البروفسور أرزقي بوخنوف لـ"المساء":

أملي كبير في تصنيف وزارة الثقافة لموقع "ملاكو"

أملي كبير في تصنيف وزارة  الثقافة لموقع "ملاكو"
البروفسور أرزقي بوخنوف
  • القراءات: 1507
لطيفة داريب لطيفة داريب

كشف البروفسور أرزقي بوخنوف، المسؤول عن الحفريات الخاصة بموقع "ملاكو" بولاية بجاية لـ"المساء"، عن تقديمه غدا، ملفا لوزارة الثقافة والفنون، يتعلق بطلب تصنيف "ملاكو"  في قائمة المواقع الأثرية الوطنية. وقال إن هذا الموقع الأثري عرف، على غرار المواقع الأثرية الأخرى التي تتواجد في مختلف مناطق التراب الوطني، سلسلة من الأحداث التاريخية، بيد أنه يتميز ببنائه من طرف السكان المحليين. 

أضاف البروفيسور بوخنوف، أن هذا الموقع استعمل للتفاوض مع القبائل المحلية، أي التي تسكن جبال جرجرة والبيبان وغيرها، من أجل ترسيخ السلام بين الأهالي والجيش الروماني، وهو ما بينه نص النقيشة اللاتينية التي عثر عليها في الحقبة الاستعمارية، في ضواحي الموقع. وتابع أن "ملاكو" مثل أيضا نقطة تموين الرومان بمختلف المنتوجات الغذائية (الزيت، النبيذ والحبوب، وغيرها)، علاوة على استعماله كمركز لقيادة الجيوش المحلية في ثورة تُعد من أكبر الثورات التي خاضها الرومان ضد الأهالي، ألا وهي ثورة فيرموس (370 375م). علما أنه يمكن الاطلاع على وقائع هذه الثورة في كتاب المتحدث حول "عائلة نوبال بين التحالف ومقاومة الرومان، ثورتا فيرموس وجيلدون".

أشار محدث "المساء"، إلى أن "الأهمية التي يكتسيها هذا الموقع، الذي يعبر عن عدم رضوخ السكان المحليين للِاستعمار الروماني، وما سيقدمه من مكاسب للأجيال اللاحقة، أصبح من الضرورة إنقاذه من الخراب الذي كان سيلحقه الطريق السيار الذي يربط مدينة بجاية بالطريق السيار شرق-غرب، لولا الإرادة والعزيمة من طرف مصالح وزارة الثقافة والباحثين من معهد الأثار (جامعة الجزائر 2)، وكل الفاعلين في الميدان".

أكد الأستاذ بمعهد الآثار، أن الأبحاث استمرت لاستخراج ما يخبئه الموقع، مشيرا إلى أن الأشغال التي تمت في هذا الموقع، توصلت إلى اِستخراج قطاع كامل مخصص لصناعة النبيذ، وهو ما أكدته الأبحاث التي نشرها الأجانب في الثمانينات من القرن الماضي، التي تشير إلى أن منطقة الصومام بولاية بجاية كانت تسوق النبيذ بكميات كبيرة، تحت ختم "تبوسبتو"، وهي مستعمرة رومانية، تقع على بعد 30 كلم من موقع "ملاكو"، إضافة إلى معالم أخرى.

قال البرفسور، إن هذا النوع من الأبحاث لا تقتصر في اِستخراج المعالم المشكلة للموقع، بل يتعدى ذلك إلى التعرف على نمط الحياة الذي كان يسود في هذه المنطقة، وهكذا توصل فريقه إلى التعرف على نوعية العنب والزيتون اللذين كانا يغرسان في هذه المنطقة، كما تطرق إلى برمجة الفريق المكلف بهذه الأبحاث، أشغال حفرية اِبتداء من 15 جويلية من هذه السنة، ولمدة 25 يوما. آملا رفقة فريقه، في تصنيف موقع "ملاكو" في قائمة المواقع الأثرية الوطنية لحمايته وتعميق البحث في تاريخ المنطقة، بالإضافة إلى الاستثمار فيه ثقافيا وسياحيا.

للإشارة، تم الكشف عن مواقع "ملاكو" عام 2014 ببجاية، إثر مشروع إنجاز الطريق السيار شرق- غرب، يتربع على مساحة قدرها 3 هكتارات، ويقع على بعد 7 كلم شرق بلدية صدوق، و8 كلم غرب بلدية أقبو، كما يبعد بـ 55 كلم عن مقر ولاية بجاية، ويمتاز بموقعه المميز والبارز من على هضبة مرتفعة بـ 132 متر على مستوى البحر، وتطل على وادي الصومام. و«ملاكو" هو عبارة عن قصر كبير يشبه مدينة بملاحق متعددة، وقلعة تحمي الساكنة الذين يرجح أنهم كانوا يشتغلون في مجال زراعة الكروم والزيتون.