دعا لاستعادة روح نوفمبر للذود عن البلاد.. قوجيل:
جزائر الرئيس تبون حريصة على سيادتها ومواجهة الأعداء
- 609
❊ موقفنا ثابت إزاء التطبيع مع الصهاينة.. وما تمّ مع المغرب هو تهديد للجزائر
❊ الرئيس تبون ترشّح باسم الشعب وتخلّى عن صفة الفخامة
❊ عبقرية الثورة يظهرها تجاوز الخلافات وتوحيد الصفّ
أكد رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، أن الحديث عن عودة روح نوفمبر 1954 في المرحلة التي تعيشها الجزائر حاليا، تعني العمل من أجل الذود عن البلاد وسيادتها وإعلاء كلمتها في المحافل الدولية وهو ما يتحقق الأن، حسبه، بفضل السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
وقال قوجيل لدى استضافته في أول عدد لمنتدى وكالة الأنباء الجزائرية، إن الفترة التي تعيشها الجزائر حاليا تحت قيادة رئيس الجمهورية، تسير في اتجاه "الحفاظ على سيادتها ومكانتها ومواجهة الأعداء في الداخل والخارج"، مبرزا في الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية، لملف الذاكرة، حيث أشار إلى اختياره تاريخ أول نوفمبر لتنظيم الاستفتاء حول الدستور، لما لهذا التاريخ من رمزية عظيمة، وإعادة إحيائه لمبادئ الثورة التحريرية المجيدة التي كانت "ثورة بلا زعامة ورفعت شعار من الشعب وإلى الشعب وتعويض الأفراد بالعمل الجماعي"، وهو ما فعله الرئيس تبون الذي "ترشح باسم الشعب وتنازل عن لقب الفخامة وأعاده للشعب".
كما تطرّق قوجيل إلى مختلف محطات مقاومة الاستعمار الفرنسي بدءا بمجازر ماي1945 ومراحل التحضير لثورة التحرير، وهجومات الشمال القسنطيني في سنة 1955 ثم مؤتمر الصومام، وصولا إلى اتفاقيات إيفيان واسترجاع السيادة الوطنية. وأكد أن الدروس التي ينبغي استخلاصها من مختلف هذه المراحل، هي "عبقرية الثورة الجزائرية في تجاوز خلافات كل مرحلة، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الفردية وتوحيد الصفوف تحت راية الوطن"، مشددا على ضرورة "استرجاع هذه المبادئ والعمل بها".
كما تطرّق رئيس مجلس الأمة إلى هبة الشعب الجزائري بكل أطيافه لحماية البلاد من الخطر الخارجي في مختلف محطات تاريخه، مستدلا بما وقع سنة 1963 حينما اعتدى المغرب على الجزائر التي لم تكن قد لملمت جراحها بعد، مشيرا إلى أن المغرب يومها كان يعوّل على خلافات قادة الثورة الذين جابهوا الأطماع المغربية التوسعية بتلاحمهم ودفاعهم عن وحدة الوطن، ملحا على ضرورة استلهام الدرس، قبل أن يضيف بأن ما حدث في تلك الفترة كان له انعكاس في تحويل جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي، ليكون بذلك "مرتبطا بالوطن والشعب خلافا لباقي جيوش العالم".
ودعا قوجيل وسائل الإعلام الوطنية إلى مرافقة مؤسّسات الدولة في مجابهة محاولات ضرب استقرار الجزائر والنيل من استقلالية قرارها، من خلال توحيد الصفوف والقيام بدورها على أكمل وجه في ظل التغيرات العالمية الراهنة، مشدّدا على أن "الحروب الإعلامية أصبحت أخطر على الدول والشعوب من الحروب الكلاسيكية".
وأضاف أن الإعلام "ينبغي أن يكون في مستوى التحديات الراهنة، وذلك بسلاح القلم والكلمة وبنقل الحقيقة وتبليغها للشعب الجزائري وللعالم بأمانة وبما يخدم مصالح الوطن"، مؤكدا أن جهود الدولة ومكوّنات المنظومة الإعلامية، تصب في إطار تجاوز كل ما من شأنه أن يحول دون قيام وسائل الإعلام بدورها في الحفاظ على استقرار البلاد والدفاع عنها، من خلال مراجعة الإطار القانوني المنظم للقطاع.
كتابة التاريخ بأقلام جزائرية لتفادي التزييف
خلال النقاش الذي أعقب مداخلته، شدّد رئيس مجلس الأمة على ضرورة مواصلة كتابة تاريخ الجزائر من طرف الجزائريين أنفسهم، تفاديا لكل تزييف أو تحريف، وذلك صونا لذاكرة الأمة، قائلا "يجب أن نواصل كتابة تاريخنا بأنفسنا ونقف في وجه التزييف الذي قد يطاله، حتى نحافظ على ذاكرتنا الوطنية". كما دعا إلى تدعيم تدريس مادة التاريخ "لاسيما منه المتعلق بالحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر في البرامج التربوية، ونقل الحقائق التاريخية على لسان صناعها وعدم تشويهها"، مؤكدا بأنه "يجب عدم ترك المجال للآخرين للخوض في تاريخنا وحرمان أبنائنا من مرجعيته".
ورد قوجيل على أسئلة تعلقت بالمخاطر التي تحدق بالجزائر، لاسيما في محيطها الإقليمي، مؤكدا أن تحركات الكيان الصهيوني في المنطقة ولجوء المغرب إلى تطبيع علاقاته معه، يعتبر "تهديدا مباشرا للجزائر، وليس للقضية الفلسطينية فقط"، مشيرا إلى أن علاقات نظام المخزن مع هذا الكيان "قديمة وليست وليدة الساعة وما كان خفيا في السابق، ظهر جليا إلى العلن".