الرئيس تبون يعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة

وفـاء والتزام دائم بنصرة قضية الأمـة

وفـاء والتزام دائم بنصرة قضية الأمـة
  • 595
مليكة. خ مليكة. خ

❊ رئيس الجمهورية أكد أن دعم فلسطين من أولويات الجزائر

بمنحها مساهمة مالية بقيمة 30 مليون دولار للمساعدة على إعمار مدينة جنين الفلسطينية بعد العمليات العسكرية التي شنها الكيان الصهيوني فيها، تكون الجزائر قد أكدت مرة أخرى التزامها بدعم قضية الأمة، خاصة أنها وضعتها ضمن أولوياتها في ظرف تحاول بعض الأجندات طمسها وجعلها في ذيل اهتمامات العمل العربي المشترك على ضوء موجة التطبيع التي مست بعض الدول العربية.   

وسار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على خطى المواقف التاريخية الداعمة للجزائر لقضية فلسطين، بإعادة هذا الالتزام إلى واجهة السياسة الخارجية للبلاد، باعتباره من المبادئ الثابتة التي ينص عليها بيان أول نوفمبر، الذي يدافع عن حق تقرير مصير الشعوب و النضال ضد المستعمر.

فحتى خلال الظروف العصيبة التي مرت بها لم تتخل الجزائر يوما عن قضية فلسطين سواء معنويا أو ماديا، بل أنها تعد من الدول العربية القليلة التي لم تتخلّف عن دفع اشتراكاتها لدعم صندوق فلسطين على مستوى الجامعة العربية والدفاع عنها عبر المحافل الدولية.

وبعد انتخاب الرئيس تبون، تحركت الدبلوماسية الجزائرية تجاه نصرة هذه القضية وجعلها في صدارة نقاشات الاجتماعات العربية، حيث كانت زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى الجزائر في نهاية 2021، وتقديم مساهمة مالية في إطار الجامعة العربية بقيمة 100 مليون دولار، بمثابة إشارة على أن الجزائر لن تتخلى عن هذه القضية ماديا ومعنويا، علما أن الجزائر تضخ سنويا ما قيمته 55 مليون دولار كمساهمة مالية، إضافة إلى مختلف المساعدات المقدمة لفلسطين، فضلا عن تخصيص ما لا يقل عن 75 مليون دولار لمشاريع بفلسطين خاصة تلك المتعلقة بترميم أوقاف القدس المحتل.

وكان رئيس الجمهورية، قد أكد أن هذه المساهمة جاءت “وفاء لتاريخ الجزائر الثوري والالتزام الثابت للشعب الجزائري برمته بمساندة القضية الفلسطينية العادلة في كل الظروف”.

كما عبّر الرئيس تبون، عن هذا الالتزام في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، شهر جوان الماضي، بعد انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، عندما أكد أن دعم فلسطين من أولويات الجزائر.

وتجلى ذلك باحتضان الجزائر قبل عقد القمة العربية في نوفمبر 2022، مراسم التوقيع على “إعلان الجزائر” للم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية شهر اكتوبر من العام ذاته، ضم 14 فصيلا فلسطينيا، حيث أعرب المشاركون في المؤتمر عن تقديرهم لجهود ودور الجزائر.

وقد سهل التوقيع على إعلان المصالحة إدراج القضية ودراستها بسلاسة خلال اجتماعات قمة الجزائر، من خلال بلورةَ موقف موحد ومشترك حول دعم حقوق الشعب الفلسطيني، عبر إعادة التمسك الجماعي بمبادرة السلام العربية لعام 2002.

كما أكد رئيس الجمهورية، أن عام 2023 سيكون عام حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مؤكدا أن مساعي الجزائر ستنصب في هذا الاتجاه من خلال تكليف سفير الجزائر بالأمم المتحدة، بالشروع في إجراءات عملية لتنفيذ توصيات القمة العربية التي احتضنتها.

ويشهد التاريخ على المواقف الثابتة للجزائر تجاه قضية الأمة، إذ يكفي أن قيام الدولة الفلسطينية كان على أرضها يوم 15 نوفمبر 1988، لتكون بذلك أول دولة في العالم تعترف بالدولة الفلسطينية مع إقامة علاقات دبلوماسية رسمية معها في 18 ديسمبر من العام ذاته.

كما أن انضمام فلسطين إلى اليونيسكو عام 2011، كان بفضل طلب تقدمت به الجزائر للأمم المتحدة، حيث تم قبولها بعد عام من ذلك بصفة دولة ملاحظ غير عضو يوم 29 نوفمبر 2012، بـ138 صوت مقابل 9 أصوات رافضة و41 ممتنعة عن التصويت.

ولم تلتزم الجزائر الصمت في كل مرة يقوم فيها الكيان الصهيوني باعتداءاته الهمجية ضد الشعب الفلسطيني، حيث تحركت على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة في أوت 2014، من أجل وقف اعتداء الكيان الصهيوني بين سنتي 2008 و2014، بثلاث اعتداءات على غزّة.

وألزمت المبادرة الجزائرية مجلس الأمن في هذا الصدد على بحث مشروع يشترط اتخاذ خطوات فورية من أجل إنهاء الحصار والقيود التي تفرضها إسرائيل على عمليات التنقل والدخول والخروج في قطاع غزّة، بما في ذلك فتح معابر دائمة نحو هذا القطاع لإيصال المساعدات الإنسانية وضمان تنقل السلع والأشخاص.