ترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية لدعم فلسطين.. عطاف:
هذه مقترحات الجزائر لانتزاع تمثيل أممي كامل للدولة الفلسطينية
- 651
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أمس، على ضرورة بلورة الخطوات والمبادرات التي ستضطلع بها اللجنة الوزارية العربية مفتوحة العضوية، لدعم دولة فلسطين لانتزاع حق التمثيل الكامل في المحافل والمنابر الدولية، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك.
جاء ذلك خلال ترؤس الوزير عطاف، بجدة، اجتماع اللجنة الذي خصص لترسيم تشكيل اللجنة ومناقشة الخطوات العملية الكفيلة بتجسيد المهمة المسندة إليها بالتحرك على المستوى الدولي، لمساندة جهود دولة فلسطين في نيل المزيد من الاعترافات وحصولها على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام وكذا توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وقال عطاف، إنه من شأن تجسيد مطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين، المساهمة في التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة للقضية الفلسطينية ويعجّل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، كما أن انتزاع دولة فلسطين لهذه العضوية تمنحها ندّية قانونية وسياسية كخطوة تكرس سيادتها على أراضيها، وإحباط مخططات دولة الاحتلال لتقويض قيام دولة فلسطينية بمقومات الحياة.
وأضاف عطاف، أنه من شأن مساعي اللجنة المشكلة ـ وفقا للقرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية المعتمدة بقمة الجزائر ـ تذكير المجتمع الدولي، بمسؤولياته القانونية والتاريخية والسياسية تجاه القضية الفلسطينية، والتأكيد على أن الكيان الغاصب لا يضع تحقيق السلام ضمن خياراته وأولوياته، فضلا عن تعزيز المكانة الدولية لدولة فلسطين ودعم قدرتها التفاوضية لمقارعة العدو على الساحة الدبلوماسية.
وقال عطاف، إن الاجتماع يعد فرصة سانحة لتدارس أفضل السبل وبمنهجية فاعلة، لمباشرة المساعي الدبلوماسية على المستويات المطلوبة وفي الاتجاهات المعنية لحشد الدعم السياسي والقانوني لدى الدول والمنظمات الدولية، في سبيل تجسيد هذا المطلب المصيري لإنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من الصمود أمام غطرسة المحتل الإسرائيلي. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يواجه محتلا عنصريا، متطرّفا أمعن في انتهاكاته الجسيمة والممنهجة، وفي سياسته الاستيطانية دون رادع في تحد سافر لجميع القرارات الدولية.
عطاف يسلّم نظيره السعودي رئاسة القمة العربية.. دعم جزائري متجدد لمبادرة "لم الشمل"
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس، تطلع الجزائر لأن تكون القمة العربية التي ستحتضنها المملكة العربية السعودية بجدة، فرصة لمواصلة الجهود وتكثيف المساعي لكسب رهانات العمل العربي المشترك، من خلال تثمين ما يجمع الدول العربية من مقومات أصيلة وتحييد ما يفرقها من تجاذبات هامشية.
وقال الوزير، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، إن الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، وضعت أهدافا في صلب أولويات رئاستها الدورية، وهي التي اختارت "لم الشمل" عنوانا رئيسيا ومقصدا نبيلا للقمة العربية التي احتضنتها نوفمبر المنصرم"، مع السعي "بكل ثبات وعزم وإخلاص لخدمة مشاريعنا وقضايانا عبر تجسيد ما أفضت إليه لقاءات قادتنا من قرارات سديدة ومتبصرة.
وعبّر رئيس الدبلوماسية الجزائرية، عن ترحيب الجزائر ببوادر تكريس هذا التوجه الذي بدأت تتجلى ملامحه مع استئناف الجمهورية العربية السورية الشقيقة، شغل مقعدها بالجامعة العربية والخطوات التي تم اتخاذها لتطوير وتقوية العلاقات العربية ـ السورية والمساهمة بشكل جماعي في حل الأزمة في هذا البلد الشقيق، فضلا عن التقارب الحاصل في العلاقات العربية مع الجارتين تركيا وإيران.
كما أكد دعم الجزائر للمؤشرات الإيجابية للوصول إلى حل مستدام للأزمة في اليمن، بما يحقق إرادة وطموح الشعب اليمني في استعادة أمن بلاده واستقرارها، في حين أعرب عن أمل الجزائر في أن تتواصل هذه الحركية الايجابية وتتعزز في صورة توافق عربي كامل الأركان، بما يسمح بتدارك ما يجب تداركه والعمل مستقبلا على احتواء الأزمات داخل البيت العربي، بدل السماح بتدويلها وتعقيدها وتشعب أطرافها داخليا وخارجيا.
في المقابل تأسف الوزير عطاف، للتطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، جراء ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ممارسات المحتل الاسرائيلي واعتداءاته الإجرامية الممنهجة في القدس المحتلّة والضفّة الغربية وقطاع غزّة المحاصر، فضلا عن انسداد آفاق مسار السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا في هذا الصدد على ضرورة مضاعفة الجهود لفرض احترام حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال عطاف، إن الجزائر حرصت خلال قمتها على تثبيت القضية الفلسطينية على رأس أولويات العمل العربي المشترك، مع التأكيد على الطابع المركزي وتمسك الجميع بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة أركانها وضوابطها، مؤكدا مواصلة الجزائر تحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية، لمساعيها الرامية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، عبر مرافقة كافة الأطراف نحو تجسيد الاستحقاقات الوطنية المدرجة في “إعلان الجزائر للم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية” الذي وقع بالجزائر بتاريخ 13 أكتوبر 2022 من قبل جميع الفصائل الفلسطينية.
ولم يخف وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، قلق الجزائر المتزايد بسبب تواصل الأزمات السياسية والأمنية في بعض الأقطار العربية الجريحة، وظهور بؤر توتر أخرى على غرار الوضع الخطير في السودان، مشيرا إلى أن الرئيس تبون، بصفته الرئيس الدوري للقمة العربية، قام بمساع لدى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيغاد (IGAD) لبلورة مبادرة مشتركة تضمن وقف الاقتتال وحقن الدماء وإطلاق عملية سياسية شاملة لحل الأزمة.