موسكو تحذّر الغرب من محاولة "انتهاز" الفرصة

الرئيس الروسي يصف تمرد قوات "فاغنر" بالطعنة في الظهر

الرئيس الروسي يصف تمرد قوات "فاغنر" بالطعنة في الظهر
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين
  • القراءات: 919
ق. د ق. د

يرتقب الروس ومعهم العالم أجمع تداعيات الإعلان المثير لزعيم مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية، يفغيني بروغوجين، بالتمرد المسلح ضد الجيش الروسي في تطوّر أقل ما يقال عنه إنه مفاجئ ويطرح أكثر من علامة استفهام حول تداعيات مثل هذا الإعلان على الداخل الروسي وعلى مسار الحرب المشتعلة في أوكرانيا.

مسارعة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس للرد على الإعلان المثير لزعيم "فاغنر" باستخدام كلمات قوية مثل "خيانة" و"طعنة في الظهر" والتحذير من خطر "الحرب الأهلية"، كشفت عن مدى صعوبة الوضع والحرج الذي تواجهه روسيا، التي استعانت بمقاتلي "فاغنر" في حربها في أوكرانيا ولكنها وجدت نفسها اليوم في صدام آخر مع هؤلاء.

وظهر بوتين ببدلة سوداء، وهو يتحدث بنظرة جادة ونبرة عسكرية، أكدت بلوغ العلاقة بين "فاغنر" والكرملين، نقطة اللاعودة، في موقف غير مسبوق يواجه الرئيس الروسي منذ وصوله إلى السلطة نهاية عام 1999.

وقال الرئيس الروسي في خطاب متلفز،  إن الأحداث الجارية "هي خيانة للبلاد" وأن روسيا ستدافع عن نفسها من الخيانة الداخلية. وأكد قائلا "سندافع عن شعبنا ودولتنا من أي تهديدات، بما في ذلك الغدر الداخلي.. ما وجهناه يمكن أن يسمى على وجه التحديد بالخيانة.. الطموحات غير المحدودة والمصالح الشخصية أدت إلى خيانة وخيانة للبلد وشعبه"، مشدّدا على أنه لن يسمح بتكرار الحرب الأهلية في بلاده.

من جهتها، حذرت الخارجية الروسية في بيان لها الغرب من محاولة "انتهاز" فرصة هذا التمرد لدفع مخططاتهم "المعادية لروسيا"، مؤكدا أن التمرد لن يمنع موسكو من "تحقيق أهدافها" في أوكرانيا.

وكانت بداية الصراع بإعلان رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية المسلحة، يفغيني بريغوجين، التمرد ضد القوات الروسية وأن قواته عبرت الحدود الأوكرانية إلى مدينة روستوف الواقعة إلى جنوب روسيا، مهدّدا بتدمير كل من يعترض طريقه. بل وذهب بريغوجين الى أبعد من ذلك عندما أعلن عزمه الانتقام من القيادة العسكرية الروسية لزعمه قتلها الآلاف من عناصر قواته.

وأعلن قائد فاغنر عن هذا التمرد بعد أن اتهم الجيش الروسي بشن ضربات جوية على وحداته العسكرية الخاصة في "مزاعم" سارعت وزارة الدفاع الروسية لنفيها.

ووصف جهاز الأمن الاتحادي الروسي تصريحات، يفجيني بريغوجين، بأنها ترقى إلى حد الدعوة لبدء صراع أهلي مسلح، داعيا مقاتلي المجموعة المسلحة الخاصة إلى اعتقال بريغوجين وعدم الوقوع في فخ هذه "المغامرة" غير محسوبة العواقب.

ولمواجهة هذا الوضع الصعب والحرج، عززت القوات الروسية من تمركزاتها  بنشر نقاط تفتيش عسكرية بالقرب من مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في مدينة روستوف، مع تسيير دوريات للشرطة بوسط المدينة وكذلك تحليق مروحيات عسكرية فوق المنطقة، مع تشديد الإجراءات الأمنية بالقرب من جميع المراكز والمؤسسات المهمة في العاصمة موسكو ونشر حراسة إضافية حولها. كما تم وضع وحدات خاصة من الحرس الوطني الروسي في حالة تأهب قصوى في العاصمة الروسية موسكو، مع حظر حركة مرور السيارات على طرق سريعة وتعزيز نقاط التفتيش التابعة للشرطة.

والمؤكد أن هذه التطوّرات المثيرة التي فجرها زعيم "فاغنر" سيكون لها تأثيرها على الوضع الميداني في الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا التي نظرت إلى الحادثة على أنها تترجم "ضعف" موسكو، في حين تتابع الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة بيقظة شديدة تطوّرات الوضع.

للإشارة فقد كانت قوات "فاغنر" وزعيمها بريغوجين أحد أبرز الداعمين للرئيس الروسي في حربه ضد أوكرانيا. وهي تشارك بنحو  10% من مجموع القوات الروسية في أوكرانيا، لكن لا يوجد إحصاء رسمي حول ذلك فيما تشير التقديرات إلى أن تعدادها نحو 5 آلاف مقاتل. وكان يعرف بريغوجين بأنه "طباخ بوتين" على اعتبار أنه يمتلك مجموعة من المطاعم وشركات التموين لتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.