وفاة 476 شخص وإصابة 2073 منذ جوان الفارط
تواصل المجازر المرورية رغم الحملات التحسيسية
- 336
لازال إرهاب الطرقات يحصد أرواح الأفراد والعائلات في الجزائر على الرغم من الجهود الجبارة والحملات التحسيسية المكثفة التي تقودها مختلف الهيئات والمصالح الأمنية، حيث لقى 476 شخص مصرعهم وأصيب أزيد من ألفين آخرين في حوادث مرور مروعة سجلت عبر مختلف ولايات الوطن منذ بداية جوان الفارط، ما دفع بقيادة الدرك الوطني إلى مضاعفة الدوريات والإجراءات الوقائية على مستوى المدن والطرقات الوطنية، للحد من الظاهرة أو على الأقل التقليل من مخلفاتها على اعتبار أن معالجتها بشكل فعال يستدعي إسهام كل الجهات المعنية وفي مقدمتها المواطن.
تواصل قيادة الدرك الوطني، حملاتها التحسيسية للحد من حوادث المرور في ظل تسجيل ارتفاع محسوس في عدد الضحايا منذ بداية موسم الاصطياف الجاري، حيث كشف رئيس مكتب الإتصال بمركز الإعلام والتنسيق المروري للدرك الوطني الرائد سمير بوشحيط لـ«المساء"، عن تسجيل أزيد من 1203 حادث مرور، خلف وفاة 476 شخص وإصابة 2073 بجروح ما مجموعه 2549 ضحية منذ بداية جوان الفارط.
وحسب الرائد بوشحيط، فإن السبب الرئيسي لحوادث المرور يعود للعامل البشري بالدرجة الأولى، مشيرا إلى تسجيل وحدات الدرك الوطني خلال السداسي الأول من السنة الجارية 4227 حادث مرور خلف وفاة 1348 شخص وإصابة 6354 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. علما أن المعدل اليومي للحوادث قدر بـ23 حادثا.
وأشار المتحدث في سياق متصل، إلى تسجيل ارتفاع في عدد حوادث المرور التي تتسبب فيها مركبات الوزن الثقيل وكذلك حافلات نقل المسافرين، مرجعا السبب إلى تهور السائقين وعدم احترامهم لقانون المرور، خاصة سائقي المركبات القادمة من المناطق الصحراوية نحو الولايات الساحلية قصد الاستجمام، حيث ذكر في هذا الشأن بأن "هؤلاء السائقين ليس لديهم معرفة بخصوصية الطريق، من حيث تواجد النقاط السوداء، ضيق الطريق وكثرة المنعرجات والمقاطع التي تضم منحدرات شديدة، إلى جانب نقص التركيز والانتباه أثناء السياقة خاصة ليلا".
كما أشار إلى وجود تأثير سلبي للحمولة الزائدة على وضعية شبكة الطرقات الوطنية وسلامتها، بسبب عدم احترام أحكام قانون المرور المتعلقة بالحمولة من قبل غالبية سائقي مركبات نقل البضائع، مضيفا أن نقص المستوى التعليمي وغياب تكوين سائقي الحافلات لعب هو الآخر دورا كبيرا في ارتفاع حوادث المرور.
الحملات التحسيسية متواصلة
وأمام تزايد عدد الحوادث وارتفاع الضحايا، كثفت قيادة الدرك الوطني، حسب الرائد بوشحيط من حملاتها التحسيسية، بالموازاة مع وضعها للمخطط الخاص المسطر لموسم الاصطياف والذي يرتكز بالأساس على تكثيف الدوريات ونقاط المراقبة على المستوى الوطني. كما وضعت وحدات الدرك الوطني عدة نقاط مراقبة بالمقاطع السوداء والطرق المؤدية إلى الشواطئ، خاصة في أوقات الذروة التي تشهد اكتظاظا مروريا.
وترتكز هذه الحملات الوقائية على التحسيس من مخاطر السرعة المفرطة والتجاوزات الخطيرة وعدم ترك مسافة الأمان وكذا السياقة تحت تأثير التعب، بالإضافة إلى السير والتوقف على الشريط الاستعجالي وعدم وضع خوذة الأمان بالنسبة لسائقي الدراجات النارية. كما شملت أيضا محاربة المناورات الخطيرة باستحداث خلايا المطاردة على مستوى شبكة الطرقات السيارة والسريعة.
10 الاف تبليغ عبر صفحة "طريقي" يوميا
من جانب آخر، كشف الرائد بوشحيط، ان مصالح الدرك الوطني تسجل يوميا قرابة 10 آلاف تبليغ عن التجاوزات المرورية التي تقع على مستوى مختلف الطرقات عبر الوطن، يتم معالجتها من طرف فريق مختص يعمل على مدار 24 ساعة.
وأوضح أن قيادة الدرك الوطني تولي أهمية كبيرة للتبليغات، لاسيما بعد تسجيل ارتفاع في عدد حوادث المرور، ما استدعى تعزيز التعاون بين المواطنين ووحدات الدرك الوطني لوضع حد لإرهاب الطرقات.
كما أشار إلى أنه يتم بعد تلقي التبليغات، إخطار الوحدات المعنية بالأمن المروري لاتخاذ الإجراءات المناسبة، فيما يتم تحويل التبليغات الأخرى إلى المديريات المختصة.
وحول طبيعة هذه التبليغات، أكد الرائد بوشحيط أنها تتعلق أساسا بعدم التزام سائقي الحافلات بعدد الركاب المسموح به قانونا وعدم احترام شروط النظافة وغياب الصيانة الدورية للمركبات، بالإضافة إلى التجاوزات الناجمة عن الحالات الطارئة، على غرار امتناع بعض السائقين، في حال حدوث عطب بحافلتهم، عن توفير حافلة بديلة، لاسيما على المسافات الطويلة.
وأبرز ذات المسؤول، أهمية الدور الذي تلعبه صفحة "طريقي" في الوقاية والتحسيس ونشر الوعي المروري وكذا العمل الرقابي على مخالفي قواعد المرور، حيث تضمن التنسيق بين المواطنين ووحدات الدرك الوطني، ليكون بذلك المواطن شريكا هاما في الحفاظ على السلامة المرورية وأمن الطرقات.