عودة التلاميذ اليوم إلى مقاعد الدراسة ورهانات في الفصل الأخير..
بداية العد التنازلي لـ"البكالوريا" ومعايير جديدة لتصحيح الامتحان

- 826

❊ تحيين التشريع لوقف هجرة تلاميذ النهائي لمقاعد الدراسة
❊ تدريب على "السانكيام " الجديد و جميع المواد التعليمية معنية
يلتحق اليوم قرابة 11 مليون تلميذ بمقاعد الدراسة في الأطوار التعليمية الثلاثة بعد عطلة فصل الربيع، حيث تواجه وزارة التربية، خلال الفصل الثالث الذي يعتبر أقصر فصل دراسي رهان إنجاح امتحان تقييم المكتسبات الذي تم استحداثه بدل "السانكيام" بالنسبة للطور الإبتدائي، إضافة إلى إخضاع أوراق إجابات امتحان البكالوريا لتقييم حديث ومقاربة جديدة ونقابات التربية ترافع من أجل تحيين التشريع المدرسي للقضاء على ظاهرة هجرة تلاميذ الأقسام النهائية مقاعد الدراسةوالتي تطرح كل نهاية موسم دراسي.
يشهد الفصل الثالث والأخير من الموسم الدراسي الحالي، تطبيق مجموعة من التدابير والإجراءات الجديدة التي اتخذتها الوزارة في إطار الارتقاء بالتربية والتعليم، حيث سيخضع تصحيح أوراق الإجابات إلى معايير معينة تمكن الممتحنين من الحصول على علامة 20/20 في اختبار المواد العلمية والرياضية وحتى في بعض الأحيان في المواد الأدبية.كما ستشهد مواضيع امتحانات البكالوريا مقاربة جديدة تكون حسب أدلة بناء الاختبارات، حيث تأخذ في الحسبان معايير تقييمية وتعليمية ونفسية وتحفيزية، كما تحرص هذه المعايير على عدم زرع اليأس عند المجتهدين من التلاميذ وذلك في مقاربة دقيقة متدرجة الصعوبة، لكن حلولها وتقييماتها محددة مسبقا وفي متناول التلميذ.
ويعتمد هذا التقييم على وثيقة التصحيح النموذجي، وسلم التنقيط التي لا تعطي الغلبة للتقييم المزاجي أو الشخصي أو الوفاء لأخطاء شائعة لمحدودية العلامات المتحصل عليها في بعض المواد وعلى وجه الخصوص المواد الأدبية. ومع اقتراب موعد إجراء امتحان شهادة البكالوريا الذي يفصلنا عنه شهرين فقط، سيطرح من جديد مشكل هجرة التلاميذ مقاعد الدراسة نحو الدروس الخصوصية وهي الظاهرة التي تتكرر كل موسم دراسي.
ويرى زوبير روينة، الأمين الوطني لمجلس أساتذة الثانويات الجزائرية، بهذا الخصوص أنه يتعين العمل على تحيين التشريع المدرسي للقضاء على ظاهرة هجرة تلاميذ الأقسام النهائية لمقاعد الدراسة خاصة في الفصل الثالث، حيث يلتحقون بالدروس الخصوصية التي لا يمكنها ـ حسبه ـ تعويض الدروس التي يتلقاها التلاميذ في المدرسة العمومية، داعيا الأولياء إلى التركيز على متابعة تمدرس أولادهم في مؤسساتهم التربوية، بدل إنفاق أموال معتبرة على الدروس الخصوصية على حساب قدرتهم الشرائية، مما يؤدي إلى تفاقم للظاهرة التي تطعن في مصداقية المدرسة الجزائرية التي تنفق عليها الدولة أموالا باهضه لضمان تمدرس التلاميذ في أحسن الظروف.من بين الحلول التي يرها مهنيو القطاع فعالة للقضاء على ظاهرة هجرة تلاميذ البكالوريا مقاعد الدراسة ـ حسب ذات النقابي ـ الاعتماد على البطاقة التركيبية أي التقويم المستمر لعمل التلميذ خلال الموسم الدراسي في معدل البكالوريا.
تدريب التلاميذ على امتحان تقييم المكتسبات في شهر.. التحدي الآخر
بالنسبة لامتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الإبتدائي المستحدث هذه السنة بالنسبة لأقسام السنة الخامسة، بعد إلغاء الوزارة امتحان شهادة نهاية المرحلة الابتدائية المعروف باسم "السانكيام"، فسيشرع في إجرائه في 30 أفريل الجاري ويمتد إلى غاية 25 ماي المقبل، ويشمل كل المواد التعليمية المقررة في السنة الخامسة باستثناء مواد التربية الموسيقية والتربية التشكيلية والتربية البدنية والرياضية بالنسبة للسنة الدراسية 2022 / 2023، وفق تقييمات كتابية في ثماني مواد هي اللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والرياضيات بمدة ساعة ونصف لكل واحدة، إضافة إلى التربية الإسلامية والتاريخ والجغرافيا، وأيضا التربية العلمية والتكنولوجية والتربية المدنية بـ45 دقيقة لكل واحدة.
وخلال مدة شهر التي تسبق انطلاق الامتحان سيقوم الأساتذة بتدريب التلاميذ على هذا الامتحان، لا سيما وأن المعنيين سيكونون على موعد مع تقويمات في كل المواد بشكل مستمر دون أن يتم إبلاغهم بذلك حفاظا على الهدف من هذا الامتحان، وتقييم مهاراتهم في كل مادة على حدة دون اللجوء إلى تنقيطهم.
وسيتم إجراء هذا الإمتحان في إطار غير رسمي بمعنى إخضاع التلاميذ للفروض لاكتشاف مهارات كل تلميذ بهدف تشخيصها ـ حسب تعليمات الوزارة ـ التي أكدت على أنه لا يهم في هذا الإطار امتحان جميع تلاميذ القسم الواحد في نفس المادة أو في نفس اليوم مادام أنه لن يتم إبلاغهم أوتحضيرهم مسبقا، وهو ماي جسد الغاية من امتحان تقييم المكتسبات الذي ينتهي بدفتر تقييم يقدم إلى الأولياء.
ولقي قرار اعتماد امتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي ترحيبا واسعا من قبل مهنيي القطاع وأولياء التلاميذ الذين رافعوا لأجله طيلة سنوات، لأنه يساهم ـ حسبهم ـ في تخفيف تعب الأولياء النفسي والمادي في التحضير لامتحان لا وزن ولا أهمية له، كما سيوفر أموالا طائلة كانت تصرف في تحضير وإجراء "السانكيام".