انطلق تصوير الفيلم الوثائقي الموسوم بـ"أيقونة الصغار"، مؤخرا، إذ يروي على مدار 26 دقيقة، المسار الثوري لشهيد معركة الجزائر، الطفل عمر ياسف، المعروف ثوريا بـ"الصغير عمر"، الذي سقط شهيدا ولم يكن عمره يتجاوز 14 سنة، رفقة الشهداء حسيبة بن بوعلي، علي لابوانت وبوحميدي.

أوضح مؤلف العمل، الكاتب الصحفي عبدالكريم شقروش في تصريح لـ"المساء"، أن إدارة العمل تكفل بها المخرج حكيم بودابة، أما الإنتاج فيعود لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، في حين تتولى الإنتاج التنفيذي، الشركة الخاصة "توليب برود" لنسيمة موساوي.

في السياق، أضاف محدث "المساء" الذي يتولى أيضا مهام مساعد المخرج الأول في هذا الوثائقي، أن "المشاهد التمثيلية الرئيسية ستحركها نخبة من الممثلات والممثلين، في مقدمتهم الممثلة القديرة عايدة كشود، والممثلة الصاعدة نيسة بلباي، ناهيك عن طاقم تقني متكامل، يتألف من كبار فنيي الصورة والصوت.

من جهة أخرى، قال شقـروش، إن هذا الفيلم الوثائقي ما هو إلا حديث جميل عن جيل كامل من رجال ونساء الوطن، الذين جابهوا الحياة بكثير من الأمل والإيمان، في حياة تكتنفها الكرامة والعنفوان. وأضاف أن العمل سيصور بالكامل في الجزائر العاصمة، وسينقل، لأول مرة، شهادات مثيرة لمن عايشوا الأحداث عن قرب، موضحا أن نصه عن الشهيد لا يشكل فقط علامة في تاريخ الجزائر الحديث والصحوة الوطنية، ولكن أيضا تناول الفترة الاستعمارية ككل، وما فيها من أهوال وجرائم ضد الإنسان والأرض والطبيعة، ولم يسلم الصغار من بطش هذا الوحش الذي جثم على الجزائر طيلة 132 عاما.

عرف عمر الصغير بخفته وسرعته ومعرفته بكل دروب حي القصبة العتيق، وكانت عيناه لا تغفلان أثناء لعبه مع أقرانه، مراقبا كل غريب يدخل الحي، ولد عمر الصغير في 7 جانفي 1944، في بيت جده بحي القصبة، كان والده أحمد صانع زراب ومدربا في فن الملاكمة، أما والداته السيدة ذهبية، فكانت ربة بيت، تشرف على أبنائها التسعة والعائلة الكبيرة ياسف.

نما وتطور الحس الوطني عند عمر الصغير من شهادات جده، التي كانت تروي بطولات الأمير عبد القادر والشيخ المقراني ومقاومة فاطمة لالة نسومر والشيخ بوعمامة، وشكلت تلك الروايات والقصص المخزونة في الذاكرة، مصدرا أساسيا في نمو وعيه الوطني.

للإشارة، عــبــد الــكريـــم شــقـــروش، متحصل على شهادات جامعية في الإعلام الآلي للتسيير والصحافة المكتوبة، ومتحصل أيضا على ديبلوم في تقنيات الكتابة السينمائية والبناء الدرامي من فرنسا، واختيرت روايته "شارع الرب" ضمن أعمال منصات إدارة مشاريع البحث والتكوين الجامعي، بإشراف أساتذة محاضرين ومساعدين وطلبة دكتوراه من جامعة وهران "2".