يواجه اتحاد العاصمة نادي يونغ أفريكانز التنزاني، زوال اليوم، في ذهاب الدور النهائي لكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وعينه على العودة بنتيجة إيجابية، قبل لقاء العودة بملعب 5 جويلية، من أجل تأمين طريق التتويج بأول لقب إفريقي في تاريخه، بعد أن فشل في أول محطة له عام 2015، في دوري أبطال إفريقيا، في وقت يرشح الكثير من المتابعين أشبال بن شيخة للتتويج، بفضل مشوارهم المميز في البطولة.

كان اتحاد العاصمة قد وصل إلى الدور النهائي، بعد تجاوزه فريقين قويين في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي، الأول كان الجيش الملكي المغربي في الدور ربع النهائي، حيث فاز زملاء بن بوط ذهابا في الجزائر بهدفين دون رد، قبل أن يضمنوا تأهلهم إيابا، رغم الخسارة بثلاثة أهداف لهدفين. وفي الدور نصف النهائي، تجاوز أبناء سوسطارة نادي أسيك ميموزا الإيفواري، بعد التعادل أمامه سلبا ذهابا بكوت ديفوار، ثم الفوز عليه بهدفين نظيفين إيابا على ملعب 5 جويلية.

يملك الاتحاد أفضلية لعب إياب نهائي كأس "الكاف" بالجزائر، كفرصة ذهبية للفوز بأول ألقابه القارية. يراهن الاتحاد على خبرة مدربه عبد الحق بن شيخة، للعودة بنتيجة إيجابية من دار السلام، خاصة بعد أن كانت لمسته واضحة للعيان في مباراتي الدور ربع ونصف النهائيين، حيث عرف كيف يتحكم في زمام الأمور، ويُظهر فريقه في ثوب المسيطر والمتحكم في أطوار المباراة، وعلى وجه التحديد خارج ملعبه، أين عرف زملاء زواري كيف يقاومون المد الهجومي للمنافس، واعتمدوا على الهجمات المرتدة، التي كانت سلاحا فتاكا في مواجهة الجيش الملكي، وحرص بن شيخة على السفر إلى دار السلام في الوقت المناسب، على حد تعبيره، لا مبكرا ولا متأخرا، حتى يدخل لاعبوه مباشرة في أجواء مباراة النهائي بعيدا عن كل الضغوط.

من جهة أخرى، يتجه بن شيخة إلى الاعتماد على نفس التشكيلة، التي خاض بها المواجهات الأخيرة في كأس "الكاف"، من خلال توظيف بن بوط في حراسة المرمى، ورضواني وبلعيد وعليلات ولوصيف، وفي وسط الميدان على كل من شيتة وبن زازة وزواري، في حين سيشكل الثلاثي بوسليو وتوميسانغ ومحيوص، في وقت يتمنى استفاقة المهاجم محيوص، الذي صام عن التهديف في المباريات الإفريقية الأخيرة، مقابل نجاح المدافعين في التسجيل، على غرار رضواني وبلعيد. يجدر الذكر، أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عين الحكم جون جاك ندالا من جمهورية الكونغو، لإدارة مواجهة الاتحاد ويونغ أفريكانز، ويساعده في مهمته؛ زاكيلي سيويلا من جنوب إفريقيا، وأوليفيي كابان سفاري من جمهورية الكونغو.

أصداء

ملعب تنزانيا الوطني يُبعد الضغط  عن زملاء بلعيد

يواجه اتحاد العاصمة منافسه يونغ أفريكانز، على الملعب الوطني في العاصمة التنزانية دار السلام، وهو ملعب كبير بمواصفات أولمبية، يتسع لحوالي 60 ألف متفرج، ما يبُعد الضغط عن زملاء القائد بلعيد، مقارنة بملاعب إفريقية أخرى، على اعتبار أن المدرجات بعيدة عن المستطيل الأخضر، لتوفر مضمار ألعاب القوى، فضلا عن أن مباريات يونغ أفريكانز السابقة، لم تشهد امتلاء مدرجات الملعب عن آخرها.

حرارة ورطوبة عالية في دار السلام

تشهد العاصمة التنزانية دار السلام، هذه الأيام، درجتي حرارة ورطوبة عاليتين، ويسعى زملاء بلعيد إلى التأقلم مع هذه الأجواء، حتى يكونوا في أفضل حال خلال مواجهة اليوم، ولو أن هذه الأجواء سبق وأن عاشوها في مباراة الدور نصف النهائي، عندما واجهوا نادي أسيك ميموزا بكوت ديفوار. وحسب توقعات الأحوال الجوية، فإن درجة الحرارة خلال توقيت المباراة، الرابعة مساء بتوقيت تنزانيا، ستصل إلى حدود 31 درجة، في حين أن الرطوبة ستبلغ 60 بالمائة.

سفير الجزائر بتنزانيا خص الاتحاد باستقبال رائع

خصص سفير الجزائر بتنزانيا، السيد أحمد جلال، استقبالا رائعا لوفد اتحاد العاصمة في دار السلام، سواء عند وصول الفريق في ساعة متأخرة من ليلة الخميس، أو حتى طوال أيام تواجده في تنزانيا. كما حرص على تحفيز اللاعبين ورفع معنوياتهم، من خلال زيارته لهم خلال التدريبات، واطمأن السفير الجزائري على ظروف إقامة وفد الاتحاد، عند حديثه مع رئيس الفريق سيد أحمد أعراب والمدرب بن شيخة، قبل إلقاء كلمات تشجيعية على اللاعبين.

بلقاسمي وبن بوط وجحنيط متعودون على النهائيات

يخوض لاعبا اتحاد العاصمة، الحارس أسامة بن بوط وإسماعيل بلقاسمي، ثاني نهائي لهما في مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، حيث خاض بلقاسمي نهائي هذه المسابقة عام 2016 (ذهابا وإيابا) مع مولودية بجاية أمام تي بي مازيمبي من الكونغو الديموقراطية، والذي خسره ذهابا بنتيجة (4-1)، قبل التعادل أيابا في الجزائر بهدفي لمثله، في حين أن بن بوط خسر نهائي عام 2021 مع شبيبة القبائل، أمام الرجاء البيضاوي عام 2021 بكوتونو في البنين، خلال النهائي الذي لعب في مباراة واحدة، في حين أن أكرم جحنيط، لاعب وفاق سطيف السابق، صاحب الخبرة الأكبر، حيث توج بدوري أبطال إفريقيا عام 2014 مع الوفاق، ووصل عدة مرات إلى مراحل متقدمة في المنافسات الإفريقية.

بن شيخة يبحث عن أول ألقابه بالجزائر

يصر مدرب نادي اتحاد العاصمة، عبد الحق بن شيخة، على التتويج بأول لقب له مع ناد جزائري، سيكون تاريخيا هذه المرة لو تحقق، لأنه سيكون في منافسة إفريقية غابت عن خزائن الاتحاد منذ تأسيسه، ويملك بن شيخة سمعة كبيرة خارج الجزائر، حيث نجح في التتويج بالعديد من الألقاب، خاصة في المغرب وتونس، لكنه لم يقم بذلك في الجزائر، وهو الأمر الذي يحفزه كثيرا على استغلال هذه الورقة للرد على المشككين فيه.

الراحل بن حمودة حافز كبير لأبناء سوسطارة

يسعى لاعبو اتحاد العاصمة للتتويج بكأس "الكاف"، من أجل إهدائها لروح زميلهم الراحل بلال بن حمودة، الذي توفي العام الماضي، في حادث مرور أليم، بعد مشاركته في تربص المنتخب المحلي، تحضيرا لـ"شان 2022”، إذ تعد هذه النقطة حافزا قويا لزملاء محيوص من أجل التتويج باللقب، بعد أن فشلوا في وقت سابق، في إهدائه لقب بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، التي جرت بداية العام الجاري في الجزائر، عندما خسروا النهائي بركلات ترجيح أمام السنغال.

يونغ أفريكانز بطل تنزانيا  في موسم استثنائي

يسعى نادي يونغ أفريكانز، أبرز نادٍ في تنزانيا، الذي حقق مؤخرا، لقبه التاسع والعشرين في الدوري التنزاني الممتاز، للتألق في أول نهائي قاري له على الإطلاق، ويُعرف النادي التنزاني في شرق إفريقيا، بتعلق جماهيره به بشكل كبير، لكنه دخل المنافسة بصفته النادي الأقل حظا للوصول إلى هذه المرحلة، وشارك يونغ أفريكانز في كأس “الكاف” للمرة السادسة في تاريخه، حيث تخطى دور المجموعات لأول مرة، وتأهل عن جدارة واستحقاق إلى النهائي.

قال إن اللاعبين عازمون على إهداء اللقب لعائلة بن حمودة زواري: جاهزون للنهائي وهدفنا التتويج باللقب

أكد لاعب اتحاد العاصمة، عبد الكريم زواري، بأن زملاءه عازمون على التتويج بلقب كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عندما يواجهون نادي يونغ أفريكانز التنزاني في المباراة النهائية، مشيرا إلى أن فريقه لا يخشى الضغوط التي تعد جزء مهما في كرة القدم، كما لم يفوت لاعب خط الوسط، فرصة إبراز عزم كل أسرة الاتحاد من أجل التتويج باللقب، وإهدائه لروح زميلهم الراحل بلال بن حمودة. قال زوراي في تصريحات لوسائل الإعلام، قبل سفر بعثة الاتحاد إلى تنزانيا، ردا على سؤال متعلق بالتحضيرات للمواجهة النهائية: "التحضيرات لهذه المباراة جرت في ظروف جيدة وتركيز عال من اللاعبين.

نحن نعمل وفق البرنامج الذي سطره الطاقم الفني، حتى نصل إلى الجاهزية المثالية في النهائي ذهابا وإيابا"، ولم يفوت زواري الفرصة للإشادة بدور المدرب عبد الحق بن شيخة في وصول الاتحاد إلى النهائي، وصرح: "إتحاد العاصمة وصل إلى أعلى مستوى في الفترة الأخيرة من هذه المنافسة الإفريقية، ولا يمكن إنكار لمسة المدرب بن شيخة، الذي وظف الخبرة الكبيرة التي اكتسبها مع مختلف الأندية، التي دربها خارج الجزائر، في صالح فريقنا”، قبل أن يؤكد بأن الهدف واضح، وهو التتويج باللقب، قائلا: "نحن الآن في النهائي، ويجب علينا التتويج باللقب، لأنها فرصة لا تعوض، أنصار الاتحاد وجميع الجزائريين ينتظرون تتويجنا بهذه الكأس، وسنقدم كل ما لدينا من أجل تحقيق هذا الهدف، إن شاء الله".

من جهة أخرى، رفض زواري الحديث بالثقة الزائدة، بعد أن رشح الكثير من المتابعين فريقه للتتويج باللقب، عطفا على مشواره الكبير في المنافسة، من خلال تجاوزه عقبتي الجيش الملكي المغربي وأسيك ميموزا الإيفواري، وصرح: "لا يوجد أي شيء يضمن لك التتويج باللقب مسبقا، تلك مجرد تكهنات"، وأوضح: "ينتظرنا نهائي قوي ذهابا وإيابا، نحن نحضر بكل جدية لهذا الموعد، وسنتبع تعليمات الطاقم الفني، ونقدم أفضل ما لدينا من أجل الفوز بهذه المنافسة"، أما عن عامل نقص خبرة اللاعبين الإفريقية، فرد لاعب سوسطارة: "صحيح أن الكثير من اللاعبين لم يسبق لهم الوصول إلى هذه المرحلة، ما عدا لاعبين أو اثنين، إلا أننا سنعوض ذلك بالحماس والإرادة والرغبة في التتويج"، وزاد بخصوص شعوره وزملائه بالضغط: "الضغط موجود دائما في نادي اتحاد العاصمة، وعندما تحمل ألوان نادٍ كبير، يجب أن يكون هناك ضغط مماثل، وعلينا التعامل مع ذلك بطريقة إيجابية"، كما شدد زواري على ضرورة التتويج، من أجل إهداء اللقب لزميلهم الراحل، بلال بن حمودة، واصفا ذلك بالحافز، حيث أكد: "إنه حافز كبير بالنسبة لنا كلاعبين، نحن متحدون مسبقا، سواء بالنسبة للاعبين أو الطاقم الفني أو الجماهير، بهدف إهداء اللقب لعائلة زميلنا الراحل بن حمودة". إلى ذلك، وجه لاعب الوسط المهاري رسالة لأنصار اتحاد العاصمة، يعدهم فيها بإسعادهم وينتظر دعمهم في نهائي الإياب، قائلا: "هدفنا هو إسعاد أنصار اتحاد العاصمة، وإهداؤهم هذا اللقب التاريخي، سنسعى إلى تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في لقاء الذهاب، وسننتظر دعمهم في نهائي العودة، من أجل التتويج والاحتفال معا"، علما أن نهائي الإياب سيجري على ملعب 5 جويلية يوم 3 جوان المقبل.