بالموازاة مع تحركاتها لوقف الاقتتال بهذا البلد الشقيق

الجزائر تشرع في إجلاء أفراد الجالية المقيمين بالسودان

الجزائر تشرع في إجلاء أفراد الجالية المقيمين بالسودان
  • القراءات: 415
محمد . ب محمد . ب

شرعت الجزائر، أمس، في عملية إجلاء أفراد الجالية الوطنية المقيمين بالسودان الراغبين في مغادرة هذا البلد الشقيق الذي يعيش اضطرابات أمنية، وكذا طاقم سفارة الجزائر بالخرطوم، وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.

جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج "أنه تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وفي إطار الإجراءات المتخذة للتكفل بأعضاء الجالية الوطنية المقيمين بجمهورية السودان، إثر الأزمة المؤسفة التي يشهدها هذا البلد الشقيق، تعلن وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج عن اطلاق عملية إجلاء أفراد الجالية الوطنية المقيمين بالسودان والراغبين في مغادرة هذا البلد، وكذا طاقم سفارة الجزائر بالخرطوم، ابتداء من 24 أفريل 2023 (أمس)، حيث تم توفير كافة الإمكانيات والوسائل من أجل إنجاح هذه العملية".

وأكدت وزارة الخارجية في ذات البيان أنها تتابع عن كثب الوضع بالسودان، عبر خلية الأزمة التي تم تشكيلها لهذا الغرض تحت رئاسة الأمين العام للوزارة، داعية المواطنين الجزائريين المتواجدين بهذا البلد إلى توخّي "أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء في تواصل دائم مع مصالحها من أجل الإبلاغ عن مستجدات أوضاعهم، عبر الرقم الأخضر 21504500 00213 والبريد الالكتروني cvgc.alertes@mae.dz ".

وسبق للجزائر التي تترأس حاليا مجلس جامعة الدول العربية، أن عبرت عن قلقها الشديد إزاء تأزم الأوضاع الأمنية في السودان الشقيق والذي يشهد اشتباكات عنيفة منذ منتصف الشهر الجاري، حيث أكدت رئاسة الجمهورية في بيان لها، أنها تتابع ببالغ القلق تطوّرات الأوضاع في جمهورية السودان بعد الاشتباكات الخطيرة والمواجهات بالأسلحة الثقيلة التي تم تسجيلها في العاصمة الخرطوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع وما تخلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات. وانطلاقا من علاقات الأخوة والروابط التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، دعت الجزائر جميع الأطراف السودانية إلى وقف الاقتتال وتغليب لغة الحوار لتجاوز الخلافات مهما بلغت درجة تعقيدها. كما أهابت بجميع الأشقاء، العمل على إعلاء المصلحة العليا للوطن، معتبرة بأن جمهورية السودان أحوج ما تكون في هذا الوقت، إلى تضافر جهود أبنائها لإنهاء الأزمة الراهنة وتحقيق التطلّعات المشروعة للشعب السوداني الشقيق في استعادة أمنه واستقراره وبناء دولة ديمقراطية وعصرية.

ولم تكتف الجزائر بالتعبير عن قلقها إزاء التصعيد الحاصل في هذا البلد الشقيق، بل سارعت إلى المطالبة بتحرك عاجل للمجموعة الدولية من أجل استعجال عودة الأمن والاستقرار إلى السودان من خلال وقف الاقتتال وتغليب لغة الحوار بين الفرقاء، وتجلى ذلك في مبادرتها التي عرضها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في رسائل وجهها إلى كل من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ورئيس الاتحاد الإفريقي، عثمان غزالي والأمين التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية ايغاد، ورقنه جبيهو، في إطار متابعته الدقيقة والمستمرة للتطوّرات الخطيرة الدائرة في السودان.

وشدّد السيد تبون في رسائله على أن التطوّرات الخطيرة التي تشهدها السودان بتعقيداتها الداخلية وتداعياتها الخارجية أضحت تفرض تحديا مشتركاً يتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين، داعيا إلى التحرك المشترك وبشكل عاجل لتفادي المزيد من التصعيد ووقف الاقتتال بين السودانيين وتجنيب الشعب السوداني مخاطر الانزلاق في دوامة العنف الدموي..

وأكد الرئيس تبون في سياق متصل، استعداد الجزائر لتكثيف جهودها بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل المساهمة الفعلية في الجهود والمساعي الجماعية الرامية لوقف الاقتتال بين الأشقاء السودانيين وحثهم على العودة السريعة إلى المسار السلمي لحلّ الأزمة بطريقة نهائية ومستدامة، داعيا إلى التفكير في مسعى مشترك وموحد بين الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، و"الايغاد" من أجل مساندة السودان لتجاوز أزمته..

كما شكل قلق الجزائر إزاء الوضع في السودان، محور مباحثات مكثفة أجراها الرئيس تبون خلال تواصله مع عدد من قادة العالم، على غرار الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي بحث معه تطورات الوضع الأمني "الخطير والمؤسف" في السودان وسبل إيجاد حل، لاحتواء الوضع سياسيا، ووقف الاقتتال بين الأشقاء في شهر رمضان عبر اتباع أسلوب الحوار وإعلاء المصلحة العليا.

وبرز قلق الجزائر مما يعيشه السودان الشقيق أيضا، في خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الموجّه للشعب الجزائري بمناسبة عيد الفطر المبارك، حيث أشار إلى أن الاحتفال بعيد الفطر المبارك "لا يجب أن ينسينا معاناة إخواننا في فلسطين المحتلة... وحالة الفرقة التي طالت أشقاءنا في السودان"، مجددا بالمناسبة دعوته للفرقاء في هذا البلد بضرورة تغليب لغة العقل والمصلحة العليا للوطن "للحفاظ على أمتنا العربية والإسلامية".