“بالرياضة نرتقي وفي الجزائر نلتقي”
5 جويلية يجمع النخبة العربية
- 1168
سيكون 5 جويلية 2023، نقطة تميّز في سماء الجزائر بتنظيمها النسخة الـ15 للألعاب العربية، وعليه سيكتب هذا اليوم الذي سيكون خاتما لاحتفالات ستينية استرجاع السيادة الوطنية، وإشارة لانطلاق الاحتفالات المخلّدة للذكرى 61 لعيدي الشباب والاستقلال، سطرا ذهبيا آخر في ذاكرة الأمة العربية، وعليه تولي السلطات العليا في البلاد أهمية بالغة لهذا الحدث الذي يعتبر امتداد لمخرجات القمة العربية التي جرت بالجزائر في نوفمبر 2022، قصد لم شمل الشباب العربي تحت شعار “بالرياضة نرتقي وفي الجزائر نلتقي”.
رغم أنّ الدورة الـ15 للألعاب العربية تأتي في سياق زمني خاص ومميّز، إلاّ أنّها تعدّ استكمالا للمساعي الدبلوماسية الجزائرية المعبّر عنها في اجتماع القمة العربية الأخير، الرامية إلى ترسيخ مبادئ قيم التعاون والتبادل الثقافي والحضاري، وكذا تعزيز سبل التواصل والعيش المشترك بين الدول والشعوب العربية، تأكيدا على مساهمة الرياضة في تعزيز قيم التضامن والسلم.
وبتنظيم هذه الألعاب توضع الجزائر، حاليا، تحت أنظار العالم العربي، حيث تعدّ سانحة لإبراز ما تملكه من أحدث الهياكل الرياضية، وتنوّع وثراء تراثها وتاريخها وتقاليدها، وأصول الضيافة بها، من خلال السهر على توفير كلّ الراحة والاطمئنان لجميع المشاركين خلال فترة تواجدهم على أرضها بدون نسيان حفاوة استقبال جماهيرها التي ستكون في الموعد.
وعن فوز الجزائر بثقة الأشقاء العرب بتنظيمها الألعاب العربية، تعمل وزارة الشباب والرياضة على أن تكون في مستوى تطلّعات المشاركين على كافة الأصعدة، وإبراز قدرات الجزائر التنظيمية، اعتمادا على مؤهّلات وكفاءات بدون ادخار أيّ جهد، مع توحيد وتوجيه كلّ الطاقات، ليكون النجاح عنوان هذا الحدث.
ديناميكية تصاعدية كبيرة
5 جويلية هو أيضا يوم لترسيخ وحدة الشباب العربي انطلاقا من تقاليدها الثابتة في لمّ شمل العرب وتكريس مبادئ الحركة الأولمبية العربية. فبعد استضافتها دورة ألعاب البحر المتوسط في وهران صيف 2022، وكأس أمم أفريقيا لكرة القدم للمحليين “الشان”، والـ"كان” لفئة أقلّ من 17 سنة في السداسي الأوّل من العام الجاري 2023، تستعد الجزائر لاحتضان دورة الألعاب العربية للمرة الثانية في تاريخها، بعد 19 عاما من استضافتها للدورة العاشرة عام 2004.
في هذا السياق، قال عضو المكتب التنفيذي لاتحاد اللجان الأولمبية العربية الجزائري، خير الدين برباري، إنّ الجزائر فازت بالاستضافة بعدما قوبل طلبها بالقبول من قبل جميع أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد. وأضاف “تمّ دراسة الطلب المقدّم من قبل الجزائر لاستضافة الدورة، حيث وافق الجميع بالإجماع، وهذا خبر كان مفرحا ويجسّد ديناميكية تصاعدية كبيرة للجزائر في احتضان التظاهرات الرياضية الدولية”. في ظلّ رهان التميّز، الفاعلون في الحركة الرياضية والقطاعات الأخرى، مدعوون للمساهمة بقدر الإمكان، في إنجاح هذا التجمّع الرياضي العربي، من خلال ترسيخ مفهوم نبذ العنف، وثقافة السلم عند الشباب، وغرس ثقافة الروح الرياضية كلّ هذه المعطيات مرهونة بالميديا الرقمية التي تضمن خدمة نوعية علاوة عن الأهداف السامية المذكورة -أنفا- والمتمثلة في إعطاء أفضل صورة ممكنة عن إمكانات الجزائر وقدرتها على تنظيم تظاهرات رياضية عالية المستوى.
وأثبت دور الميديا الرقمية في التظاهرات التي نظمتها الجزائر مؤخرا على غرار الألعاب المتوسطية وهران 2022، بطولة “الشان”، والـ"كان” لفئة أقلّ من 17 سنة الجاري في السداسي الأوّل من العام 2023، حيث منحت للجزائر عنوان “النجاح” بامتياز، وهذه الألعاب فرصة للترويج والتسويق للصورة الايجابية للجزائر على المستوى الدولي من خلال إبراز المجهودات المبذولة في مجال تنظيم مختلف التظاهرات ونوعية المنشآت الرياضية المنجزة.
ولمجابهة الأخبار الكاذبة والمضلّلة التي تندرج ضمن حملات عدائية عبر مختلف الوسائط، نظمت وزارة الاتصال بمشاركة قطاعي وزارة الشباب والرياضة والتعليم العالي والبحث العلمي دورة تكوينية “حول الاتصال المؤسساتي وتقنيات التنسيق التنظيمي”، قبل 25 يوما من انطلاق الاستحقاق العربي، وذلك قصد إحداث الإضافة المطلوبة في أداء أسرة الصحافة والإعلام، لاسيما من جانب تطوير إعلام مهني لكلّ صحفي للاحتراف في مجال صنع المحتوى والترويج لمكتسبات الجزائر في المجال الرياضي خاصة تلك الإنجازات النوعية التي جسدتها الدولة من خلال المنشآت القاعدية الجديدة ذات المعايير العالمية والتنظيم الباهر لمختلف المواعيد الكبرى وكذلك ما تحقق من ألقاب وانتصارات في مختلف التخصصات الرياضية والتي كان آخرها كأس الكونفدرالية الإفريقية التي توّج بها نادي اتحاد الجزائر.
أرض الشهداء عاصمة الرياضة العربية
على مدار 10 أيام، من 5 إلى 15 جويلية الجاري، ستكون 5 مدن هي العاصمة، تيبازة، وهران، قسنطينة وعنابة أقطابا رياضية بامتياز، والانطلاقة اليوم الأربعاء من ملعب “5 جويلية” حيث يلتقي عدد قياسي من الرياضيين قوامه 3500 رياضي ورياضية من 22 دولة مسجلين في 21 اختصاصا.
وستكون المشاركة الجزائرية حاضرة في كل التخصصات المعتمدة في هذه البطولة ويتعلق الأمر بكل من كرة القدم (ذكور)، كرة اليد (ذكور)، كرة السلة، الكرة الطائرة، ألعاب القوى، الملاكمة، الجيدو، المصارعة المشتركة (ذكور)، السباحة، الكاراتي، البريكنغ (ذكور)، الجمباز، كرة الريشة، الدراجات، رفع الأثقال، الألواح الشراعية، تنس الطاولة، الكرات الحديدية، المبارزة والشطرنج.
خلال الزيارة التفقدية التي قامت بها بعثة اتحاد اللجان الأولمبية العربية، أبدت هذه الأخيرة رضاها بمدى جاهزية الترتيبات التنظيمية للألعاب العربية، على حد تأكيدات، رئيس لجنة الإشراف ومتابعة الألعاب العربية، الأردني ناصر المجالي الذي قال “إن الجزائر جاهزة لاحتضان الطبعة 15 للألعاب الرياضية العربية...أؤكد لكم بأنّ زيارتنا للجزائر قبل أربعة أسابيع من انطلاق العرس العربي، كانت ممتازة، لأنها سمحت لنا بالاطلاع على بعض المنشآت الرياضية التي ستستقبل الألعاب.. بكل صراحة، نحن نحسدكم على المنشآت الموجودة.. توجد روح رياضية عالية لإنجاح الألعاب في وقت قياسي، وإيماننا عال جدا بجاهزية الجزائر لاستضافة هذه الموعد، نظرا للحماس الموجود لدى الجميع”. وأضاف ناصر المجالي “أهم شيء استخلصناه خلال الزيارة التفقدية.. تلك النقاشات بيننا وبين اللجنة المنظمة، وكذلك التجانس بين كل القائمين على هذه الدورة، والذي أثبت لنا وجود جاهزية عالية وتجربة قوية.. فضلا عن وجود إطارات بشرية جزائرية قادرة على إدارة هذه الألعاب، ونحن متفائلون في هذا الموعد”.
..عنوان لوحدة الشباب العربي
انطلاقا من تقاليدها الراسخة في لم شمل العرب عملت الجزائر على جعل الالعاب العربية مناسبة لترسيخ وحدة الشباب العربي وتعزيز الصداقة بين الشعوب العربية وتكريس مبادئ الحركة الأولمبية العربية.
وعليه يحسب للجزائر إنها نجحت قبل أشهر من استضافة تظاهرات رياضية من الحجم العالي على غرار الألعاب المتوسطية وبطولة الكأس افريقيا للمحليين ولفئة أقل من 17 سنة، في لم شمل شباب الحوض المتوسطي والقاري على أرض الجزائر، حيث كانت بمثابة “علامة فارقة في لمّ الشمل ونسج خيوط الصداقة بين الشعوب”، بعدما تمكّنت الجزائر من جمع أكبر عدد من المشاركين في المنافسات الرياضية -السابقة الذكر- الأمر الذي أكسبها نجاحا رياضيا إضافيا.
ونظرا لحرص الجزائر على توفير كافة شروط النجاح من الجوانب التنظيمية والتقنية، إلى جانب انخراط رئيس الجمهورية شخصيا في مسار التحضير للألعاب العربية، قصد إعطائها طابعا خاصا، في ظلّ امتدادها لمخرجات القمة العربية النوفمبرية 2022، والرامية إلى صناعة التميّز على كافة الأصعدة المقاييس. وبذلت الجزائر جهودا حثيثة حتى يكون موعد انطلاق ألعاب الجزائر العربية يوم 5 حويلية، فرصة “لإعادة بث روح التضامن الرياضي العربي” النابع من الميثاق الأولمبي المشترك، وتحويل هذه التحديات إلى دافع بهدف ترتيب المنظومة الرياضية العربية.
وفضلا عن النتائج التاريخية التي حققتها الجزائر، تراهن اللجنة العليا المنظّمة للاستحقاق العربي على الجماهير الجزائرية لتقديم أحسن صورة إنسانية وحضارية تؤكّد قيم السلم والأخوة بين الشعوب العربية من جهة، ومن ناحية الحضور والكثافة ما يكرّس عهدا جديدا للمضي قدما إلى ما هو أفضل لتشريف الجزائر.