قمة السعودية لمراجعة الخريطة السياسية للمنطقة.. بورزامة:

خطوات تكميلية لـ"إعلان الجزائر" بنظرة براغماتية

خطوات تكميلية لـ"إعلان الجزائر" بنظرة براغماتية
المحلل السياسي مصطفى بورزامة
  • 552
زولا سومر زولا سومر

❊ عودة سوريا إلى الحضن العربي بعد 11 سنة غيابا انتصار للجزائر

  قمة الجزائر تمكنت من تذليل الكثير من العقبات المتعلقة بالاقتصاد

يرى المحلل السياسي مصطفى بورزامة، أن القمة العربية التي تنعقد بالسعودية غدا، ستكون بمثابة تكملة لمتابعة مخرجات قمة الجزائر التي كانت قمة ناجحة بكل المقاييس وخرجت بقرارات جريئة، مؤكدا أن القادة العرب يجب أن يستغلوا هذا الظرف لإعادة النظر في الخريطة السياسية للمنطقة العربية بنظرة براغماتية، والتوجه نحو تعاون اقتصادي يسمح بتأسيس تكتل قوي للتكفّل بمشاكل المنطقة.

أوضح بورزامة، لـ"المساء" أمس، عشية انعقاد الدورة الـ32 لجامعة الدول العربية بجدة السعودية، أن هذه القمة من المفروض أن تواصل نجاح قمة الجزائر المنعقدة في الفاتح نوفمبر الماضي، والتي توصلت إلى قرارات جريئة وايجابية مكّنت من عودة سوريا إلى الجامعة بعد 11 عاما من تعليق عضويتها، معتبرا هذه العودة "انتصارا للجزائر" بعد كل هذه المدة من الغياب.

وعبّر محدثنا عن أمله في أن خروج قمة جدة، بتوصيات ناجحة لما تم الاتفاق عليه في قمة الجزائر وتجسيده، خاصة وأن السعودية كما قال- يشهد لها بانسجام مواقفها مع مواقف الجزائر حول العديد من القضايا التي تهم المنطقة، لاسيما بعد إعلان تأسيس مجلس أعلى للتنسيق الجزائري ـ السعودي، والذي يعوّل عليه لتقريب الرؤى وتنسيق المواقف حول القضايا المشتركة.

وذكر بورزامة، أن الاجتماعات التحضيرية للقمة التي يحضرها وزير الخارجية أحمد عطاف، لمتابعة تنفيذ مخرجات قمة الجزائر، مؤشر على أن القمة ستنتهج نفس نهج قمة الجزائر، مشيرا إلى أن القادة العرب مطالبون باستغلال اللقاء لإعادة النظر في الخريطة السياسية بنظرة براغماتية تأخذ بعين الاعتبار الظروف الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة، وتولي اهتماما بالغا للاقتصاد الذي يبقى الركيزة الأساسية لجميع هذه البلدان بجعلها تلتف نحو مصالح مشتركة تحتم عليها تقوية علاقاتها السياسية للدفاع عن هذه المصالح بإقامة تكامل عربي قادر على التصدي لمحاولات تأجيج الوضع الاقتصادي للتأسيس لنظام جديد.

كما أوضح بورزامة، أن إنجاح أي قمة يتطلب توفر إرادة سياسية قوية واتخاذ قرارات جريئة ومتابعتها بنية صادقة وجدية لتحقيق نهضة عربية في عالم تتحكم فيه التكتلات القوية مع زوال الأحادية القطبية. وقال محدثنا، بأن قمة الجزائر ذللت الكثير من العقبات المتعلقة بالاقتصاد، وهي مكاسب يجب الحفاظ عليها والعمل على تعزيزها باتخاذ إجراءات فعّالة لتجسيد التقارب المنشود وتحقيق اكتفاء ذاتي عربي بالاستفادة من الخيرات والثروات التي تزخر بها المنطقة العربية. وفي الشق السياسي أكد المختص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الدول العربية مطالبة أكثر من أي وقت مضى في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة والظروف الجيوسياسية بمراجعة حساباتها، وذلك بإعادة النظر في سياسة التطبيع مع اسرائيل التي لجأت إليها بعض البلدان.

ويتوقع بورزامة، أن تولي القمة العربية أهمية كبيرة لملف الأزمة في السودان، الذي يجب أن يدرس بجدية باتخاذ قرارات حاسمة قادرة على جمع الفرقاء على طاولة الحوار لإيجاد حل سلمي، مضيفا أن الدول المحورية في هذه القمة يجب أن تتوصل إلى الكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه الفتنة، حيث أن هناك بعض البلدان تريد تأجيج الوضع في السودان التي وصفها بـ"سلّة غذاء العرب، لما تزخر به من ثروة حيوانية وأراض زراعية لخلق أزمة تمس بالأمن الغذائي للعرب. كما ينتظر من القمة أن تتخذ قرارات بشأن الوضع في العراق، اليمن، ليبيا والأزمة الاقتصادية في تونس ومصر، حسب محدثنا الذي ثمّن في سياق متصل مبادرة الجزائر في حل الأزمة الليبية التي تمكنت من فك بعض خيوط الأزمة.