مع انتهاء مهلة "الايكواس" اليوم

أي سيناريو ينتظر النيجر؟

أي سيناريو ينتظر النيجر؟
  • 764
ص. محمديوة ص. محمديوة

تنتهي اليوم، مهلة الأسبوع التي منحتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا للإنقلابيين في النيجر، من أجل إعادة النظام الدستوري والإفراج عن الرئيس المنتخب ديمقراطيا، محمد بازوم، الذي لا يزال قيد الاحتجاز داخل القصر الرئاسي بالعاصمة نيامي، وسط ضبابية تامة تلوح في الأفق النيجري في ظل انعدام أدنى مؤشرات احتواء الوضع على الأقل في القريب العاجل.

وعشية انتهاء هذه المهلة، تتجه كل الأنظار نحو النيجر التي تنعدم فيها وإلى غاية أمس، أدنى مؤشرات توحي بنية أو رغبة الإنقلابيين في التراجع عن قراراهم والإنصياع لدعوات وضغوطات "الإيكواس" وكل المجموعة الدولية، في إعادة النظام الدستوري و عناصرهم إلى ثكناتهم.

بل إن الوضع يبدو أنه يتجه نحو مزيد من التعقيد في ظل التهديد الجدي "للايكواس" بالتدخل عسكريا لحسم الأمر بالقوة وإعادة الرئيس بازوم، إلى منصبه على رأس الدولة في النيجر، بكل ما يطرحه هذا الخيار من علامات استفهام كبيرة حول قدرة المنظمة الإقليمية على تنفيذ وعيدها، وكم سيكون تعداد القوات العسكرية التي ستتدخل في النيجر.

والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه بقوة، هل وضعت هذه المنظمة في حساباتها عواقب مثل هذه المقامرة التي تريد أن تجز بقوات بلدانها الأعضاء فيها بكل ما تحمله من مخاطر، ليس فقط على النيجر وإنما على منطقة هي في غنى عن مزيد من الاضطرابات والتوترات.

وهو سؤال يجد مصداقيته باعتبار أن غالبية التجارب السابقة التي اعتمد فيها على القوة والحسم العسكري فشلت في تحقيق أهدافها، والأمثلة في هذا الباب كثيرة ومتعددة بداية من الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، ثم العراق عام 2003 وليبيا واليمن وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى... وغيرها من بؤر التور عبر العالم التي دامت لسنوات وحتى عقود ولم تحل عقدها بلغة السلاح.

مثل هذه التساؤلات وأخرى تطرح بقوة وقد راحت وزارة الخارجية الفرنسية، تؤكد أمس، أنها تدعم بكل "حزم وصرامة "جهود "الايكواس" في إفشال عملية الإنقلاب على النظام في النيجر، بعد أن اعتبرت في بيان لها أن "مستقبل النيجر ومستقبل المنطقة على المحك".  

وأكدت فرنسا دعمها التام لجهود "الايكواس" غداة تحديد رؤساء أركان دول مجموعة غرب إفريقيا في اجتماعهم بالعاصمة النيجيرية أبوجا، "ملامح" تدخل عسكري محتمل" ضد الطغمة العسكرية في النيجر، في رسالة ضمنية بأن باريس، التي كانت نفت نيتها التدخل عسكريا رغم توفرها على 1500 جندي منتشرين في هذا البلد الإفريقي الفقير مدعومين بألف جندي أمريكي، تدعم المسعى الإقليمي في استخدام القوة.     

وقال المكلف بالشؤون السياسية والأمن على مستوى "الايكواس" عبد الفاتح موسى، إنه "تم وضع جميع عناصر التدخل المحتمل في هذا الاجتماع، بما في ذلك الموارد اللازمة ولكن أيضا كيف ومتى سننشر القوة" من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل حول العملية.

وكانت الإشارة واضحة إلى دولتي السينغال وكوت ديفوار اللتين أعربتا عن استعدادهما لإرسال جنود في إطار قوة "الايكواس" إلى النيجر، حيث قالت مصادر مطلعة، إن القرار الآن في يد السياسيين لمنح الضوء الأخضر لمثل هذا العمل العسكري، الذي حتى وإن حظي بدعم فرنسا إلا أنه لا يحظى بدعم كل الدول الأعضاء سواء في "الايكواس" والمنطقة باعتبار أن كل من مالي وبوركينافاسو سبق وأكدتا أنهما يعتبران أي عملية عسكرية ضد النيجر ضدهما أيضا.

وحتى التشاد التي لا تعد عضوا في "الايكواس" ولكن بحكم جوارها مع النيجر، فقد أكدت على لسان وزير دفاعها، داود يايا براهيم، أنها لن تشارك في أي تدخل. وقال هذا الأخير إن "التشاد لن تتدخل أبدا عسكريا"، مشيرا إلى أن بلاده "تدعم دائما الحوار" وتلعب دور "المسهل" في موقف شددت عليه الجزائر التي أكدت تمسكها بالحل السلمي في النيجر ورفضها الخيار العسكري.