أضرب عن الطعام 87 يوما احتجاجا على اعتقاله وظروف سجنه
إدانة واسعة لاستشهاد الأسير الفلسطيني خضر عدنان
- 503
خلف إعلان وفاة الأسير الفلسطيني، خصر عدنان، الذي استشهد في معتقلات الاحتلال، أمس، صدمة في الشارع الفلسطيني الذي اختلطت مشاعره بين الحزن والغضب لاستمرار الانتهاكات الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني العزل وخاصة الأسرى منهم. واستشهد حضر عدنان البالغ من العمر 45 عاما، بعد إضراب عن الطعام دام 87 يوما احتجاجا على اعتقاله التعسفي وسوء معاملة إدارة سجون المحتل الصهيوني.
وراحت إدارة سجن الاحتلال، التي تفنّنت في انتهاج أسلوب الإهمال الطبي ضد الأسرى، تلقي باللوم على الأسير الشهيد، حيث زعمت أنه تم العثور عليه فاقدا للوعي في زنزانته وتم نقله على المستشفى ضمن رواية تبقى حلقاتها ناقصة على اعتبار أن سلطات الاحتلال ترفض التحدث عن ظروف اعتقال الأسرى المحرومين من أبسط الحقوق وانتهاكاتها وخروقاتها للقوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الأسرى. وهو ما أكدته ضمنيا منظمة "أطباء لحقوق الإنسان إسرائيل" التي زارت مؤخرا خضر عدنان في زنزانته ودعت إلى إسعافه الفوري بعدما أكدت أن حياته في خطر. و ذكرت المنظمة على إثر استشهاده أن "خضر عدنان اختار الإضراب عن الطعام في أسلوب غير عنيف للاحتجاج ضد الظلم الذي يتعرض له هو وشعبه".
وقالت حرمه، رندا موسى، في ندوة صحفية عقدتها أمس بمنزله بمنطقة "عرابة" شمال الضفة الغربية المحتلة بأن وفاته "فخر"، مشيرة إلى ظروف اعتقاله "الجد صعبة" ورفض سلطات الاحتلال تحويله الى مستشفى مدني والسماح بزيارة محاميه. وحيت حركة الجهاد الاسلامي التي توعدت بالانتقام لاستشهاد خضر عدنان في معتقلات الاحتلال، واصفة وفاته بـ "القوية والمشرفة" وقالت إنه "لو لم يكن للشعب الفلسطيني أشخاص مثل الشيخ خضر لما كان لقضيتنا أي صدى".
وأطلقت المقاومة الفلسطينية، مباشرة بعد إعلان استشهاد خضر عدنان ، قذائف صاروخية انطلاقا من قطاع غزة باتجاه العمق الإسرائيلي، سارع جيش الاحتلال كعادته للرد بقصف القطاع في مؤشر على تصعيد عنيف قد يقود إلى اندلاع مواجهات جديدة بين الطرفين. وأثار استشهاد الأسير الفلسطيني، موجة ادانة عارمة، حيث أكد محمد أشتية رئيس الوزراء الفلسطيني، أن الاحتلال الصهيوني وإدارة سجونه نفذوا جريمة اغتيال متعمدة بحق الأسير خضر عدنان برفض طلب الإفراج عنه وإهماله طبيا وإبقائه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي.
وحملت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة الكيان الصهيوني ، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة. وطالبت في بيان صحفي لجنة التحقيق الدولية المستمرة بالتحقيق في ملابسات هذه الجريمة، باعتبارها جزءا مما يتعرض له الأسرى من تنكيل واختطاف وقمع وسلب لحقوقهم وحريتهم، مؤكدة أنها سترفع ملف هذه الجريمة للجنائية الدولية.
ونفس موقف الإدانة عبرت عنه منظمة التعاون الإسلامي التي حملت الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن استشهاده نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد. وأدانت في بيان صحفي جميع إجراءات الاحتلال التعسفية والمعاملة غير الإنسانية ضد الأسرى الفلسطينيين وحرمانهم من الحقوق الأساسية التي كفلتها لهم الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة، مطالبة الهيئات الدولية المختصة بالتدخل السريع لحماية حقوقهم والضغط على الكيان الصهيوني من أجل وقف انتهاكاتها المستمرة ضدهم والإفراج الفوري عنهم.
كما أدانت جامعة الدول العربية جرائم الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني بصورة ممنهجة بحق الاسرى الفلسطينيين، والتي أدت إلى استشهاد الأسير خضر عدنان، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مثل هذه الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين.
وحذرت الجامعة العربية من صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية عن هذه الجرائم وطالبت بوضع حد لهذا المسلسل الإجرامي والقتل البطيء عبر الإهمال الطبي المتعمد والممنهج الذي يواصل انتهاجه الاحتلال الصهيوني بحق الاسرى الفلسطينيين على مرأى ومسمع دول وشعوب العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية. وعم إضراب شامل كافة المحافظات الفلسطينية أمس تنديدا باستشهاد الأسير خضر عدنان بعد معركة إضراب عن الطعام استمرت لمدة 87 يوما رفضا لاعتقاله.
وأعلنت القوى الوطنية الفلسطينية الإضراب في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة في كافة مناحي الحياة استنكارا للجريمة، محملة الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة. وبارتقاء الأسير خضر عدنان يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 شهيد منذ عام 1967 منهم 75 نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد "القتل البطيء" التي تمارسها ادارة سجون الاحتلال الصهيوني.