الجزائر الوسطى تنظم أكبر مائدة إفطار بـ 2000وجبة

لمة جزائرية "عملاقة" تكرّس قيم التضامن والتكافل في رمضان

لمة جزائرية "عملاقة" تكرّس قيم التضامن والتكافل في رمضان
  • 372
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

نظمت بلدية الجزائر الوسطى، أول أمس، أكبر مائدة إفطار استقطبت عديد عابري السبيل والعائلات، وحتى أفراد من جاليات أجنبية في الجزائر، الذين اكتشفوا قيم التضامن والتكافل والتآزر و«اللمة الجزائرية"، التي يصنعها شهر الصيام وتنسجم مع تعاليم ديننا الحنيف.

لم تتأخر بلدية الجزائر الوسطى، كعادتها هذه السنة، في تقاسم الصائمين أكبر مأدبة إفطار، بتحضير أكثر من 2000 وجبة، في جو من البهجة والسرور وكسر روتين الإفطار في المنازل، حسبما عبرت عنه عائلات عاصمية، أكد بعض أفرادها أنهم كانوا ينتظرون مثل هذه المبادرة الخيرية، للخروج والإفطار في الهواء الطلق والالتقاء مع عائلات أخرى، في عرس تضامني خيري لا مثيل له.

بدأت العائلات في التوافد على قلب العاصمة، بأكثر من ساعتين قبل الإفطار، في وقت كان المنظمون يعدون الطاولات والكراسي لاستقبال الضيوف على طول المسافة الممتدة بين ساحة البريد المركزي وساحة أودان بالعاصمة حيث تزين الطريق العام، على أكثر من 200 متر بصفين من الطاولات، تزينت بمختلف الأواني والأطعمة الرمضانية، ضمن صورة عكست جهود البلدية، التي دأبت على إقامة هذه "السنة الحميدة" ليلة النصف من رمضان من كل عام.

ووقفت "المساء"، التي حضرت المأدبة، على أجواء رمضانية وإنسانية جميلة، صنعتها بلدية الجزائر الوسطى، زادها جمالا سواعد المتطوعين من فعاليات المجتمع المدني من الجنسين، الذين هبوا لمد يد المساعدة، خدمة للصائمين الذين حرصوا على إجلاسهم إلى مائدة الإفطار في أجواء أسرية بهيجة.

وما لبث المكان أن امتلأ كلما دنت ساعة الإفطار، زادت معه حركة المنظمين الذين تحولوا إلى أشبه بخلية نحل في مجيئهم وذهابهم، يقدمون الأطعمة للضيوف، الذين لم يتوقفوا عن أخذ صور لهم ومقاطع فيديو وبث مباشر عبر شبكات الواصل الاجتماعي، ونقل أجواء من البهجة والانشراح.

وعندما صدح صوت المؤذن من مختلف مآذن المساجد القريبة إيذانا بلحظة الإفطار وصلاة المغرب، انهمك الضيوف في تناول وجبة الإفطار، في جو من الطمأنينة والبهجة الغامرة، حرص المفطرون على توثيقها من خلال فيديوهات بعثوا بها للأهل والأقارب والأصدقاء، حيث كان البعض منهم يمسك الملعقة بيد والهاتف الذكي بيد أخرى، كي لا يفوت مثل هذه الأجواء الرائعة.

وعبرت عديد العائلات، التي توافدت من مختلف بلديات العاصمة، عن امتنانها لهذه المبادرة الطيبة، شاكرة الجهة المنظمة، وجموع المتطوعين، الذين ضحوا بإفطارهم، وفضلوا خدمة ضيوفهم.

ولاحظت "المساء" حضور بعض أفراد الجاليات الأجنبية في الجزائر من إنجلترا وإيطاليا ودول إفريقية، الذين أكد بعضهم، أنهم يعشقون مثل هذه الأجواء، التي لا يجدونها في بلدانهم، والتي عكست حقيقة التسامح والقيم الإنسانية التي تميز ديننا الحنيف وتدحض تلك الصور النمطية المشينة التي يروج لها الإعلام الغربي ضد الإسلام والمسلمين.

وعبر متطوّعو الجمعيات الرياضية والخيرية من مختلف الفئات العمرية، عن تشرفهم بخدمة الصائمين في هذه المناسبة التي لا تأتي سوى مرة واحدة كل عام.

وأكدوا أنهم نسوا أنفسهم في خضم هذه اللمة الكبيرة، وأخروا موعد إفطارهم إلى غاية الانتهاء من خدمة الحضور.

وأوضحت رئيسة بلدية الجزائر الوسطى، مهدية بن غالية، أن المبادرة جاءت في إطار البرنامج الثقافي والتضامني المتنوع لبلدية الجزائر الوسطى، بمناسبة الشهر الفضيل، شاكرة كل من ساهم من قريب أو من بعيد في إنجاح هذا العرس التضامني.

وأضافت أن هذه "السنة الحسنة" تم إعادة بعثها من جديد بعد انقطاع دام سنوات بسبب جائحة كورونا مؤكدة أنها التي كانت تتنقل بين الموائد منبه المنظمين بضرورة ضمان تكفل يليق بجموع الصائمين.

وأشارت إلى أن تنظيم هذا الإفطار، يهدف إلى إبراز قيم التكافل بين أفراد المجتمع وأن العائلات الجزائرية اجتمعت بمختلف أطيافها على مائدة إفطار واحدة، وتقاسمت مختلف الأطباق التقليدية المحضرة خصيصا لهذه المناسبة.

وأضافت المسؤولة أن هذ المأدبة سهر على إنجاحها كل من بلدية الجزائر الوسطى تحت إشراف ولاية الجزائر، وبتأطير أمني محكم، ومشاركة السكان وجمعيات المجتمع المدني، مما يعكس انخراط جميع أطياف المجتمع في مثل هذه المبادرات الخيرية.

واستمتع ضيوف المائدة العملاقة بالمأدبة، التي جرت على وقع موسيقى شعبية، كسرت أجواء الصمت، تحوّلت فيه ساحة البريد المركزي إلى عرس بهيج، تعالت فيه التصفيقات والزغاريد والرقصات، حملتها عدسات كاميرات القنوات الفضائية والهواتف الذكية على المباشر مع تنظيم نشاطات ترفيهية وعروض فنية للأطفال والعائلات الحاضرة، نشطها فنانون وطلبة.