الكاتبة والناقدة الأدبية جاكلين برونو بكريشاندو:

أرفع راية الأدب الجزائري عاليا وهو يستحق ذلك فعلا

أرفع راية الأدب الجزائري عاليا وهو يستحق ذلك فعلا
الناقدة الأدبية والكاتبة جاكلين برونو
  • 631
لطيفة داريب لطيفة داريب

تساهم الناقدة الأدبية والكاتبة جاكلين برونو، في نشر الأدب الجزائري داخل الوطن وخارجه أيضا؛ من خلال كتابة مقالات أدبية وكتب، وتحديدا كتابها الذي صدر حديثا بعنوان "من خلال الأدب الجزائري" عن دار "لي براس دوشليف".

قدّمت الناقدة الأدبية جاكلين برونو، مؤخرا، بمدرسة الفنون "كريشاندو"، كتابها الأخير "من خلال الأدب الجزائري" الذي يضم 31 مقالة أدبية خطّتها في جريدة "لوشليف"، وحوارين أجرتهما مع شيخ جمعاي مخرج الفيلم الوثائقي "بصمة معركة الجزائر"، ومع محمد بومزراق المقراني، حفيد أحمد بومزراق مقراني بطل انتفاضة 1871. وتحدثت عن تعلّقها الشديد ببلدها الجزائر، والذي انجرّ عنه اهتمامها بالأدب الجزائري، وكتابته عنه في جريدة "لوشليف" بعد أن ولجت عالم الكتابة، حينما توفيت والدتها الجيجلية؛ حيث شعرت بفقدان بلدها بالكامل، وبفراغ كبير، لم تملأ بعضه إلا الكتابة التي أصبحت ملاذا لها. وهكذا صدر لجاكلين رواية، ومن ثم التحقت بالكتابة الصحفية المتخصصة في الأدب، وأصبحت تكتب المقالات الأدبية لتصدر لها أعمال عديدة، آخرها كتاب خصصته للأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية فقط؛ لعدم إتقانها اللغة العربية.

وفي هذا قالت إن تغلغلها في الأدب الجزائري مكّنها من استخلاص العديد من مزاياه التي لم تجدها في أدب آخر، ما عدا بعض النقاط التي يلتقي فيها أدبنا مع أدب أمريكا الجنوبية، مضيفة أن الأدب الجزائري تتجذر الكثير من مواضيعه في التاريخ، والتنوع الثقافي. كما يهتم مؤلفوه بالكتابة عن يومياتهم، وهو الأسلوب الذي تتبعه الكاتبة الفرنسية الحاصلة على جائزة نوبل للآداب آني إرنو، التي قالت إنها تكتب لأجل الطبقة الكادحة التي تنتمي إليها، والتي، في العادة، لا تكتب الأدب، ولا تحكي عن يومياتها.

ودائما عن خصوصيات الأدب الجزائري، قالت المتحدثة إن كثيرا من الكتابات الجزائرية يمكن أن تتحول إلى أفلام ومسلسلات؛ لأنها تُكتب في شكل سينماتوغرافي. كما إن عددا لا يستهان به من المؤلفين درسوا تخصصات علمية قد تبدو بعيدة عن الأدب، لكنها أنجبت، بدورها، أدباء مثل الكاتب الشاب محمد عبد الله المتخصص في الرياضيات، والذي أصدر مجموعة من الكتب في سنّ حديثة، وفاز بجوائز محلية ودولية. وتابعت المتحدثة أن الُكتّاب الجزائريين خاصة الشباب منهم، يكتبون بشكل مباشر لدرجة كبيرة. كما يعتمدون على الخيال كثيرا في تناولهم مسائل تهمهم، بالإضافة إلى أن أغلب كتاباتهم تنحو إلى عالم السريالية مثل الأدب الأمريكي، مؤكدة دور الأدب في مساعدتنا على إدراك الحياة بكلمات يكتبها الآخرون.

وأكدت جاكلين عدم شعورها بالخيبة إطلاقا وهي تتصفح كتابا خطّه كاتب جزائري، لتعلن عن تصميمها على مواصلة الدفاع عن الكتّاب الشباب حتى لو كتبوا مؤلَّفا يقع في عشر صفحات. وأشارت إلى التأثير الكبير للتراث الشفوي على المجتمع الجزائري، وبالأخص المتعلّق بالقصص والحكايا، مضيفة أن هذا التراث انتقل في كثير من الأحيان وعلى يد كُتاب شباب، إلى قصص مكتوبة حتى يُحفَظ في عالم الأدب، لتحيّي بذلك شجاعة هؤلاء الشباب، وكذا الناشرين، الذين مايزالون على هذا الدرب رغم الصعوبات.

وأخذت جاكلين مشعل الأدب الجزائري، وجالت به في الجزائر وخارجها. وفي هذا قالت إنها لاحظت وجود كتب لأدباء جزائريين معروفين في المركز العربي بباريس، وببعض المكتبات بفرنسا مثلا، إلا أن الأدب الجزائري لا يتلخص في بعض الأسماء، لهذا تعمّدت نشره خاصة في فرنسا، التي يهتم القارئ فيها بكل ما هو جديد. وبالمقابل، تحدثت الناقدة عن عملها في الكتابة النقدية؛ إذ تقرأ كتابا في مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، ومن ثم تكتب عنه من دون الكشف عن خاتمة الرواية في حد ذاتها؛ حتى تشوّق القارئ وتدفعه إلى قراءة هذا العمل. أما في حال الكتابة عن عمل تاريخي، فتلجأ إلى البحث عن معلومات تخصه.