المهرجان الوطني للمسرح النسوي السادس من 30 سبتمبر إلى 5 أكتوبر

اهتمام بالكتابة المسرحية عند المرأة وتكريم لصابونجي وغسول

اهتمام بالكتابة المسرحية عند المرأة وتكريم لصابونجي وغسول
  • 757
دليلة مالك دليلة مالك

أعلنت محافظة المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي، أن الدورة السادسة للتظاهرة ستقام في الفترة الممتدة من 30 سبتمبر إلى غاية 05 أكتوبر 2023، وهي مهداة إلى روح الفنانتين الراحلتين فريدة صـابونجي ويمينة غسول، وستحمل شعار "المرأة والكتابة المسرحية: إبداع وتميز".

المهرجان الذي سيتقبله المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" في عنابة، سيعرف برنامجا مكثفا مقارنة بالدورة السابقة، وفقا لمحافظة المهرجان ليندا سلام، في اتصال "المساء" بها، وأكدت أن اختيار الشعار "المرأة والكتابة المسرحية: إبداع وتميز" نابع من تصور إدارة المهرجان، أن محاولات الكتابة المسرحية النسائية قليلة جدا، وبالنسبة لها، فإن المهرجان وسياسته، يسعى إلى تشجيع المواهب التي لا تعرف كيفية الكتابة الدرامية بشكل محترف.

وأوضحت ليندا سلام، أن الدورة السادسة للمهرجان، وضمن السياق نفسه، ستنظم ندوتين فكريتين، ينشطها مختصون، تصب في موضوع الكتابة المسرحية النسائية في الجزائر، وهو الموضوع الذي لم يتم تناوله من قبل، في التظاهرات والملتقيات المسرحية السابقة، مشيرة إلى أن الندوتين سترصدان التجارب الماضية للكتابة النسوية المسرحية، على غرار تجارب زهور ونيسي ونجاة طيبوني. أشارت ليندا سلام إلى أن ضعف هذه التجارب، ومنها تجارب أخرى لمسرح الطفل، كتجربة الكاتبة كنزة مباركي، والكتابة النسوية في مسرح الطفل هي أكثر كثافة مقارنة بمسرح الموجه للكبار، وأن الكتابة الدرامية النسائية في الجزائر منتعشة أكثر في مجالي التلفزيون والسينما.

إلى جانب الندوات، سيقيم المهرجان ورشتين، الأولى حول الكتابة المسرحية موجهة للمواهب النسوية، والثانية حول فن السينوغرافيا، وهو مجال أيضا يعرف ضعفا للمساهمة النسائية فيه، كما ستقام معارض وتكريم، إذ ستحتفي الدورة السادسة من المهرجان بالراحلتين فريدة صابونجي ويمينة غسول. وفريدة صابونجي (10 أغسطس 1930 - 17 سبتمبر 2022)، هي فنانة وممثلة سينمائية ومسرحية، من مواليد حي الدويرات مدينة البليدة، اشتهرت بآداء أدوار المرأة الغنية ومتغطرسة الشخصية، قاسية القلب أحيانا، كما أنها صاحبة شخصية قوية، والتي يمكننا القول بأن الفن ولد معها.

دخلت المسرح في سن مبكرة جدا، كان عمرها آنذاك حوالي 13 سنة، ووقفت على ركحه إلى جانب كبار الفنانين، على غرار محي الدين بشطارزي، رويشد، محمد التوري وغيرهم. ودخلت عالم الفن من باب الإذاعة الوطنية سنة 1947، وقد مد لها محي الدين بشطارزي يد المساعدة، وفي الخمسينيات قدمت العديد من الأعمال والأدوار في المسرح الكلاسيكي بالمسرح الوطني. في سنة 1989، طلب منها المشاركة في مسلسل "المصير" للمخرج الراحل جمال فزاز، واحتاج الدور الموكل إليها الكثير من الغطرسة والقبضة الحديدية، وقد نجحت في الدور وأحبها الجمهور كثيرا، إلا أنها قدمت أعمالا أخرى مختلفة، وتقمصت العديد من الشخصيات، سواء كانت اجتماعية أو هزلية في المسرح أو المسلسلات.

توفيت يوم السبت 17 سبتمبر 2022، عن عمر ناهز 92 عاما، بعد معاناتها مع المرض. أما الفنانة المسرحية يمينة غسول، التي توفيت السنة الماضية عن عمر ناهز 87 عاما، بعد مسيرة فنية حافلة تجاوزت نصف القرن، وتعد فنانة كبيرة ومن عائلة فنية مسرحية، وهي من جيل كبيرات الفن في الجزائر، ككلثوم ونورية، اشتهرت بالعديد من الأعمال المسرحية التي شاركت فيها منذ السبعينات وإلى غاية بداية التسعينات. وكانت الانطلاقة الحقيقية لغسول في 1970، مع مسرحية "الخبزة" لعبد القادر علولة، إذ كان لها دور بطولي قوي، رفقة محمد أدار، أبان عن قدراتها الكبيرة، رغم عصاميتها. ما أعطاها مكانة هامة في الفن الرابع الجزائري. شاركت بعدها في العديد من الأعمال، على غرار "المنتوج"، "المايدة"، "حوت ياكل حوت"، "حمام ربي" و"الأجواد".