"المساء" تقضي يوما رفقة العائلات بغابة "بوشاوي"

الأمن حافز مهم للهروب من حر المنازل إلى الطبيعة

الأمن حافز مهم للهروب من حر المنازل إلى الطبيعة
  • القراءات: 746
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تبحث العائلات "العاصمية"، مع حلول فصل الصيف، عن مكان هادئ بعيدا عن الضجيج والازدحام، وهناك عائلات تختار الشواطئ وأخرى تفضل المسابح، بينما تلجأ الباحثة عن الهدوء، إلى غابات الترفيه للترويح عن النفس، لاسيما في ظل قلة مرافق التسلية والتنزه، وهو ما وقفت عليه "المساء"، خلال زيارتها لغابة "بوشاوي".

تنتظر العديد من العائلات، حلول موسم الصيف، لتضع برنامجا للأماكن التي يمكن أن تقصدها من أجل قضاء الصيف، والاستمتاع بوقتها وعطلتها رفقة الأقارب والأحباب، فبعد سنة من العمل والتعب، يأتي موسم الصيف ليجتمع الكل معا في سبيل قضاء العطلة.

"بوشاوي" وجهة مفضلة للباحثين عن هدوء الطبيعة

تشهد، في هذا الصدد، غابة "بوشاوي" الواقعة غرب مدينة الجزائر، توافد عدد كبير من العائلات بغرض التنزه، والتي تجد ضالتها بين أحضان الطبيعة الخلابة، التي تتميز بها هذه الغابة الجميلة، التي تمنح الراحة والاطمئنان لكل من يقصدها، بعيدا عن الضجيج والازدحام والإزعاج.

وقد لاحظت "المساء"، خلال زيارتها للغابة، منذ أيام، طوابير من السيارات التي تحمل ترقيم عدة ولايات، خاصة الجزائر العاصمة وتيبازة والمدية والبليدة وغيرها، حيث تلفت العائلات المنتشرة تحت ظلال الغابة في جماعات، انتباه الزائرين، كما تجد متعة كبيرة في تناول وجبات الطعام بين أحضان الغابة الجميلة ذات النسيم المنعش، وصوت العصافير التي تزيد المكان جمالا وهدوء، وتتقاسم بعض طعامها مع الحيوانات المتجولة على طول الطريق من شجرة لشجرة، تنتظر من يقدم لها قطعة خبز أو سكاكر، وهي مناظر تبعث في نفوس الزوار الرغبة في البقاء وعدم المغادرة.

تعتبر هذه الغاية متنفسا حقيقيا بأتم معنى الكلمة، حيث يجد قاصدها ما يبحث عنه، لاسيما الهدوء والراحة.

التقينا بعائلة من تيبازة، أكدت بأنها تقصد المكان مع حلول فصل الصيف، وأشار رب الأسرة قائلا: "نفضل المكان بسبب هدوئه والأمان الموجود به، فجل وقتنا نقضيه تحت حماية رجال الدرك الوطني"، وأكدت الزوجة، ما قاله زوجها، حيث ذكرت أنها تزور المكان للمرة السابعة على التوالي، لعدة أسباب، أبرزها الراحة والهدوء الذين يوفرهما، وإمكانية البقاء بعيدا عن الأنظار في جو عائلي.

قال رياض ابن منطقة بوشاوي: "نأتي إلى هذه الغابة دائما، كوننا أبناء الحي، وساهمت الغابة كثيرا في تخفيف ضغط المدينة، وقد أضحت وجهتنا المفضلة دائما، حتى في موسم الاصطياف"، وأضاف: "الجميل في المكان، أن أشجاره الباسقة تحجب تسلل الحرارة، فتضل درجة الحرارة منخفضة للغاية، كما أن الغابة تسع الجميع، إذ تتواجد بها مئات العائلات منذ الصباح الباكر، وتستقر لفترة من الزمن، من بينها أسر تغادر المكان بعد أذان المغرب".

وقال شخص آخر: "ما يعجبنا في الغابة أنك تستطيع الجلوس بالقرب من سيارتك والاستمتاع بالغابة وجمالها، كما أن المسالك داخلها ليست صعبة"، وأضاف محدثنا: "لقد اكتشفت هذا المكان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كوني أعاني من مرض الربو، وكنت أبحث عن مكان ألجأ إليه من أجل الاستمتاع بالهدوء".

الأمن متوفر بالغابة

لاحظت "المساء"، أن الأمن يبقى الحافز الأساسي للإقبال المتزايد من طرف العائلات، حيث جندت قيادة الدرك الوطني أعوانها للسهر على حفظ الأمن داخل الغابة، طيلة أيام الأسبوع، مع زيادة أعوان إضافيين خلال يومي الجمعة والسبت، اللذين يسجل خلالهما رقم قياسي من حيث الإقبال عليها.

تعمل فرق الدرك الوطني، بالتنسيق مع مديرية الغابات، التي تخصص في أوقات العطل فرقا متنقلة وشاحنات بصهاريج، للتدخل السريع في حالة وقوع الحرائق. وقد ساهمت عودة الأمن إلى غابة بوشاوي، في عودة العائلات إليها، خاصة بعد أن تم تهيئتها من خلال وضع طاولات وكراس مصنوعة من خشب أشجار الغابة، الأمر الذي سمح للعائلات بوضع ما يحضرونه من مأكولات من المنزل، أو تلك التي يقتنونها من المحلات المتواجدة على مستوى الغابة، إضافة إلى المحلات التي هيئت لاستقبال الزوار في ظروف ملائمة.

للإشارة، تتردد العائلات "العاصمية" على غابة بوشاوي، لقضاء أوقات ممتعة، تحت ظلال الأشجار، بحثا عن جرعة هواء نقي، وتعتبر غابة بوشاوي المكان المفضل للكثير، نظرا لشساعتها والخدمات المقدمة بها. علما أن غابة بوشاوي تقع غرب العاصمة، في بلدية الشراقة، وهي واحدة من الأماكن الشعبية بالعاصمة المخصصة للنزهات والمشي، وبشكل خاص، للركض في عطلة نهاية الأسبوع، حتى أنه تم إنشاء نادٍ لألعاب القوى، وهو نادي بوشاوي الرياضي، إذ لاحظت "المساء" تدريبات رياضييه بالمكان.

الدرك يطلق حملات لاصطياف آمن

تقوم مصالح الدرك الوطني بعمليات توعية وتحسيس واسعة النطاق، لفائدة المصطافين، في إطار العمل الجواري، من خلال حثهم على الحفاظ على سلامة ونظافة البيئة والمحيط، إضافة إلى المحافظة على الثروة الغابية، حسب ما أكده رئيس مصلحة الاتصال، بقيادة الدرك الوطني، المقدم عبد القادر برزيو، لـ"المساء".

قال إن هذا المخطط يستند، أيضا، على تثمين الخدمة العمومية، كالتوجيه والنجدة والإسعاف وتقديم يد المساعدة للمواطنين، مع ضمان التدخل السريع والفعال عند الضرورة.

وفي ما يخص برنامج مكافحة حرائق الغابات، أكد المقدم برزيو، أن قيادة الدرك الوطني شرعت، بالتنسيق مع مختلف الشركاء الفاعلين، بما فيها المديرية العامة للغابات، حيث يتم حاليا، تنظيم حملة تحسيسية، بأخذ الاحتياطات والالتزام بها، لمنع وقوع الحرائق، أهمها تجنب كل ما يتسبب في نشوب النيران، خصوصا العائلات التي تقوم بجولات سياحية في الغابات، وتحضير موائد الشواء، بالإضافة إلى التدخين وترك بقايا السجائر.

تعمل مصالح الدرك الوطني، بالتنسيق مع مديرية الغابات، على تبادل المعلومات، والقيام بدوريات مشتركة، قصد تحسيس وتوعية المواطنين بتفادي الحرائق في الغابات.