فيما أكدت حواء أن استقلاليتها المالية لا يُبنى عليها الزواج

آدم بين مطرقة التكاليف وسندان تقاسم الأعباء

آدم بين مطرقة التكاليف وسندان تقاسم الأعباء
  • القراءات: 1253
رشيدة بلال رشيدة بلال

تحول التفكير في تكوين أسرة في السنوات الأخيرة بالمجتمع الجزائري، إلى مشروع صعب، بالنظر إلى جملة المتغيرات التي عصفت بالعادات والتقاليد، وأدخلت بعض المفاهيم التي كانت إلى وقت قريب غير مهمة، أصبحت اليوم محور بناء العلاقة الزوجية، وبعدما أصبح الرجل يشترط أن تكون المرأة مسؤولة وعاملة و يبحث عما لديها من ممتلكات، في حين تبحث المرأة عن الرجل الذي يملك منزلا وسيارة وعملا مرموقا، ضاعت القيمة الحقيقية لإبرام عقد الزواج، وهي الوصول إلى تكوين أسرة وتربية الأبناء، وضاعت معها الأدوار الرئيسة للزوجين، حيث أصبح الرجال يفضلون تربية الأبناء وإلقاء الأعباء المالية على عاتق المرأة. 

في استطلاع للرأي، مس عددا من القبلات على الزواج من الجنس اللطيف، وقفت "المساء"، على تغيير المفهوم الحقيقي للزواج، الذي لم يعد مرتبطا بتكون أسرة وتربية الأبناء، وهو ما تعكسه الشروط المطلوبة في زوج المستقبل، من أجل الموافقة على مشروع الزواج، حسب ما جاء على لسان إحداهن، ولعل من جملة الشروط "أن يكون وسيما، ولديه سيارة، ومنزلا منفردا وعملا مشرفا ومتفتحا"، بعدها يأتي الحديث عن أخلاقه وتربيته، وأكثر من هذا، حسب ما أكدته إحدى المستجوبات، فإنه لا مجال مطلقا لأن يفكر في مقاسمتها لمالها، حيث يشترط أن يكون قادرا على الإنفاق، بينما أكدت أخرى، بأن مشروع الزواج بالنسبة إليها، لم يعد في أولوياتها، بعدما أصبح الرجال همهم الوحيد عند التقرب لخطبة البنات، البحث عن المرأة العاملة، وأكثر من هذا يفضلها عاملة في بعض المناصب التي يكون فيها الأجر مضمونا، وهو حسبها، من الأمور التي تثير غضبها وتجعلها تفكر في تأجيل هذا المشروع أو عدم التفكير فيه مطلقان.

في حين تؤكد أخرى، بأن واحدا من الأسباب التي جعلها تغير رأيها في فكرة الزواج، اشتراط زوج المستقبل عليها، بأن تشاركه في إدارة الشؤون المالية للمنزل، وأن يتم اقتسام الأعباء مناصفة، كما يحدث في المجتمعات الأوربية، في الوقت الذي تؤكد بأن أجرتها الشهرية في محل الحلاقة لا يغطي نفقات العناية بنفسها وشراء ما تعودت عليه من ألبسة لماركات عالمية، لذا تقول: "حتى أتزوج، لابد أن أضفر برجل قادر على فتح بيت الزوجية، وتحمل كل المسؤولية، خاصة المالية منها بمفرده".

وهذا رأي الرجال في الزواج..

يبدو أن المفاهيم الخاصة باختيار الزوجة، هي الأخرى قد تغيرت عند الرجل، فهو الآخر أصبحت لديه بعض التصورات التي جعلت من الصعب الوصول إلى إبرام عقد الزواج، بعدما أصبح عمل المرأة يعتبر الشرط الأساسي والمحوري في بناء هذا الرابط المقدس، وحسب ما جاء على لسان البعض، حبذا أن تكون لديها سيارة، وفي تصورهم، فإن الوصول إلى تكوين أسرة أصبح بمثابة مشروع استثماري، يتطلب التفكير الجيد، وأن يكون رأس ماله كبيرا لضمان نجاحه، وعلى حد قول أحد الشباب "فإن بنات اليوم يرغبن في أن يعشن حياة زوجية في مستوى معين، وبصورة مستقلة عن الأهل، لذا فإن الفلسفة الشائعة تفرض ضرورة مشاركتهم وتحملها جزء من المسؤولية والأعباء المالية، وحسب ما جاء على لسان شاب ثلاثيني، أن التكاليف الكثيرة التي أصبحت تفرض اليوم، على الرجل من الفتاة، كالعيش بشكل مستقل، وأن يكون لديه سيارة، جعلتهم يغيرون أيضا نظرتهم للزواج، ويفرضون على التي تقبل الزواج منهم، أن تتحمل هي الأخرى معهم، مناصفة أعباء الحياة.