تحييها مناطق شرق البلاد والهضاب العليا

الاحتفال بـ"النصفية" عادة راسخة في رمضان

الاحتفال بـ"النصفية" عادة راسخة في رمضان
  • 890
آسيا عوفي آسيا عوفي

هي عادات وتقاليد ورثتها العائلات في الهضاب العليا ومناطق من شرق البلاد، على غرار سكان ولايتي ميلة وبرج بوعريريج، منذ عقود من الزمن، للاحتفال بليلة 15 من شهر رمضان المعظم، أو ما يسمى بـ«ليلة النصفية"، ولمعرفة عادات وتقاليد العائلات بهذه المناطق، قمنا بجولة في بعض البلديات، أين أجمع كل من التقينا بهم أنها ليلة غير عادية في بيوتهم، سواء بتحضير المأكولات خلالها، أو صيام الأطفال وختانهم.

 

لهذه الاحتفالية ميزة خاصة في مناطق شرق البلاد والهضاب العليا، تمتزج بين العبادات الملازمة للشهر الفضيل، والتقاليد التي لا تخرج عن التراحم ولم الشمل في هذا الموعد، والتي لها صلة وطيدة بقيم المجتمع المحلي الممزوجة بتعاليم الدين الحنيف، من بين تلك المناطق، سلطت "المساء" الضوء على عادات وتقاليد عائلات ولايتي برج بوعريريج وميلة في هذه المناسبة الدينية.

"الشخشوخة" أو "البربوشة" سيدتا الأطباق في النصفية

يكتسي الاحتفال بليلة النصفية، طابعا خاصا ومميزا لدى سكان ولايات الهضاب العليا عموما، حيث تشرع النساء في تحضير ما لذة وطاب من المأكولات، فإضافة إلى الطبق المعتاد الذي لا يفارق المائدة الميلية والبرايجية، على سبيل المثال، ولعلها أغلب أطباق الشرق الجزائري، وهي الشوربة وطاجين الحلو، في حين تقوم السيدة بتحضير طبق آخر خصيصا بهذه المناسبة، وهو إما طبق "الشخشوخة" أو "التريدة" أو الكسكسي، أو ما يعرف لدى سكان الشرق بـ«البربوشة" باللحم ومختلف أنواع الخضر، ويعتبر الاحتفال بهذه الليلة فرصة أيضا للم الشمل، حيث توجه العديد من العائلات دعوات للأقارب، حتى يشاركوهم الاحتفال بهذه الليلة، التي تتبعها سهرة عائلية إلى غاية موعد السحور، حيث يقوم الرجال بالسهر مع بعضهم على فناجين الشاي والمكسرات، في حين يلجأ البعض الآخر إلى قراءة القرآن، أما النسوة فيلتفن على فناجين القهوة والشاي وما طاب من الحلويات، والحديث عن كيف احتفلت أسرهم بهذه المناسبة.

تصويم الأطفال وختانهم بالمناسبة

من بين العادات الراسخة أيضا لدى سكان الولايتين المذكورتين في هذه الليلة المباركة، تصويم الأطفال الصغار، كما جرت عليه العادة، وسط جو احتفالي، بحضور الوالدين والجد والجدة، وهو ما أكدته السيدة نجوى، التي أكدت بأنها تحرص دوما على أن يصوم أطفالها في هذه الليلة، وأضافت بأنها اختارت هذه الليلة، لأنها مباركة، واعتادت عائلتها على القيام بها، وتوافقها الرأي السيدة هدى، التي أكدت أنها تتحضر لصوم ابنتها في هذه الليلة، باعتبارها ليلة مباركة لجميع الجزائريين. من جهة أخرى، تغتم الأسر ليلة 15 من رمضان لختان أولادهم، وسط أجواء عائلية تغمرها الفرحة والطمأنينة.

الاحتفال بالنصفية لا يتنافى مع الشرع

لا تخلو الاحتفالات بليلة النصف من شهر رمضان المبارك، من الأجواء الروحانية، ولمعرفة رأي الشريعة الإسلامية في الاحتفال بهذه المناسبة، اقتربنا من إمام مسجد "أبي بكر الصديق" في بلدية تاجنانت، الواقعة جنوب ولاية ميلة، وإمام مسجد "عقبة بن نافع" ببرج بوعريريج، والذين أكدوا لنا بأن الاحتفال بهذه الليلة يدخل في العادات والتقاليد التي لا تتعارض مع الشرع، لأن هذه الليلة يحتفل بها الإنسان شكرا لله عز وجل، على أنه قطع شوطا كبيرا من رمضان، كما أن الكثير منهم لا يفوتون فرصة الدعاء والابتهالات والتضرع لله عز وجل، والإكثار من النوافل والصدقات".