الأستاذ بالمسجد العتيق في العفرون عبد الرزاق بن عامر لـ"المساء":

تعليم القرآن للأبناء لا ينبغي ربطه بشهر رمضان فقط

تعليم القرآن للأبناء لا ينبغي ربطه بشهر رمضان فقط
الأستاذ بالمسجد العتيق في العفرون عبد الرزاق بن عامر
  • القراءات: 678
رشيدة بلال رشيدة بلال

تستقطب المدارس القرآنية خلال شهر رمضان، اهتمام فئة كبيرة من الأطفال، خاصة صغار السن، وحسب أستاذ التعليم القرآني بالمسجد العتيق في العفرون، عبد الرزاق بن عامر، فإن الملاحظ بأن الأطفال يأتون إلى المدارس القرآنية من تلقاء أنفسهم، وليس بدافع من أوليائهم، ما يعطي الانطباع بأن هذا الأمر جد إيجابي، لكن المؤسف، أن هذا الإقبال سرعان ما يتراجع بعد رمضان مباشرة، بسبب عدم حرص الأولياء على بقاء أبنائهم في المدارس القرآنية، رغم أن التجارب أثبتت أهمية التعليم القرآني في تفوق عدد كبير من الأطفال.

تزامن العطلة المدرسية مع شهر رمضان هذه السنة، جعل المدارس القرآنية، بمختلف بلديات ولاية البليدة، تعرف إقبالا كبيرا عليها، الأمر الذي استحسنه أساتذة التعليم القرآني، غير أن ما يدعو للأسف، حسب أستاذ التعليم القرآني عبد الرزاق بن عامر، أن هذا الإقبال شأنه شأن المساجد التي تعمر بالمصلين في رمضان، سرعان ما يتراجع بشكل كبير في  معظم  المدارس، مرجعا السبب إلى الالتزام بالدراسة وعدم وجود الوقت الكافي للالتحاق بالمدارس القرآنية، وهو قول غير صحيح، إذ يوضح: "المدارس القرآنية كانت ولا تزال من العوامل المحفزة والمساعدة على تفوق الأطفال في مدارسهم"، ويقول: "الكثير من التجارب تؤكد صحة ذلك، وأبسط مثال على؛ أن أغلب الحائزين على المراتب الأولى في الامتحانات النهائية، من طلبة المدارس القرآنية" .

من جهة أخرى، حمل أستاذ التعليم القرآني عبد الرزاق، المسؤولية، الأولياء الذين لا يحرصون على إلحاق أبنائهم بالمدارس القرآنية، وحرصهم على مرافقة ومتابعة أبنائهم في المدارس، بدليل قوله: "إن عددا قليلا فقط منهم يأتي به وليه إلى المدرسة القرآنية، والأغلبية منهم وبحكم تجربتي التي تزيد عن الثماني سنوات في تعليم القرآن بالمسجد العتيق، يلتحقون بالمدارس القرآنية من تلقاء أنفسهم، بدافع تقليد غيرهم من الأطفال، وأن شهر رمضان من أكثر الأشهر التي تستقبل فيها المدارس القرآنية عددا كبيرا منهم."

يرى أستاذ التعليم القرآني عبد الرزاق، بأن الرهان على ضمان استمرارية التحاق الأطفال بالمدارس القرآنية، متوقف على مدى حرص الأولياء على بقاء أبنائهم في المدارس القرآنية، موضحا بقوله: "وهو ما نعمل عليه اليوم"، مشيرا إلى أن المدرسة القرآنية بالمسجد العتيق، هذه السنة، استقبلت أكثر من 50 طفلا، وقد تم إخضاعهم لبرنامج تعليمي قرآني خاص، يقوم على معاملتهم بنفس الطريقة من حيث قراءة القرآن، لتعريفهم بالطريقة الصحيحة في قراءة القرآن بصورة جماعية، بعدها تظهر الفروق بين الأطفال من حيث الحفظ، ليتم متابعة كل واحد على حدا، حسب الصورة القرآنية التي يطالب بحفظها، لافتا بالمناسبة، إلى أن "تزامن العطلة  مع شهر رمضان، جعلنا نستقبل الأطفال مرتين في اليوم خلال الفترة  الصباحية والمسائية، بعد صلاة العصر".

يقول معلم القرآن عبد الرزاق: "ما أرغب في ترسيخه في أذهان الأولياء، وهو ما تعلمناه على يد أستاذتنا، أن الطفل عندما يأتي إلى المدرسة القرآنية، حتى وإن لم يحفظ القرآن، فإن مجرد وجوده في المدرسة واستماعه فقط، هذه في حد ذاتها تربية"، من أجل هذا، أؤكد وأقول بأن "الأولياء لا ينبغي عليهم النظر إلى المدارس القرآنية على أنها قد تتسبب في تراجع مستوى أبنائهم، بل على العكس من ذلك، تعد المدارس القرآنية منارة علمية تربوية، وأكثر من هذا، فإن تعلم القرآن الكريم يطرح البركة"، لافتا في السياق، إلى أن المدارس القرآنية تراعي دائما توقيتها المدرسي، ويكون برنامج التعليم مناسبا مع  المدارس.

يختم أستاذ التعليم القرآني حديثه بالقول: "نتمنى أن يتم تحفيز الأطفال وتشجيعهم على الارتباط بالمدارس القرآنية، وأن لا يكون وجودهم بها موسمي في شهر رمضان، أو خلال العطلة الصيفية فقط، خاصة أن عددا منهم، بحكم تجربتنا، ورغم الملهيات الكثيرة، لديهم رغبة في تعلم القرآن الكريم".