إدانة واسعة لمحاولة الانقلاب في النيجر

الحرس الرئاسي يحتجز الرئيس محمد بازوم

الحرس الرئاسي يحتجز الرئيس محمد بازوم
رئيس النيجر محمد بازوم
  • القراءات: 1124
ق. د ق. د

خيمت حالة من الغموض أمس على الوضع في النيجر على إثر الاحتجاز المفاجئ للحرس الرئاسي للرئيس، محمد بازوم، داخل القصر الرئاسي بالعاصمة نيامي في تطور أقل ما يقال أنه مثير وخطير قد يدخل هذا البلد الافريقي الفقير في حالة من الفوضى والاضطراب هو وكل المنطقة في غنى عنها.

وبدت عملية احتجاز رئيس النيجر بمثابة "محاولة انقلاب" خاصة وأن المفاوضات التي أجرتها عناصر الحرس الرئاسي مع الجيش النظامي للإفراج عن بازوم آلت الى الفشل، بما دفع بالجيش إلى منح مهلة للحرس الرئاسي لإطلاق سراح الرئيس المحتجز.     

وقال مصدر رفض الكشف عن هويته إن "الحرس الرئاسي رفض بعد مفاوضات اطلاق سراح الرئيس وعلى اثر ذلك أعلن الجيش منح مهلة" للحرس الرئاسي الذي منع الوصول إلى مقر الرئاسة المحاصر، بحسب ما تم تداوله من صور، بمركبات عسكرية مع قطع الطرق المؤدية إليه.

من جانبها، تحدثت رئاسة النيجر في رسالة نشرتها على موقع "التويتير" الذي أعيد تسميته "إكس" إلى "انخراط عناصر من الحرس الرئاسي في حركة استياء مناهضة للجمهورية". وقالت إن هذه العناصر "حاولت الحصول على دعم الجيش والحرس الوطني دون أن تنجح في ذلك"، مضيفة أن "الجيش والحرس الوطني مستعدان لمهاجمة عناصر الحرس الجمهوري المشاركين في هذه الحركة إذا لم يعودو لرشدهم" في نفس الوقت الذي أكدت فيه أن "رئيس الجمهورية وعائلته بخير".

وذكرت مصادر أمنية ورئاسية أنه تم منع الوصول أيضا إلى مقرات الوزارات الواقعة بجوار القصر، كما أن العاملين داخل القصر لم يتمكنوا من الوصول إلى مكاتبهم.

وبمجرد رواج أخبار احتجاز رئيس النيجر على يد عناصر الحرس الرئاسي، توالت ردود الفعل المنددة بهذا العمل بداية من مجموعة الدول الاقتصادية لدول غرب افريقيا "ايكواس" التي استنكرت بأشد العبارات ما وصفتها بـ "محاولة الانقلاب" في النيجر وطالبت بالإفراج الفوري والسريع عن الرئيس المنتخب.

وجاء في بيان المجموعة أن "الإيكواس تدين بأشد العبارات محاولات الاستيلاء على السلطة بالقوة وتدعو الانقلابين للإفراج الفوري ومن دون أي شرط عن الرئيس الديمقراطي المنتخب للجمهورية"، مضيفة أن "الايكواس والمجموعة الدولية ستحمل جميع المتورطين في هذا العمل المسؤولية عن سلامة وأمن الرئيس وعائلته وأعضاء الحكومة وعامة الناس".

نفس موقف الإدانة عبر عنه الاتحاد الافريقي في بيان أصدره رئيسة المفوضية، موسى فقي محمد، الذي أدان "بشدة مثل هذه الأعمال من جانب الجنود الذين يتصرفون بخيانة تامة لواجبهم الجمهوري"، وطالبهم "بالكف الفوري" عن هذا "العمل غير المقبول".

كما دعي فقي "شعب النيجر وجميع أشقائه في أفريقيا وخاصة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وفي العالم، للضم أصواتهم من أجل الإدانة بالإجماع لمثل هذه المحاولة والعودة الفورية وغير المشروطة للجنود الجنائيين إلى ثكناتهم".

ولم يتخلف الاتحاد الاوروبي عن إدانة هذا الانقلاب في النيجر عبر صوت ممثله للسياسة الخارجية، جوزيب بورييل، الذي عبر عن قلقه البالغ "من الأحداث الجارية في نيامي". وقال في تغريدة على "تويتر" بأن الاتحاد الأوروبي ينضم إلى إدانة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.

يذكر أن آخر محاولة انقلاب فاشلة شهدها النيجر تعود إلى شهر مارس 2021 عندما حاولت وحدة عسكرية الاستيلاء على القصر الرئاسي قبل أيام من أداء الرئيس بازوم الذي كان منتخبا حديثا اليمين الدستورية.

ويعد انتخاب بازوم بمثابة أول انتقال ديمقراطي للسلطة في دولة شهدت أربعة انقلابات عسكرية وعدة محاولات انقلابية منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.