امتزجت فيها زرقة البحر باخضرار جبال دامبو

"شولوس"تتزين لاستقبال ضيوف الصيف

"شولوس"تتزين لاستقبال ضيوف الصيف
  • القراءات: 458
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

استرجعت المدن الساحلية بمدينة سكيكدة، مع الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف للسنة الجارية، حركتها ونشاطها، بعد أن تزينت لاستقبال المصطافين الوافدين إليها أحسن استقبال، من بين تلك المدن الساحلية الجميلة، التي بدأت تستقطب زوارها من الولايات المجاورة، مدينة شولوس الواقعة غرب سكيكدة، رغبة منهم في الاستمتاع بشواطئها الخلابة التي تمتزج فيها زرقة البحر اللازوردي باخضرار الغطاء النباتي المتنوع، الممتد على طول جبل دامبو من جهة البحر، الذي أضفى على شبه جزيرة القل هيبة، وجبال الوالي الصالح سيدي عاشور الذي يعلو المدينة، كأنه يحرسها ويحرس ضيوفها.

وبين هذا وذاك، تبقى شواطئ القل الواسعة، ذات الرمال الناعمة وطيبة وكرم سكانها، عوامل جذب لاستقطاب المصطافين من العائلات والسياح الذين يحجون إليها، على مدار أيام الصيف، للتمتع بجمالها الطبيعي، إذ يحاصرها البحر من كل النواحي، دون الحديث عن خلجانها الساحرة.

كل الذين يعرفون القل أو "شولوس"، بالتأكيد يعرفون شواطئها، انطلاقا من شاطئ تلزة الرائع، مرورا بشاطئ "كسير الباز" الصخري، دون نسيان شاطئ "عين الدولة"، أو شاطئ خليج "الفتيات الصغيرات" سابقا، الذي يتواجد بقلب المدينة، ناهيك عن الشاطئ الصغير الموجود بخليج بوقارون، إضافة إلى شاطئ عين أم لقصب الذي يعد من الشواطئ الفريدة من نوعها على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط، لطبيعة رمالها ومياه بحرها، أو كما كان يعرف في السابق بشاطئ "الخنازير".

أكيد، سيشدهم الحنين مرة أخرى ومرات لزيارتها والاستمتاع بمياه البحر، والمؤكد أن الزائر إلى مدينة القل التاريخية، والحلم يسكنه لمعاودة الرحلة إليها، سيكون مجبرا على تذوق طبق السردين المطبوخ على الفحم بنكهة خاصة ومتميزة، تتفنن المطاعم الشعبية في إعداده، وأكيد أيضا، ستشده طيبة سكان شولوس المضيافين. ولعل أجمل مشهد تعيشه القل طيلة موسم الصيف، أصوات نواريس البحر والأمواج والمصطافين وأصوات محركات قوارب الصيد الصغيرة، الذاهبة كل صباح في رحلة بحث عن الأسماك أو العائدة بأطيبها، بما فيها أصوات مختلف المركبات القادمة من الولايات الداخلية، لتتحول هذه المدينة الحالمة الهادئة حقيقة ومجازا، مع بداية كل موسم صيف، إلى مدينة تعج بالحركة ليلا نهار، فاتحة ذراعيها لاستقبال الزوار، متزينة لهم بما تملكه من جماليات البحر وسحر الطبيعة وطيبة سكانها، بعد أن أضحت ملاذا آمنا للعائلات، خصوصا القادمين من المدن والولايات المجاورة.