معرض سعد عمر برواق محمد راسم
الطبيعة تصدح جمالا وتكشف عن أسرارها
- 815
استنطق الفنان التشكيلي سعد عمر الطبيعة من مختلف جوانبها وعبّر عن جمالها وتنوعها من خلال لوحات غلب على معظمها الأسلوب الواقعي ، معروضة حاليا في رواق محمد راسم.
اختار الفنان التشكيلي سعد عمر، الطبيعة لكي تكون موضوع معرضه المقام حاليا برواق راسم بعنوان: “التنوع الطبيعي”، أولا لأنه يعشقها وثانيا لأنه يشعر بالألم حينما تتعرض للأذى، وهكذا أراد تحسيس المواطنين بضرورة الحفاظ عليها لأنها منبع الحياة، أليست هي من تمنحنا الأكسجين لكي نحيا؟ أليس حمايتها يصب في خانة تشجيع السياحة الداخلية ومن ثم الدولية أيضا؟.
رسم سعد أغلب لوحاته بتقنية الأركيليك، من بينها اللوحات التي رسم فيها باقات من شتى الزهور منها من أصبح نادر الوجود في العاصمة مثل زهرة شقائق النعمان التي كانت تغمر الأماكن واليوم الكثير من شبابنا وأطفالنا لا يعرفها حتى.
رسم سعد أيضا أزهارا بيضاء والسوسن والورود ونينوفار، أضفى عليها الكثير من الإضاءة والألوان، حتى يعطيها حقها من الجمال والبهاء، كما استعمل تقنية السكين مثلا لرسم لوحة “التوليب”. في حين رسم زهرة المانوليا في ثلاث لوحات متسلسلة، استلهمها من زهور شاهدها بحديقة التجارب.
لا تخلو الطبيعة من الحيوانات، ليختار عمر في معرضه العصافير لكي يرسمها، فرسم” المقنين الزين” الذي كان عدده هو الآخر كثيرا ليتناقص بشكل رهيب، وكأنه أراد برسمه له، احياء الطبيعة .كما رسم سعد الأوز في أكثر من لوحة مثل تلك التي حملت عنوان: “السلم في الروح” التي رسم فيها أوزة تسبح في بحيرة تزينها الأزهار والأشجار المخضرة.
أما عن رسمه للقصبة، فلم يكن ذلك بالأمر الغريب، فكل فنان تشكيلي عاصمي يحلو له رسم القصبة لما لها من تأثير عظيم عليه، لهذا كان من الطبيعي أن يرسم سعد القصبة في أكثر من لوحة، من بينها لوحة رسم فيها رجل من بسكرة يبيع الماء لامرأة من القصبة، كما رسم مجموعة من النساء يرتدين الحايك ويتوجهن الى حمام شعبي. ورسم أيضا مباني وأحياء من القصبة السفلى ومجموعة من أبواب منازل القصبة مثل الباب الخضراء الموجودة بكثرة في القصبة، وأضفى على العديد منها أزهارا متنوعة.
وانتقل الفنان هذه المرة الى بوسعادة، حيث استلهم من لوحة رسمها الفنان اتيان ديني عن هذه المدينة التي عشقها ودفن فيها، كما رسم أيضا عرس في بوسعادة وأبرز فيها الزي التقليدي مستعملا تقنية الرسم الزيتي، علاوة على رسمه لواحة خلابة.
بالمقابل، يعرض الفنان عدة لوحات أنجزها بالأسلوب التجريدي، من بينها لوحة “تجريدي أزرق “التي غمرها اللون الأزق ، بينما في لوحة “تجريدي أزرق مذهب” خالط أزرقها اللون الذهبي. كما أراد سعد أن يحلق في السماء ربما غيرة من الطيور التي يمكنها أن تحلق عاليا تحت اسم الحرية فرسم لوحة “تحليق” عن طائر أبيض كبير يحلق في السماء، أبعد من ذلك فقد رسم الفنان أكثر من لوحة عن الفضاء مثل لوحة “الأرض القمر” التي رسم فيها هذين الكوكبين وهما عالقين في الفضاء، وكذا لوحة “المجرة الزرقاء”. الفنان إذن حرّ يستطيع التنقل أينما شاء من خلال رسمه للوحات مختلفة المواضيع، حتى أنه يمكن له أن يجد راحته النفسية وحتى ملاذه في رسمه للوحة ما وهو حال الفنان سعد عمر الذي شعر في يوم من الأيام بالإحباط الشديد فتساءل عن موضوع رسمته المقبلة، هل سيرسم لوحة سوداء؟ لا بل رسم لوحة “شلال” التي مباشرة بعد انجازها شعر براحة كبيرة وذهب عنه البأس.
ورسم الفنان أيضا لوحة بتقنية الأكورال بعنوان: “ بحر هادئ” وأخرى باستعمال قلم الفحم تحت عنوان: “الغسق” .