الجيش الجزائري.. وطني الروح شعبي المنبت
- 2248
* التكوين النوعي، الاحترافية في الميدان وترقية الصناعات.. ثلاثية قوّة جيشنا
* جزائر ما بعد الاستعراض ليست جزائر ما قبله
لا أحد يشكّك، اليوم، في الرابطة التاريخية المتينة التي تربط الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بأمته، فثباته على مبادئ الثورة واحترام الدستور، وإثباته لقدراته القتالية وعقيدته الوطنية المترسخة، ومبادئه الإنسانية تزيد نصاعة يوما بعد يوم، تترجمها مسيرة حافلة بالإنجازات في الميدان، من ذود عن الحياض، وإعداد للرجال، ودعم للاقتصاد وإسهام في الجانب الإنساني، وهي اللوحة الجميلة التي لا تغيب نضارتها إلاّ عمّن عميت أبصارهم وبصائرهم، وتظلّ تزعج أعداء الجزائر من الحاقدين والحاسدين والمتسترين خلف لوبيات ما زالت أسيرة ماض ولى إلى غير رجعة.
عندما تعود ذكرى عيد الاستقلال، كلّ عام، تعود معها صور التضحيات الجسام التي قدّمها خيرة أبناء الجزائر من قوافل الشهداء والمجاهدين، الذين انتصروا على أعتى عتاة الاستدمار، بعد أكثر من قرن وثلاثين سنة من الكفاح والاستبسال، فانتزعوا استقلالهم بفضل ما يملكونه من قوّة الحق وصلابة الإيمان بالوطن، ولم تخفهم حينها قوى الشر المتحالف ضدهم، ولم يتصدّق عليهم أحد بالاستقلال، حسبما ذكره رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في إحدى مقابلاته الإعلامية في أوت الماضي، الذي أكّد أنّ منبت الجيش الوطني الشعبي ومكانته لدى الشعب معروفة، حيث قال “نحن الدولة الوحيدة التي نالت استقلالها بالسلاح، ولا شيء سواه، ولم يتصدّق عليها أحد بالاستقلال”.
جزائر ما بعد الاستعراض ليست جزائر ما قبله
وبالعودة إلى الاستعراض العسكري الباهر الذي أقيم، العام الماضي، بمناسبة ستينية الاستقلال، تحت أنظار ملايين الجزائريين، الذي طوى فترة 33 سنة، لم تشهد خلالها الجزائر تنظيم أيّ استعراض عسكري، بسبب انشغال قوات الجيش والمصالح الأمنية بمكافحة واجتثاث الإرهاب، يتّضح لنا أنّ بارومتر الروح المعنوية للشعب الجزائري زاد ارتفاعا، لأنّ الاستعراض المهيب قدّم دلالات بالغة الدقة، ورسائل تصريحية وأخرى تلميحية للقاصي والداني مفادها أنّ “جزائر ما بعد الاستعراض ليست جزائر ما قبله”.
ويتسنى لنا ذلك من خلال رسالة التهنئة والتقدير التي بعث بها رئيس الجمهورية وزير الدفاع الوطني إلى الفريق أوّل السعيد شنقريحة، مشيدا فيها بالاستعراض العسكري المنظّم بمناسبة ستينية الاستقلال وبنجاحه الباهر، قائلا “عاشت جزائرنا الغالية بمناسبة الذكرى الستين لاستعادة السيادة الوطنية، أجواء مفعمة بالروح الوطنية الأصيلة في شعبنا، الذي تابع باعتزاز وابتهاج الاستعراض العسكري”، وأكّد الرئيس حينها أنّه “كان لهذا الحدث الاستثنائي التأثير البالغ في الروح المعنوية العامة للجزائريات والجزائريين، الذين افتقدوا لسنوات طويلة رؤية تلك الـمشاهد العظيمة التي تجسّد الصورة القويّة والمبهرة للتلاحم بين جيشنا العتيد وشعبنا الأبي، وأنّ تلك المشاهد كانت لوحات بالغة الدلالة في دقة التنظيم والتحكّم في التفاصيل، تنمّ عن تدبير احترافي، وتنفيذ عملياتي عالي الانضباط والالتزام”.
ليؤكد الرئيس تبون أنّ “المؤسّسة العسكرية في بلادنا قد وضعت أقدامها باقتدارٍ وكفاءة على طريق امتلاك ناصية العلوم الحديثة والتكنولوجيا العسكرية العالية، وهو ما من شأنه أن يجعل منها مؤسّسة مواكبة ومستوعبة لأحدث ما يستجد في المجال العسكري، ويزيدها حظوة وتقديرا في ضمير الأمة”.
وكانت رسائل الاستعراض العسكري الموجّهة للداخل، تتجلى في طمأنة الجزائريين على وحدة الوطن وسلامته الترابية ما دام سليل جيش التحرير يتمتّع بكامل قوّته وجهوزيته، وترتيبه في قائمة الجيوش إقليميا وعالميا، أما الرسائل الموجّهة للخارج، فهي تهدف بالأخص في التحذير من عواقب أيّ مغامرة أو استفزاز، مهما كان مصدره، وأن تعاظم القوّة العسكرية للجزائر ليس موجّها لطرف بعينه، لكن الهدف منه هو تحصين الأمن القومي للجزائر وتأمين سلامتها الترابية من أيّ مساس أو تهديد.
"جيش- أمة”... رابطة جزائرية مقدّسة
والملاحظ أنّ رابطة “جيش- أمة” التي تزداد نصاعة من يوم إلى آخر، لم تأت من العدم، بل جاءت نتاج روابط تاريخية وتراكمات سياسية واجتماعية وإنسانية، جسّدتها التوجّهات الرشيدة والنوايا الحسنة لأبناء الوطن، الذين لا يساومون في وطنيتهم وإخلاصهم للجزائر، رغم الفتن والمحن التي كانت تعصف بالبلاد خلال سنوات الجمر وبعدها، في محاولة لفكّ هذه “الرابطة المقدّسة” بين الشعب وجيشه.
وقد تعزّزت وازدادت متانة وقوّة بفضل السياسة الرشيدة لرئيس الجمهوية السيد عبد المجيد تبون، الذي كان منذ اعتلائه السلطة، قد أبدى عزمه على مواصلة تعزيز وتطوير القدرات العسكرية للجزائر تماشيا مع الرهانات والتحديات التي لا ترحم الضعيف. وكان ترسيم الرابع أوت منذ العام الماضي يوما وطنيا للاحتفال بـ"اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي”، يترجم حالة التلاحم النادرة المعروفة بـ"رابطة جيش- أمة”، وكذا على إثر نتائج باهرة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة وحماية الحدود والأمن القومي، وتخلد الجزائر رسميا، هذا اليوم الأغر تيمّنا بتاريخ تغيير تسمية “جيش التحرير الوطني”، إلى “الجيش الوطني الشعبي”، وكان ذلك في 4 أوت 1962، حيث قرّر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، بعد ستين سنة، ترسيم هذه المناسبة وجعلها عيدا وطنيا، يحتفى به كلّ سنة، بتظاهرات ونشاطات داخل مكوّنات الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني. وما يترجم متانة رابطة “جيش- أمة” إشراف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، في أوّل احتفال باليوم الوطني للجيش، على تكريم متقاعدي الجيش الوطني الشعبي المنحدرين من صفوف جيش التحرير الوطني وعائلات شهداء الواجب الوطني ومعطوبي وكبار جرحى الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب، اعترافا بالتضحيات الجسام والمهام الكبيرة المنوطة بهذه الهيئة السيادية والسلطة الحساسة. وما يزيد في متانة هذه الرابطة ما صرح به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في إحدى مقابلاته الإعلامية، حيث أكّد أنّ منبت الجيش الوطني الشعبي ومكانته لدى الشعب معروفة، قائلا “نحن الدولة الوحيدة التي نالت استقلالها بالسلاح، ولا شيء سواه، ولم يتصدّق عليها أحد بالاستقلال” وأكّد أنّ الاستعراضات العسكرية التي كانت تقيمها الجزائر بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب، كانت تقليدا يخلّد روح التضحية والوفاء للشهداء، من قبل الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، وأنه إلى جانب شرف التاريخ، يملك الجيش الوطني الشعبي شرف العقيدة القتالية، فهو “جيش مسالم، لم يسبق أن اعتدى على أيّ دولة أخرى، وأوّل جيش يحترم مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة”، ليضيف أنّ “الامتداد التاريخي والشعبي للجيش الوطني الشعبي، دائما ما كان السمة التي تميّزه عن باقي الجيوش، وأنّ الشعب الجزائري، أثبت مدى إدراكه لقيمة جيشه، ففي أحلك الظروف وأكثر المواقف صعوبة، لم يفوّت أدنى فرصة للاحتفاء به والتأكيد على الرابطة التي تجمعهم”.
كما يؤكدّ هذه الرابطة القوية رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أوّل السعيد شنقريحة، الذي قال في أفريل السنة الماضية إنّ جيشنا الوطني ذا المنبت الشعبي، الذي يعمل في ظلّ توجيهات السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، يدرك تمام الإدراك حجم التحديات التي يجب رفعها والرهانات التي يتعيّن كسبها في ظلّ التطوّرات المستجدة الحاصلة في محيطنا الإقليمي والدولي ويعي جيدا انعكاساتها على أمن واستقرار بلادنا.
ثلاثية القوّة.. التكوين النوعي، الاحترافية في الميدان وترقية الصناعات
لاشكّ في أنّ تعاظم القوة العسكرية، لم يأت من العدم، بل كان رؤية متبصّرة، وسياسة رشيدة، وتوجّها متكاملا مركبا من ثلاثية امتزجت وتلاحمت لتعطي جيشا مهاب الجانب، يحسب له ألف حساب، أوّلها التكوين النوعي، الذي يترجم الاحترافية في الميدان، وتزيده قوّة ترقية الصناعات العسكرية، بما يشكّل صمام أمان، وجدار صدّ لأيّ موجة ضعف أو اختراق.
ويظهر من خلال وضع التأهيل العالي للعنصر البشري في الجيش الوطني الشعبي من أولويات القيادة العليا، أنّ الهدف المتوخى هو التمكّن من الإحاطة بآليات الحلول الاستباقية لكافة الرهانات المستقبلية، حيث يسمح هذا التأهيل بالقيام بالدراسات المتقدّمة، في كافة الفروع العسكرية، بما يسهم في تعميق، وإثراء الرصيد المعرفي لأفراد الجيش الوطني الشعبي، لاسيما في المجال العملياتي والاستراتيجي، وتمكينه من الإحاطة المتبصّرة، بآليات الحلول الاستباقية، لكافة المستجدات والتحديات المعترضة.
وما فتئ رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، يشدّد على ضرورة التعامل مع مجال التكوين كنظام تطوّري “قابل للتحسّن والإصلاح باستمرار” والتوجّه به “أكثر نحو الامتياز”، لأهمية تطوير جهاز التكوين في الجيش الوطني الشعبي الذي “يجب أن نتعامل معه في إطار مقاربة ديناميكية، كنظام تطوّري قابل للتحسّن والإصلاح باستمرار، من حيث أهدافه وبرامجه ووسائله ومناهجه، حسب طبيعة السياق السائد، الذي لا يمكن إدراكه في بعده الحقيقي، إلاّ عن طريق اليقظة العالية والحرص الدائم”، إذ تولي القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي أهمية كبرى لتكوين مورد بشري مؤهّل، يتحلى بالمهنية والاحترافية” من أجل “رفع التحديات المطروحة في ظلّ محيط جيو- إستراتيجي غير مسبوق”.
ولعلّ تحسين منظومة التكوين التي ظهرت ثمارها في الميدان، وفق متطلبات الجيـوش الحديثة، من حيث الارتقاء بأداء الجيش الوطني الشعبي، استراتيجيا، وعملياتيا، وتكتيكيا، والسهر على الرفع المتواصل من قدراته القتالية، مع الحرص على مواصلة وذلك عن طريق التحكّم في مناهج وبـرامج التكويـن الناجعـة، المتعلقة بالفنون الحربية والإستراتيجيـة العسكرية، وكذا الدراسات الأخرى ذات الصلة بالدفاع والأمـن. وبالنسبة للصناعات العسكرية، حرص رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون منذ اعتلائه سدة الحكم على مواصلة تعزيز وتطوير القدرات والصناعات العسكرية ببلادنا، تماشيا مع الرهانات والتحديات التي لا ترحم الضعيف، على نحو يمكّن من استحداث مناصب شغل لشبابنا والتوجّه للتصدير بعد تلبية احتياجات السوق الوطنية.
وسبق لرئيس الجمهورية أن أعرب عن قناعته بأنّ ترقية الصناعات الحربية كخيار استراتيجي، لا تقلّ أهمية عن بناء اقتصاد وطني قويّ ومتنوّع في حماية سيادة الأمة وثوابتها وقيمها وتعزيز تلاحم أبنائها، وتمثّل قاطرة للصناعة الوطنية إجمالا، حيث قال في كلمة أمام إطارات ومستخدمي الجيش الوطني الشعبي “أدعوكم إلى المثابرة تماشيا مع المتغيّرات الإقليمية، والتحديات الأمنية في إطار احترام التزامات بلادنا ودورها المحوري في المنطقة، وتمسكها بتعزيز السلام والأمن في العالم... وإني ما زلت مقتنعا بأن ترقية الصناعات الحربية كخيار استراتيجي لا تقل أهمية عن بناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع في حماية سيادة الأمة وثوابتها وقيمها وتعزيز تلاحم أبنائها”.
وتبقى عملية تطوير القوات المسلحة وتدعيم قدراتها القتالية في جميع الاختصاصات تتصدر أولويات القيادة العليا للجيش، إلى جانب إرساء قاعدة صناعية متينة ومتنوّعة للحيلولة دون الاعتماد على الخارج وبالتالي تقليص فاتورة الاستيراد، من خلال إقامة صناعة عسكرية جزائرية تتماشى وطبيعة والتحولات التي يعرفها الجيش الوطني الشعبي، وذلك بإنشاء مؤسسات ذات طابع صناعي وتجاري تابعة للجيش الوطني الشعبي حملت على عاتقها مهمة إقامة صناعة للدفاع وتلبية احتياجات الإسناد متعدّد الأشكال وتعزيز قدرات الدفاع وتأهيله ونقل التكنولوجيا والتحكّم فيها وتوطينها وتحديث تشكيلة المنتجات المصنّعة والخدمات الموجهّة للجيش الوطني الشعبي وللسوق الوطنية والدولية.
وحقّق الجيش الوطني الشعبي، إنجازات معتبرة وخطوات نوعية في مجال الصناعة العسكرية، ويسير “بإصرار كبير” نحو تحويل التكنولوجيا ذات المرامي العسكرية، والعمل على تطويعها، بشكل يضمن تجديد العتاد العسكري وعصرنته، والارتقاء بمسار الإسناد التقني، واللوجيستي إضافة إلى التكوين العلمي والتقني، متعدّد المستويات للإطارات والمستخدمين.
المناورات العسكرية: جاهزية كاملة.. والرسائل واضحة
وتعدّ سلسلة المناورات العسكرية خلال السنوات الأخيرة، التي نفّذتها وحدات الجيش الوطني الشعبية باحترافية عالية في شتى مناطق الوطن وبمختلف الأسلحة، وأشرف عليها الفريق أوّل السعيد شنقريحة، رسائل واضحة للقاصي والداني أنّ الجزائر اليوم باتت مستعدة تماما وأكثر من أيّ وقت مضى للدفاع عن أراضيها وعن سيادتها واستقلالها، ضدّ أيّ نوع من الأطماع والمؤامرات، وأنها اليوم بهذه الجاهزية، قد دخلت المرحلة الثانية من الاستعداد بشكل متقدّم للغاية.
وتتمثل الرسالة الأولى المستشفة من سلسة المناورات والتمارين بالذخيرة الحية، التي توحي أسماؤها بأسباب القوّة والمنعة مثل “الحزم 2021”، “إعصار 2022”، “الفصل 2023”، “عاصفة تيريرين 2023”.. وغيرها، في أنّ قوّة الردع ودحر أيّ هجوم متوفّرة وبالقدر الكافي لدى الجيش الجزائري، وترسّخها تصريحات الفريق أوّل السعيد شنقريحة نفسه، التي قال عن تلك المناورات إنّ الجيش الجزائري بات “يملك كلّ مقوّمات القوّة للردع”، بعد أن تحوّل إلى جيش محترف بأتم معنى الكلمة، وهي المفردات نفسها التي عبّر عنها من قبل قائد الجيش الجزائري التي تمحورت حول قدرة الجيش العملياتية على دحر أيّ عدوان أو خطر خارجي مهما كان مصدره، ومهما كانت القوّة التي ستقوم به، خاصة بالنظر إلى الظروف الجيوسياسية المحيطة ببلادنا، سواء في شمال المتوسط وحلف الناتو، أو إقليميا حيث التكالب المرتبط بالنزاع في الصحراء الغربية أو منطقة الساحل الإفريقي أو الأوضاع المتدهورة في ليبيا وإلى غاية السودان.
وتشير الرسالة الثانية بوضوح إلى أنّ سماء الجزائر هي بين السموات الأكثر أمنا في العالم، بوجود منظومة دفاع جويّ قوية وحديثة، كما تؤكد الرسالة الثالثة الموجهة للأطراف الدولية والمجتمع الدولي والقوى الكبرى المتصارعة، على أنّ الجزائر قوّة إقليمية ضاربة، لها قدرة الحفاظ على التوازنات في المنطقة، بدليل أنّها ليست بحاجة، ولا تقبل بأيّ قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، كما الحال مع الكثير من الدول في المنطقة.
ودليل هذه الرسالة، ليست فقط تلك الأسلحة التي تمّ تحريكها أو تشغيلها عبر هذه المناورة العسكرية، وإنّما ترسانة الأسلحة الأكثر تطوّرا وتحديثا في العالم التي بحوزة الجيش الجزائري، وتبقى الرسالة الكبرى والأخيرة، التي يجب على أعداء الجزائر استيعابها جيدا، وهي أنّ الجزائر اليوم باتت مستعدة تماما وأكثر من أي وقت مضى للحرب وللدفاع عن أراضيها وعن سيادتها واستقلالها، ضدّ أيّ نوع من الأطماع والمؤامرات.
وتؤكّد هذه المناورات وما تبعث به من رسائل، بما لا يدع مجالا للشك، على أنّ الجيش الوطني الشعبي، الذي يبدع في الميدان، ويبهر في الاستعراضات العسكرية، جيش يزرع الأمن والأمان، ويحترم مبادئ الدستور، ويفتح آفاقا اقتصادية واجتماعية وإنسانية غير مسبوقة، كي يكون وطننا المفدى محصنا من جميع الجوانب، لا تتسلّل إليه رياح الفتنة ولا تعتريه عوادي الدهر، ولا تهزه دعايات المغرضين، بفضل عقيدته الراسخة والتفاف الشعب من حوله، فهو جيش وطني شعبي بامتياز.
ر.ك