أستاذ العلوم السياسية بوحنية قوي لـ"المساء":

خطاب رئيس أركان الجيش ردّ على المشكّكين في مرجعية الجزائريين

خطاب رئيس أركان الجيش ردّ على المشكّكين في مرجعية الجزائريين
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بوحنية قوي
  • 293
شريفة عابد شريفة عابد

❊ توظيف الخطاب المسجدي لتعزيز الاستقرار المجتمعي

أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بوحنية قوي، أن كلمة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول، سعيد شنقريحة، خلال زيارته إلى مقر قوات الدفاع الجوي عن الإقليم نهاية الأسبوع الفارط، جاءت لسد الطريق أمام كل المحاولات الرامية إلى تقويض مقوّمات الدولة وضرب استقرارها الاجتماعي، عبر الترويج للفكر المتطرف وإحياء الخطاب الراديكالي المشكك في المذهبية الدينية للجزائريين، والتي تعد أحد مقومات الهوية الوطنية من خلال استغلال المساجد ووسائل التواصل الاجتماعي لتمرير أفكارهم.

 

شدّد بوحنية قوي، في تصريح لـ«المساء" على ضرورة توظيف جميع الآليات لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب، من خلال تعزيز دور هيئة علماء الساحل، مع اعتماد خطاب مسجدي يستند إلى المرجعية الفقهية المالكية بالتنسيق مع الهيئات والوزارات الدينية ذات الصلة. وأضاف أن خطاب رئيس أركان الجيش الوطني، جاء في سياق خاص، يتسم بانتشار خطاب ديني متطرّف، استغل أصحابه وسائط التواصل الاجتماعي ونقلها إلى المساجد، من خلال التشكيك في مقومات الهوية الوطنية ممثلة في الدين والمذهب المالكي المعتمد كمرجعية دينية للشعب الجزائري، في تكرار للنهج الذي استخدمته الجماعات المتطرفة خلال تسعينيات القرن الماضي.

وأكد أن الهدف المتوخى من هذه الحملة، يبقى ضرب استقرار الدولة الوطنية عبر إحداث شرخ في أوساط المجتمع الجزائري وضرب استقراره وتلاحمه من خلال التشكيك في هويته الدينية التي تبقى بمثابة إسمنت تماسكه وانسجامه.

وأشار بوحنية في هذا السياق، إلى أن راديكالية المتطرفين، تأتي عبر شقين، يكون الأول على صلة بكل ما له علاقة بالعنف المسلح والقتل والتخريب بينما يعتمد الشق الثاني على تمرير خطاب "ناعم"، حتى يتمكن من التسلل إلى أذهان المواطنين باعتماد خطابات التشكيك في المذهبية الدينية والعمل على تحريض وزرع بذور الانقسام الداخلي من خلال نشر أفكار متطرفة ومتعصبة. وأكد في سياق هذه المقاربة على وجود أطراف تحاول إحداث شرخ بين المؤسسة العسكرية والشعب ضمن رهان خاسر وطنيا ودوليا.

وقال إن الجهات الراعية لفكر التطرّف، تسعى بشتى الطرق والأساليب للسيطرة على قنوات هامة لإيصال فكرها وتوسيع نطاق بثه وفي مقدمتها المساجد بما يستدعي التسلح بأعلى درجات اليقظة لمنع كل محاولة لضرب استقرار الجزائر والمساس بالهوية الوطنية من خلال الحفاظ على المرجعية المالكية السائدة في بلادنا منذ عدة قرون. وأشار بوحنية قوي، إلى أن أصحاب الفكر المتطرف يعملون على إعادة تسويق أفكارهم باستغلال كل فرصة لتحقيق مبتغاهم بزعم انهم يمتلكون " الحقيقة الدينية"، ولكن هدفهم الخفي يبقى، تقويض أسس الدولة باستهداف عناصر هوية مجتمعها وضرب استقرارها .

واعتبر الأستاذ بوحنية، أن الوضع الجديد يستدعي التحرك على عدة مستويات، لمكافحة التطرف العنيف ومنع انتشاره، يقوم الأول على تطوير قدرات المؤسسة العسكرية واحترافية أفرادها، بينما يقوم الثاني على اعتماد مقاربة "لينة" ومنها تعزيز دور هيئة علماء الساحل التي يقع مقرها في الجزائر، على يعتمد المستوى الثالث على تطوير مناهج التعليم الديني المدرسي والجامعي، أما المستوى الرابع فيتم بتوظيف الخطاب الديني المسجدي المعتمد على المرجعية الفقهية المالكية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية ومختلف الهيئات المعنية بذلك. وشدّد في الأخير على ضرورة تظافر جهود الجميع للمحافظة، على استدامة السلم وتصدير المقاربة الجزائرية كرؤية ناجعة، لتحقيق الاستقرار والسلم في مناطق التوتر، على خلفية دينية.