اقترح مبادرة لصالح الجزائر وانسحب من الحركة.. بن قرينة:

من يشوّه ويتعرض لمؤسّسات الدولة بالسوء فهو خائن

من يشوّه ويتعرض لمؤسّسات الدولة بالسوء فهو خائن
رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة
  • القراءات: 454
   مليكة .خ مليكة .خ

❊ الجزائر تسير نحو التجديد ضمن رؤية واعدة

أعلن رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، أمس، التنحي من حركة البناء الوطني، مشيرا إلى أنه لم يحسم بعد أمر ترشحه من عدمه للرئاسيات المقبلة، في حين اقترح مبادرة دون الكشف عن تفاصيلها، الهدف منها تفادي تحوّل الجزائر إلى ساحة للفوضى، مستطردا بالقول "سموها كما تريدون، المهم أن نكون مجتمعين مع بعض كنخبة وطنية من رؤساء أحزاب وجمعيات ونقابات".

قال بن قرينة خلال المؤتمر الوطني لحزبه المنعقد بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال تحت شعار "بصمتنا في عالم جديد: مواطن فاعل- وطن سيد- مجتمع متماسك- دولة محورية"، "اعذروني أن أنسحب من منصب القيادة وأترك لكم الخيار في القائد الذي تريدونه"، مضيفا أن البلاد "سائرة نحو التجديد ضمن رؤية واعدة "للجزائر الجديدة". وأضاف أن "حالة الاستقرار السياسي الذي تشهده بلادنا رغم كل ما يحوط بها من تعقيدات إقليمية وتحديات اقتصادية وأمنية، إنما هو ثمرة من ثمار الخيار الدستوري الذي استرجعنا به الجمهورية وجنب الوطن مخاطر المرحلة الانتقالية المهددة لهوية الأمة الجزائرية وسيادتها". وقال "إن الجزائر بسبب أصالة خياراتها المبدئية، أصبحت مستهدفة من طرف قوى معادية، تريد أن تختلق الأزمات، وتحيك المؤامرات والدسائس قصد عرقلة مسار بناء الدولة الجزائرية المحورية، التي تطلّع إليها الشهداء الأبرار والمجاهدون الصادقون".

وأشار إلى أن تجارب الجزائر عبر التاريخ الطويل أكدت فشل كل حملات الفتنة والتفرقة التي حرّكها الطامعون في النيل من أمنها وسلامة ترابها المحروس بسواعد أبنائها البواسل، من أقصى جنوب الوطن إلى أقصى شماله ومن شرقه إلى غربه.

الجيش نجح في منع اختراق الحراك

وعبر بن قرينة عن يقينه "بأن جيشنا الشعبي السليل بقيادة رئيس الجمهورية وزير الدفاع الذي استطاع أن يحرّر البلاد من مستعمر الأمس واستطاع أن يحمي البلاد من فتنة الإرهاب، واستطاع أن يرافق الحراك ويمنع اختراقَه، قادر على مواجهة أشد التهديدات".

وأوضح أنه لا مناص "من التفاهم والتنازل حتى تكون مؤسّساتنا منسجمة ومتناغمة (..) من خلال تحمّل وتقاسم الأعباء لبناء الجزائر الجديدة"، فضلا "عن التخندق مع الشعب حتى يكون قرارنا سيدا وأن نكون داعمين لدبلوماسيتنا النشطة لتكون فاعلة ومؤثرة ولتكون نخبنا يقظة ومجنّدة تصنع الأفكار وتقود المبادرات". واعتبر رئيس الحركة في حديثه عن التنمية الاقتصادية، أنها تمثل "الرهان الحقيقي" للمحافظة على مكسب الأمن والاستقرار والإصلاح والتنوّع والمبادرة الوطنية، مثمّنا في ذلك "الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للحفاظ على كرامة المواطن والتخفيف من آثار الأزمات عليه، إلى جانب اهتمامه بالمجتمع المدني وممارسة الحقّ النقابي وتعزيز الحريات".

وإذ تطرّق رئيس حركة البناء الوطني، للمعارك غير الشريفة التي تواجهها الجزائر اليوم مثل معركة البطاطا والحليب والبصل والزيت، فقد أشار إلى أن الشعب الجزائري أقوى من أن تهزمه هذه المعارك التي تريد أن تفقده الثقة في مؤسّسات دولته، التي ينبغي أن يكون هدفها الأساسي هو خدمة المجتمع وتأمين احتياجاته لضمان تماسكه واستقراره وترقية حياة المواطن فيه نحو الرفاه والتقدّم والازدهار.

ولدى تطرّقه إلى الشأن الدولي، نوّه رئيس الحركة بإنجازات الدبلوماسية الجزائرية وعودتها القوية إقليميا ودوليا، داعيا إلى ضرورة إنهاء الاحتلال في الصحراء الغربية ودعم الشعب الفلسطيني وتغليب الحوار في حلّ مجمل القضايا العربية والإقليمية، مثمّنا في السياق، تحمّل الجزائر لمسؤوليتها في عقد القمة العربية بعد سنوات وجهودها في لمّ الشمل العربي. وقال إن المستعمر المغربي ما زال مستمرا في سلوكاته العدوانية، التي لا تحترم الجوار ولا القرارات الإفريقية والأممية في ملف النزاع الصحراوي، مضيفا أن ما يجمع الشعبين الجزائري والمغربي أكبر من أن تؤثر فيه سياسات المخزن الذي باع قراره وضميره.

وأكد موقف الجزائر شعبا وحكومة الداعم للشعب الفلسطيني والرافض لمشاريع التطبيع مع الكيان الغاصب، مضيفا أنه موقف مبدئي منسجم مع مبادئ قيم ثورة نوفمبر المجيدة. ولفت إلى أن انعقاد المؤتمر الثاني للحركة يأتي في خضم تحوّلات دولية ويرجى منه المساهمة مع شرفاء الوطن في تحمّل أي أعباء متوقعة في بناء الجزائر الجديدة، مضيفا أن اختيار شعار المؤتمر "يعكس استراتيجية الحزب ورغبته في وضع بصمة إيجابية مع الشركاء، من منطلق أن الجزائر سائرة نحو التجديد ضمن رؤية مستقبلية واعدة".

وشهدت جلسة افتتاح المؤتمر حضور وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد ممثلا لرئيس الجمهورية، إلى جانب عدد من أعضاء الحكومة وشخصيات وطنية ورؤساء أحزاب وممثلي المجتمع المدني، فضلا عن ممثلي السلك الدبلوماسي وشخصيات عربية وأجنبية ومناضلي الحركة عبر التراب الوطني.