى من المنتدى الذي يعقد كل يوم ثلاثاء طيلة الشهر الفضيل، موضوع "القيم الدينية والسلام العالمي في ظل التغيرات الدولية الجديدة".
أشارت الوزيرة في كلمتها الافتتاحية إلى أن شهر رمضان هو شهر الإنتاج العلمي والثقافي، قائلة بأن "بعض علمائنا ومفكرينا كانوا يختمون مؤلفاتهم تأليفا وإبداعا في هذا الشهر الفضيل مضيفة، ولعل من الأعمال التي نحسبها لله والوطن، تضيف الوزيرة، أن وزارتنا تبادر منذ العام الماضي بتنظيم جلسات ثقافية وفكرية بعنوان "منتدى الفكر الثقافي الإسلامي" بشعار له دلالاته الحضارية والتاريخية لبلدنا وهو الحوار والتعايش". كما أكدت الوزيرة في كلمتها أن الجزائر لطالما استلهمت سياستها من تراثها الديني والوطني وبقيت دوما ثابتة على مواقفها القائمة على اصلاح ذات البين واستقرار الشعوب وحق تقرير المصير، مستعرضة دور الجزائر في الصلح بين الفصائل الفلسطينية وفي لمّ شمل العرب خلال القمة العربية الأخيرة، ثم الدور التضامني الذي أداه رجال الحماية المدنية خلال نكبة الزلزال بسوريا وتركيا.
ووقفت الوزيرة أيضا عند ظاهرة الارهاب التي تعاملت معها القيادة الرشيدة للجزائر من خلال سعيها لاجتثاثها من البلدان الافريقية، خاصة بمنطقة الساحل، وذلك بخطاب ديني وسطي مستلهم من التراث الصوفي "شكّل حصنا منيعا للأفارقة ومرجعية من أجل الحرية والاستقلال، حيث يجد أتباع التيجانية والقادرية والرحمانية والسنوسيين وغيرها من المدارس الصوفية ورموزها موطنهم الأم بالجزائر".
وتحدثت الوزيرة عن قيم السلم والتعايش التي تراها في الموروث الثقافي عموما من عمران وفنون واللباس والضيافة، التي تعكس قيمة الانسان وكرامته وارتباطه بأرضه، وقالت في هذا الشأن "حين ندافع عن موروثنا ونسجله ونصنفه فنحن ندافع عن أمانة الشهداء في التمسك بقيمنا الوطنية". كما أبرزت الوزيرة مزايا التاريخ الوطني الحافل بخطاب الحوار والتعايش، حيث أكدت أن الجزائر اليوم تقف ضد كل كراهية وتمييز ديني أو عرقي، معلنة، عن تخصيص الوزارة بمناسبة ذكرى وفاة العلامة ابن باديس، ندوة عن العقل والتجديد في خطاب وأعمال الإصلاحيين.
وانطلقت الندوة الأولى برئاسة الدكتور بوزيد بومدين، الذي استعرض دور القيم في السياسة الدولية وفي خطابها على اعتبار أنها قوة ناعمة لفك النزاعات . وكانت المحاضرة الأولى للدكتور بدر الدين زواقة "المصالحة القائمة على أساس الإيمان والقيم" أكد فيها أن القيم والمعرفة سبقت الأحكام والنظم، "وبالتالي فإن بناء المجتمع يبدأ بالمعرفة والقيم (الجمال والخير والحق) وغالبا ما تكون المصالحة على أساس القيم أو كما يسميها بعض المفكرين القيم الايمانية المشتركة".
وقدم الدكور مصطفى راجعي محاضرة عن "التراث الصوفي الجزائري دعامة للسلام بين الثقافات والامم" مستعرضا دور الزوايا وشيوخ الصوفية في ارساء السلم والصلح وإدارة شؤون الناس في غياب الدولة المركزية، فيما تطرق الدكتور خوجة محمد إلى "دور قيم السلم والتعاون العالمي في مواجهة تهديدات تغير المناخ"، مؤكدا على أن السلام من أجله فك النزاعات وتوحيد الجهود لصد المخاطر الكبرى التي تهدد كوكب الأرض، علما أن ظاهرة الاحتباس الحراري واختلال نظام البيئة قادر على قلب الموازين وادخال البشرية في تحديات صعبة.