ترقب ساد الشارع التركي لمعرفة رئيسهم الجديد

معركة أرقام ونسب مئوية تحتدم بين أردوغان وأوغلو

معركة أرقام ونسب مئوية تحتدم بين أردوغان وأوغلو
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه العلماني كمال كليجدار أوغلو
  • القراءات: 642
ق. د ق. د

إلى حدود منتصف ليلة أمس، بقي السجال محتدما بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه العلماني كمال كليجدار أوغلو مما أعطى اللجوء إلى إجراء دور ثان اكثر ورودا بعد فرز  96,15 بالمئة من أصوات الناخبين بعد أن حصل الرئيس التركي على 49,44 من المائة من الأصوات بينما حصل منافسه على 44,86 بالمائة  من إجمالي الأصوات المعبر عنها.

وسيجد الرئيس التركي، نفسه مضطرا على خوض جولة انتخاب ثانية ومواجهة منافسه، الذي أخلط عليه حساباته في تحقيق الفوز منذ الدور الأول وتفادي الدخول في معركة انتخابية ثانية يوم 28 ماي الجاري.

وبقي الأتراك يتابعون أطوار عملية الفرز لحظة بلحظة منذ إغلاق صناديق الاقتراع في حدود الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي وسط حالة ترقب لم يسبق أن عرفتها انتخابات رئاسية سابقة في هذا البلد بما أكد على قوة الحملة الانتخابية التي خاضها المتنافسان الرئيسيان في هذا الاستحقاق.

وبعد أن أعطت أولى نتائج الفرز تقدما كبيرا للرئيس التركي الحالي إلا أنها نتائج لم تصمد كلما تواصلت عمليات فرز الأصوات من 53 بالمئة التي كانت تؤهله للفوز منذ الدور الأول إلى تحت عتبة 50 بالمئة التي تفرض عليه خوض دور ثان الذي لم يكن يريد دخوله بعد أسبوعين من اليوم.

وأكدت وكالة "أناضول" الرسمية في بداية عملية الفرز أن أردوغان حصل على 52,4 من المائة من أصوات الناخبين البالغ عددهم أكثر من 64 مليون ناخب، بعد فرز أكثر من 43 من المئة من الأصوات المعبر عنها وحصل منافسه سوى على 41 من المائة بينما لم يحصل المرشح الثالث، سنان اوغان، سوى على 5 من المائة من الأصوات.

وسارع كمال كليجدار أوغلو إلى الطعن في هذه الأرقام وقال "نحن المنتصرون"، وأضاف باتجاه أنصاره لا تصدّقوا أرقام وكالة "أناضول" في وقت دعا فيه اكرم اماموغلو، رئيس بلدية إسطنبول  وأحد أكبر الداعمين له، إلى تجاهل الأرقام التي قدّمتها وكالة الأنباء الرسمية لأنها ــ كما قال ــ فاقدة لكل مصداقية.

وانتهت عمليات التصويت في حدود الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي في ظروف عادية ودون تسجيل أي حوادث تذكر فندت المخاوف التي سادت قبل موعد الانتخابات بسبب التوتر الذي شهدته الحملة الانتخابية بين قطبي المعادلة السياسية الاسلامي، رجب طيب أردوغان والعلماني، كمال كليجدار أوغلو.

وأدلى الناخبون الذين توافدوا حتى الدقائق الأخيرة بأصواتهم في مغلفات خضراء كبيرة داخلها بطاقة لاختيار الرئيس التركي للسنوات الخمس المقبلة وأخرى لاختيار أعضاء البرلمان الـ600.

وشرع مباشرة بعد انتهاء عملية التصويت في فرز الأصوات لتحديد الفائز في هذا الاستحقاق الذي صعب التكهن بنتيجته في ظل تقارب حظوظ المرشحين الرئيسيين.

ويكفي لأي من المترشحين، الحصول على 51 بالمئة من أصوات الناخبين للتربع على كرسي الرئاسة التركية للخمس سنوات القادمة وتفادي التوجه إلى تنظيم دور ثان مقرر إجراؤه يوم 28 من الشهر الجاري في حال لم يتمكن أي من المرشحين تجاوز هذه النسبة.

وعبر أردوغان الذي أدلى بصوته في مكتب تصويت بحي محافظ على الضفة الآسيوية لمدينة اسطنبول، عن أمله في "مستقبل جيد للبلاد وللديمقراطية التركية"، مؤكدا على "حماسة الناخبين" وخصوصا في المناطق المتضررة من جراء زلزال السادس فيفري الماضي الذي راح ضحيته قرابة 50 ألف تركي.

وقال مرشح المعارضة الرئيسي، كمال كيليشدار أوغلو، بعد الإدلاء بصوته في العاصمة أنقرة،  لقد "اشتقنا جميعا للديمقراطية ونفتقد وقوفنا معا ومعانقتنا لبعضنا البعض"، وأضاف باتجاه أنصاره أن "الربيع يعود إلى هذا البلد إن شاء الله وسيستمر إلى الأبد".

وكان التنافس قويا لاختيار الرئيس الـ13 لتركيا في ثالث اقتراع عام مباشر يشهده هذا البلد الاسلامي بعد قرن على تأسيس الجمهورية التي تبدو منقسمة أكثر من أي وقت مضى، في حين حقق المرشح الثالث سنان أوغان بعض التقدم.